الساعة 00:00 م
الأربعاء 24 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

تقدّم 4 آلاف وجبة يوميًا..

بالصور التكية الإبراهيمية بالخليل.. ملاذ الفقراء في المدينة التي "لا ينام فيها جائع"

حجم الخط
التكية الإبراهيمية.
الخليل - يوسف فقيه - وكالة سند للأنباء

مع تباشير الفجر الأولى، يشمّر القائمون على التكية الإبراهيمية في الخليل عن سواعدهم، ويتجهون بعد أداء صلاة الفجر في المسجد الإبراهيمي للبدء بطهي الطعام، وتحضير آلاف الوجبات التي توزع على المحتاجين والوافدين إلى المدينة التي عرفت بـ "المدينة التي لا ينام فيها جائع".

ويعد طهاة التكية الإبراهيمية خلال شهر رمضان الفضيل، الطعام الذي يكفي لإطعام قرابة 4000 شخص، من تبرعات أهالي الخير في الخليل، والتي تتدفق على التكية الإبراهيمية، رغم الإعلان عن اكتمال برنامج التبرعات لشهر رمضان.

ويعجّ محيط التكية الإبراهيمية بالبلدة القديمة بالخليل بالحياة مع اصطفاف الأطفال؛ لاستلام وجبات الطعام خلال ساعات ما قبل الظهر في شهر رمضان والعودة بها إلى منازلهم.

338436122_769234291087965_6541963182069361054_n.jpg
 

وتقدّم التكيّة الضيافة اليومية خلال شهر رمضان من الدواجن واللحوم، بتكلفة يومية تقدّر ما بين 50-70 ألف شيكل، من تبرعات أهالي الخير ممن يحرصون كل عام على التبرع حتى قبل حلول شهر رمضان، ويتنافسون في حجز الأيام للتكفل بالوجبات طمعًا بالأجر والثواب، وفق مدير التكية الإبراهيمية حازم مجاهد.

ويشير "مجاهد" خلال حديثه لـ "وكالة سند للأنباء"، إلى أن التكية تطبخ يومياً خلال شهر رمضان قرابة 700 كغم من اللحوم الحمراء، أو 1000 كغم من الدجاج، وتبدأ عملية الطبخ بعد صلاة الفجر، ليتم التوزيع على الفقراء والمحتاجين الساعة التاسعة صباحاً، حيث يصل عدد المستفيدين من التكية يوميًا خلال رمضان إلى 4000.

ويعمل في التكية الإبراهيمية ثلاثة عشر موظفاً من الإداريين والطهاة والمساندين خلال شهر رمضان، لزيادة كميات الطبخ والجهد الكبير الذي يبذل من القائمين عليها لإعداد الطعام في الوقت المناسب والكميات المطلوبة.

F7D00C1B-214E-4ECA-84DC-27EE583140E4.jpeg
 

عطاء متواصل..

ولا يتوقف العطاء في التكية على شهر رمضان، فمنذ 744 عامًا، والتكية تستمر بتقديم "الجريشة"، وهي عبارة عن حساء القمح والماء والملح والتي تعرف بـ "شوربة التكية"، فيحرص كل من يمر من المكان على أن يتذوق طعمها اللذيذ، ليجد فيه من عبق وتاريخ المكان ورمزيته المرتبطة بسيدنا إبراهيم وكرمه.

ويقول "مجاهد": "التكية تشكل رمزاً مهماً في بلد المضياف سيدنا إبراهيم عليه السلام، ويشعر القائمون على العمل فيها بأن كرم إبراهيم عليه السلام امتزج بكرم أهلها ومن يسكنها في العطاء وتقديم الخير للفقراء، لتصبح المدينة التي لا ينام فيها جائع".

68CE7368-8CA3-4D54-A8B7-232925110ADF.jpeg

676296AC-8436-41CA-8CD9-78A814ABD93D.jpeg
 

من العصر الأيوبي..

ويعود تاريخ التكية الإبراهيمية لعصر الأيوبيين، عندما أقاموا وقفيات لإطعام الفقراء والمحتاجين ومحطة لإطعام خيول الجنود في المعارك، حين عمد صلاح الدين الأيوبي لتوزيع المناصب والمهام على عدد من عائلات الخليل؛ للحفاظ على التكية الإبراهيمية ومرافق المسجد الإبراهيمي، كما ازدهرت التكية في عصر العثمانيين.

وأقيمت التكية الإبراهيمية بمبناها الحالي عام 1983 بجوار المسجد الإبراهيمي، وشهدت عدة تغيرات وتوسعة، وفي عام 2017 أعادت وكالة التعاون والتنسيق التركية "تيكا" تأهيل مبنى التكية، حيث خصّصت قاعات لتوزيع الطعام وتوسعة المطبخ.

وتتبع التكية الابراهيمية إدارياً لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية، التي تتابع عملها خاصة خلال شهر رمضان، وتنسق مع الإدارة في استقبال المتبرعين.

من جانبه، يشير مدير أوقاف الخليل نضال الجعبري، إلى أن الأوقاف حريصة على سير أعمال التكية الإبراهيمية، وأتمت الاستعدادات كافة قبل حلول شهر رمضان لعمل التكية، وأرفدتها بعدد من الموظفين والمساندين لتسهيل تقديم الخدمة وواجب الضيافة لرواد التكية خلال هذا الشهر.

ويضيف لـ "وكالة سند للأنباء" "نحرص على أن تصل تبرعات أهالي الخير للتكية الإبراهيمية وسط عملية مراقبة وتدقيق منظم في عملية الطبخ، والتوزيع لضيوف الخليل لتبقى المدينة التي يقدم الضيافة لزوارها وفقرائها، ولا ينام فيها جائع".

ويظهر حرص المقتدرين ورجال الأعمال والمتبرعين في الخليل بشكل جلي من خلال التنافس بينهم للتبرع في إعداد وجبات الطعام، ودفع التكلفة المالية بحجز أحد الأيام، حتى أن الحجز يغلق قبل حلول شهر رمضان، أو تحال التبرعات إلى ما بعد شهر رمضان، وفق "الجعبري".

ويلفت ضيفنا لرمزية العلاقة بين المسجد الإبراهيمي وموقعه الديني والتاريخي والتكية الإبراهيمية التي لم يتوقف عملها منذ مئات السنين، وتعتبر عن تاريخ وعمق سكان المدينة في مواجهتهم للاحتلال ومحاولات التهويد، وتغيير معالم المنطقة عبر المشاريع الاستيطانية المختلفة.

وإضافة للتكية الإبراهيمية في الخليل، تنشط عدد من التكايا في بلدات محافظة الخليل، وتعمل بمبادرات فردية وبدعم من لجان الزكاة ووزارة الأوقاف، وتقدم مئات وجبات الطعام للفقراء خلال شهر رمضان، من بينها تكية النبي نوح في دورا، و"تكية سيدنا إبراهيم" في مدينة يطا، و"تكية أبو الأنبياء" في بلدة الظاهرية، ليجد المئات من الفقراء فيها ملاذاً في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة.

7E4A83CD-25B6-4F05-BBF4-312CBC28ED73.jpeg
 

9D48632F-08BC-4023-B6ED-3F9274D36C8F.jpeg

338336160_624534162832659_1943294415154012091_n.jpg