طرحت منصة "تويتر" علامة التوثيق الزرقاء للحسابات أول مرة في عام 2009 للإشارة إلى أن الحسابات التي حصلت على هذه العلامة قد تحققت بأنها موثوقة.

والحصول على العلامة الزرقاء يعني أن الحساب ينتمي إلى الشخص أو العلامة التجارية التي تمثله، لإعلام المستخدمين بأنهم يتابعون الحساب الحقيقي، وليس حسابًا ساخرًا أو حسابًا مزيفًا.

ولكن بعدما استحوذ إيلون ماسك على تويتر العام الماضي، أصبحت علامة التوثيق محل اهتمام الجميع، إذ قرر ماسك تقديمها كخدمة مدفوعة تحت اسم "تويتر بلو" Twitter Blue، ويمكن منحها لأي شخص مستعد لسداد رسوم الاشتراك الشهرية.

وابتداءً من يوم السبت 1 أبريل 2023 بدأت تويتر بحذف علامة التوثيق القديمة المجانية من حسابات الأشخاص الذين لم يشتركوا في خدمة "تويتر بلو" بموجب التعديلات التي أجراها ماسك.

لذلك يجب على أي شخص يريد الاحتفاظ بعلامة التوثيق في حسابه الاشتراك في خدمة "تويتر بلو" التي تكلف 8 دولارات شهريًا.

مستقبل الحساب الموثق..

يروج لخدمة "تويتر بلو" على أنها ستساعد الحسابات المشتركة فيها على ظهور تغريداتها في صدارة الردود والإشارات ونتائج البحث.

بالإضافة إلى ذلك؛ لن توصي خاصية "من أجلك" For You بعد الآن بالمحتوى الذي تقدمه الحسابات التي لم تُوثق، حسبما كتب ماسك في تغريدة يوم الاثنين الماضي.

تعرض خاصية "من أجلك" في تويتر خلاصة غير مرتبة زمنيًا تهدف إلى عرض المحتوى الأكثر شعبية وتفاعلاً بناءً على اهتمامات المستخدم.

لذلك في حال كونك لم تشترك في خدمة "تويتر بلو"؛ لن يُعرض محتواك للأشخاص الذين لا يتابعونك، ومن ثم سيكون لهذا تأثير كبير في آلية عمل المنصة عن طريق تغيير آلية عمل خاصية آخر الأخبار من العرض حسب الشعبية والانتشار، وهو ما يفيد صناع المحتوى الذين يملكون قاعدة جماهيرية كبيرة، إلى العرض وفق الدفع.

كما أن المشاركة في التصويت على استطلاعات الرأي في "تويتر" ستكون مقتصرة على الحسابات الموثقة فقط.

وقد برر ماسك هذا القرار بأنه هو الطريقة الواقعية الوحيدة لمواجهة مشكلة روبوتات الذكاء الاصطناعي المتطورة التي تجتاح المنصة، على الرغم من أنه لم يقدم دليلاً يُثبت مدى تأثير هذه الروبوتات في المنصة حتى الآن.

مشاهر وصحف عالمية ترفض الدفع لتويتر..

كل هذا يتوقف على كون صاحب الحساب يحتاج إلى الاحتفاظ بعلامة التوثيق أم لا، ومن المتوقع أن يختار عدد من المشاهير والمؤسسات عدم الدفع؛ لأن لديهم بالفعل أعدادًا كبيرة من المتابعين الذين سيستمرون في مشاهدة منشوراتهم.

وقد بدأ ذلك اليوم بالفعل؛ إذ أعلنت مجموعة من كبرى وسائل الإعلام الدولية، رفض الدفع مقابل الاحتفاظ بعلامة التوثيق في حساباتها وحسابات الصحفيين العاملين فيها؛ قبل ساعات من بدء تويتر بتنفيذ القرار اليوم.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز؛ التي تمتلك عدة حسابات ولديها ما يقرب من 55 مليون متابع في تويتر، إنها لن تشترك في خدمة "تويتر بلو" المدفوعة لتوثيق حساباتها.

وأكدت الصحيفة أنها لن تسدد رسوم توثيق حسابات صحفييها الشخصية في تويتر، إلا في الحالات التي يكون فيها توثيق الحسابات ضروريًا لتغطية الأحداث.

وفي السياق، أفادت صحيفة "واشنطن بوست" أيضًا أنها لن تدفع مقابل الخدمة سواء لحسابات الصحيفة أو حسابات محرريها، لأن علامة التوثيق لم تعد تعبر عن الخبرة والاحترافية.

وقد اتخذت الموقف نفسه وكالات إخبارية أخرى، منها: صحيفة لوس أنجلوس تايمز، وصحيفة "بوليتيكو" Politico، ومجموعة "فوكس ميديا" Vox Media.

ولكن قد تختار بعض الشركات الصغيرة، التي تستخدم تويتر لتسويق خدماتها وتريد أن يصل محتواها إلى جمهور أكبر، الدفع مقابل الحصول على علامة التوثيق.