الساعة 00:00 م
الثلاثاء 16 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.99 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

خاص بالفيديو "صوم العصافير" بين التكليف الشرعي والإجهاد الجسدي

حجم الخط
صوم العصافير
غزة- أحلام عبد الله-وكالة سند للأنباء

تدخل بعض الأسر في حيرة وتساؤلات حول مقدرة أطفالها على الصيام، والعمر المناسب للبدء بتدريب الطفل على الصيام، دون أن ينعكس الأمر على صحته وبنيته الجسدية.

وتجد غالبية العائلات في "صوم العصافير" الطريقة المثلى لتعويد الطفل على الصيام، وذلك بعدم تناول الطعام والشراب لساعات معينة، حتى يعتاد في بادئ الأمر على مفهوم الصوم، إضافة لأساليب تربوية مختلفة تلجأ لها بعض الأمهات لتبسيط معنى الصوم لأطفالهن.

السيدة "هدى الوحيدي" من غزة، تستذكر بداية اعتيادها على الصوم في سن السابعة بشكل متدرج، وتقول: "في رأسي سلّمٌ وهمي يصل إلى قمة المئذنة، رسمته منذ الطفولة، وعلى الأرجح أني نقلته إلى أطفالي لكثرة ما تحدثت عنه".

وتوضح: "فكرة سلّم المئذنة أتت من صعود المؤذن الدرج قبل وجود مكبرات الصوت، ليصل إلى الأعلى ويؤذّن، كنا نعتقد أن المؤذن يستهلك طيلة اليوم ليصل إلى أعلى المئذنة عند المغرب، فكنا نصوم بعدد الدرجات التي يصل إليها المؤذن ظهرا".

وبابتسامة تتحدث عن ابنها "محمود"، الذي رسم خطًّا بيانيا متصاعدا وتحته سلّم، وبدأ يلون كل درجة بلون، ويكتب رموزا غير مفهومة، هي عبارة عن طريقته الخاصة في الصيام، وفق قولها.

وتتابع حديثها لـ "وكالة سند للأنباء": "كان محمود يكافئ نفسه بعد صيام 3 ساعات بقطعة من الحلوى، ويكمل صيامه إلى أن أصبح في سن التكليف، وأصبح الصيام سهلا عليه، وبقي يلون الدرج من دون رموز".

وتحاول "الوحيدي" مع أطفالها تنظيم تناول الطعام قُبيل رمضان، على أن يكون بين الوجبة والأخرى 6 ساعات من دون طعام أو وجبة خفيفة، فقط الماء.

وتقول: "بذلك يُصبح من السهل عليهم التأقلم في شهر الصيام، عندما يتركون وجبة واحدة خلال اليوم قبل رمضان، فأنا أدرب أولادي منذ سن السادسة، ولتشجيعهم يحق لهم إذا نجحوا في ترك وجبة أن يطلبوا مكافأة".

تدريب تدريجي

أما ناريمان عبد العزيز فترى أنه من المهم الانتباه جيدا إلى صحة الطفل في طور النمو، وتحاول الاهتمام بتعويض ما تفقده طفلتها من فيتامينات وسوائل في يوم الصيام.

وتقول لـ"وكالة سند للأنباء": "حين ترغب ابنتي بالصوم أحضر العصائر المغذية، والأطعمة اللذيذة بعيدا عن الحلويات الدسمة والمأكولات التي تسبب الجوع، وأُصر على أن تتناول وجبة السحور".

وتتابع: "أجعل الأمر اختياريا لابنتي في الصيام، حتى لا تضطر إلى الكذب أو الأكل سرًّا، وأدربها على الصيام حتى أذان الظهر مدة 10 أيام، ثم حتى أذان العصر مدة 10 أيام، حتى تستطيع الصيام إلى أذان المغرب في الأيام العشرة الأخيرة".

وتحرص "عبد العزيز" على تعويد أطفالها على الصيام ومعرفة أركان دينهم لكي يتدرّجوا ويتعوّدوا على أداء التكاليف الدينية في سن مبكرة، وصولاً إلى الصيام الكامل، مدركين لتحدياته وبسلاسة تامة.

الاهتمام بالغذاء

بدورها، تدعو أخصائية تغذية الأطفال آثار العجلوني "إلى ضرورة ضبط مسألة صيام الأبناء في مرحلة ما قبل البلوغ".

وتضيف: "يجب أن يصوم الطفل الذي لم يصل لسن الرشد لنصف النهار فقط، حتى لا تتأثر صحته خلال فترة الصيام".

وتؤكد الأخصائية على ضرورة الاهتمام بكمية السوائل من الماء والعصائر الطبيعية التي يتناولها الطفل أثناء وبعد وجبة الإفطار؛ فقدرة الأطفال على الصوم تتفاوت تبعا لبنية الطفل وحالته الصحية والطقس، وفق قولها.

وتشير "ضيفة سند"، إلى أنه من المهم تقديم وجبة إفطار متوازنة، تحتوي على النشويات والبروتينات والدهون الصحية، إضافة للفواكه والخضروات؛ للحصول على الاحتياجات اللازمة من الفيتامينات والمعادن لمنح الطفل كافة احتياجاته الغذائية.

أما وجبة السحور فيجب أن تحتوي على الألياف التي تساعد على الشبع لفترات أطول، إضافة للحليب والأجبان لمنح الطفل احتياجات جسده من الكالسيوم، تبعًا لقولها.

وتحذر الأخصائية من الأطعمة المقلية والحلويات، وتجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل الشاي والقهوة والمشروبات الغازية للطفل؛ لأنها تسبب فقدان الماء من الجسم.

وللأمهات توجه نصيحتها قائلة: "على الأمهات اللاتي يصوم أطفالهن للمرة الأولى أن يؤخروا السحور حتى لا تطول ساعات صيام على الطفل، مما يُسبب في إجهاده وتأثر صحته، بسبب تعريضه للجفاف أو نقص حاد في مستوى السكر".

دعوة للصيام

أما من الناحية الشرعية، فيرى أستاذ الفقه والأصول بالجامعة الإسلامية بغزة ماهر الحولي، أنه يجب تشجيع الأطفال على الصيام وتعويدهم عليه كما درج عليه الصحابة الكرام، كما قال الربيع رضي الله عنه في صيام عاشوراء: "فكنا نصومه ونصوم صبياننا فإذا بكى الطفل من الجوع أعطي اللعبة من العهن يتلهى بها ويتشاغل".

ويضيف "الحولي" لـ"وكالة سند للأنباء": "انقسم الناس في صوم الأطفال بين الإفراط والتفريط، فهناك من يكلف الصغار بصيام يوم كامل وقد لا يحتمله، وهناك من يمنع من بلغوا من الصيام بحجة أنهم صغار".

وعن العمر الذي يجب أن يبدأ الوالدان بتعليم أولادهما الصيام فيه هو سن الإطاقة للصيام، وهو يختلف باختلاف بُنية الولد، وحدَّده بعض العلماء بسن الـ(10) سنوات، "وفق الحولي".

ويردف: "بعض الآباء يقيسون الصيام على الصلاة، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث النبوي الشريف: "مُرُوا أَبْنَاءَكُمْ بِالصَّلَاةِ لِسَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِعَشْرِ سِنِينَ"، فلا قياس في العبادات".

ويستطرد: "هناك فرق بين الصيام والصلاة لأن الصلاة عبادة بدنية دائمة تبدأ منذ سن السابعة، أما الصيام ففيها مشقة بترك الطعام والشراب، حتى أن المكلف يعفى من أدائها إذا وجد مشقة المرض أو مشقة السفر، فما بالك بالطفل الصغير".

ويختم بالقول: "من الأفضل قيام ولي أمر الأطفال بحثهم وتشجيعهم على الصيام وتدريبهم عليه، ولكن برفق ولين وحكمة وتشويق، ودون إدخالهم في حرج ومشقة ونفرة".