بِحبٍّ ونفسٍ طيبة ووجه باسم، يقف الخمسيني وليد الحطّاب في تكيته بغزة، يحضّر الطعام ويسكبه ساخنًا في أوانٍ خاصة معدة للتقديم للصائمين والأسر الفقيرة مجانًا، "ابتغاءً للأجر" في شهر رمضان المبارك.
ومنذ عشرة أعوام على التوالي، يتخذ وليد الحطّاب (59 عامًا) من التكية مصدرًا لنشر الخير والبركة، بإطعامه الفقراء ومن تقطعت بهم السبل، حتى اعتاد الغزيون على رؤيته وهو يحضّر الطعام قبيل ساعات الإفطار.
وبابتسامة صانع الفرح يقول "الحطّاب" "نوزّع الطعام على المحتاج والغير محتاج، فالطبق مفتوح للجميع، وكلما ازدادت عددا كبرت البهجة بداخلي، ولا أطلب الأجر إلا من الله".
واعتاد المارة من أمام تكية "الحطاب" في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، على رؤيته هو يحضّر حساء "الجريشة" في الشارع، حيث يأتون لمشاهدة خطوات الطهي، بدءًا من إشعال النار بواسطة الحطب"، وانتهاءً بتوزيع الطعام في الأواني الممتدة.
ويحرص ضيفنا على الالتزام بمواعيد تقديم الطعام، فيبدأ بتحضيره بعد صلاة العصر مباشرة، لينتهي قبيل أذان المغرب، حتى يتيح لكل محتاج يمر بالقرب منه بأخذ حصته للإفطار لوجيبة الإفطار.
ويردف: "نحن في غزة أحوج ما نكون للتكافل الاجتماعي في ظل الظروف القاسية التي نعيشها بسبب الحصار المفروض علينا منذ أكثر من 16 عامًا".
ويختم بالقول: "عمل الخير ومساعدة الفقراء بتوفير وجبة الإفطار لهم، من أعظم أعمال الخير في رمضان، ونبتغي بها الأجر من الله تعالى".
وتُعد تكيَّة الحطاب، واحدة من تكيَّات الطعام الخيرية التي تنتشر في قطاع غزة خلال الشهر الفضيل؛ وتقوم على تقديم وجبات إفطار ساخنة يوميًا للأسر الفقيرة بمختلف محافظات القطاع، في ظل الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة التي يعيشها سكانه.