الساعة 00:00 م
الجمعة 19 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.72 جنيه إسترليني
5.35 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.79 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

ترقبٌ إسرائيلي..

تحليل "رقصة الأعلام" الاستفزازية في القدس.. هل تقود الساحة إلى جولة تصعيد؟

حجم الخط
مواجهة محتملة على وقع مسيرة الأعلام.jpg
القدس - وكالة سند للأنباء

ترتفع حدة التوتر في المشهد العام الذي تعيشه القدس، في ظل الاستعدادات الإسرائيلية لتأمين "مسيرة الأعلام" الاستفزازية المقررة عصر اليوم الخميس، وسط ترقب حقيقي لما يُمكن أن تؤول إليه الأحداث عقب هذه المسيرة التي تأتي احتفاءً باحتلال الشطر الشرقي من المدينة عام 1967، تحت مُسمّى "توحيد القدس".

وينظر الإسرائيليون لـ "مسيرة الأعلام" على أنها تطور دراماتيكي في مسار المواجهة لا سيما في السنوات الأخيرة، في ظل مساعيهم لتحويل هذه الفعالية إلى فرصة لفرض السيادة والوجود الاستيطاني بالقدس، وهو ما يرفضه الفلسطينيون ويدفعهم إلى خوض مواجهة مباشرة مع الاحتلال على أكثر من ساحة.

ولعل من أبرز ملامح الرفض والمواجهة، كانت جولة التصعيد العسكرية التي بدأتها فصائل المقاومة بغزة خلال مايو/ أيار 2021 وعُرفت بمعركة "سيف القدس"، إذ أفشلت في حينه المسيرة، وأدرجت لاحقًا القدس كسبب رئيسي لـ "تفجّر الأوضاع"، وغيّرت بردها معادلة "الردع".

وبالرغم من الخطوة الاستباقية التي اتخذتها حكومة الاحتلال بحق المقاومة الفلسطينية، وتمثلت بشنٍ عدوان على غزة قبل أيام من "مسيرة الأعلام" وانتهى باستشهاد 33 فلسطينيًا بينهم قادة عسكريين في "سرايا القدس"، إلا أنّ فرصة التصعيد لا تزال قائمة، بحسب ما يُشير إليه مراقبون.

أسباب احتماليّة تفجّر الأوضاع متعددة، منها موافقة الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو على تنفيذ مسار المسيرة كما هو مخطط ومعد لها سنويًا، بل وإضافة مسارات جديدة إليها والمطالبة بالدخول إلى المسجد الأقصى ضمن مساراتها، وما أُعلن عن مشاركة أعضاء من الحكومة فيها، وصولًا إلى التهديدات باغتيال من يُعرقلها.

وأوضحت شرطة الاحتلال، أن أكثر من 3 آلاف شرطي سيقمون بتأمين المسيرة، التي من المخطط أن تقتحم البلدة القديمة في مدينة القدس، مشيرةً إلى أن إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، كما حدث في مايو 2021، أو مناطق أخرى، يبقى احتمالًا واردًا، ما دفعها لنشر بطاريات "القبة الحديدية" عل نطاقٍ واسع.

فلسطينيًا هددت الفصائل من بينها "حماس" و"الجهاد الإسلامي" بأن الأمور قد تذهب إلى تصعيد في حال حدوث أي تجاوز يمس القدس وأهلها وضواحيها.

صواريخ المقاومة.jpg
 

خيار المواجهة قائم..

وفي هذا الإطار يقول عضو المكتب السياسي لحركة أبناء البلد، قدري أبو واصل إن الاحتلال في حالة ترقبٍ حقيقي لما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع، خاصة على صعيد تطورها في الداخل المحتل.

ويُؤكد "أبو واصل" لـ "وكالة سند للأنباء" أنّ تجربة المواجهة العسكرية مع المقاومة في غزة عام 2021، لا تزال حاضرة بتفاصيلها في ذهنية صانع القرار لدى المؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية، تحديدا على ظل انعكاسها على مشهد الداخل واندلاع "هبّة الكرامة" في ذلك الوقت.

ويُشير إلى أنّ الدعوات في الداخل الفلسطيني لم تنفك خلال الأيام الماضية؛ لتشكيل لجان محلية للدفاع عن المسجد الأقصى، والاستنفار في حال المساس به، مضيفًا أن المؤسسة الإسرائيلية تأخذ هذه الدعوات على محمل الجد، وترى فيها تهديدًا حقيقيًا على ضوء ما يمكن أن يترتب في مشهد "مسيرات الأعلام".

ويُتابع أن "المؤسسة الإسرائيلية تريد التقاط صورة نصر ترمم فيها حالة الردع، خاصة مع شكوك تراود الجمهور الداخلي بعدم جدوى المواجهة الأخيرة مع غزة، وعجزها عن تحقيق الردع مع تنظيم قليل الإمكانيات". بحسب وصفهم.

وجاء في حديثه: "أن الهدف الرئيسي لنتنياهو إبقاء جمهوره منشغلا في هذه المعارك؛ لتجاوز حالة الغضب الداخلي عليه واحتواء رد فعل المعارضة وإحجامها عن أي مظاهرات ضده، بدعوى التهديد الخارجي الذي يمسّ أمن إسرائيل".

مسيرة الأعلان 9.webp

إلى ذلك يرى عضو الكنيست العربي السابق امطانس شحادة، أن "إسرائيل تحاول في كل عام التأكيد على سيادتها المزعومة في القدس؛ لكن هذا العام يأتي في ظل اختبار لحكومة اليمين التي قطعت وعودا على نفسها بتحقيق ما عجزت عنه الحكومات السابقة".

ويردف "شحادة" في اتصالٍ مع "وكالة سند للأنباء": "نتنياهو يجد في هذه الاقتحامات فرصة لإلهاء قاعدته الداخلية، وتصفية معاركه مع المعارضة عبر تصدير أزماته للخارج، تحديدا الفلسطينيين".

ويلفت إلى أنّ هذه السياسة يديرها "نتنياهو" وفق إيقاع مضبوط، "فهو وبالرغم من يمينية الحكومة التي يترأسها؛ لكنه لا يذهب بعيدا نحو الانفجار الشامل، خاصة مع سيناريو المواجهة الشاملة التي لا يرغب فيها بهذه المرحلة".

ويعتقد "شحادة" أن ذلك يفرض من الناحية العملية وجود حالة تخوف وترقب ضمني لمسار الأحداث، بما يضمن التقاط صورة نصر وهمية من جانب، وعدم تفجر الأوضاع من جانب آخر.

ويتفق رئيس مجلس القرى غير المعترف بها في النقب عطية الأعشم مع سابقيه من الضيوف، في أن الحكومة الإسرائيلية تعيش حالة ترقب حقيقة تجاه تطور الأوضاع على وقع "مسيرة الأعلام" الاستفزازية.

وينبّه إلى أنّ الحكومة  الإسرائيلية عززت قواتها العسكرية في كل القرى الفلسطينية والبلدات المختلطة بالداخل، تحسبًا لأي ردٍ محتمل ضد جنودها أو المستوطنين، موضحًا أن الحكومة سبقت المسيرة برفض بلاغات وتهديدات لأوساط مختلفة في حال تفجّرت الأوضاع الميدانية.

مسيرة الأعلام 3.webp
 

ومن المقرر أن تنطلق المسيرة من شوارع غرب المدينة، وصولًا إلى حائط البراق (في السور الغربي للأقصى)، وتخترق المسارات البلدة القديمة، من خلال باب العمود، بالإضافة للمرور في طريق الواد والحي الإسلامي، أما مسار المسيرة الثاني فسوف يمر من باب الخليل غربًا عبر الحي الأرمني.

كما ستنطلق مسيرات للمتطرفين من مستوطنات شرق مدينة القدس باتجاه البلدة القديمة، وصولًا إلى محطة الاحتفال الأخيرة (البراق)، بحسب ما أعلن عنه نائب رئيس بلدية الاحتلال في القدس أرييه كينغ.

ويتخلل المسيرة الاستفزازية التي تنتهي عند حائط البراق قبيل غروب الشمس، رقصٌ بالأعلام الإسرائيلية، وهتافات تُمجّد الاحتلال وتُسيء للفلسطينيين ورموزهم الدينية والوطنية، وفي كثيرٍ من الأحيان يُساء لنبي الإسلام محمد عليه الصلاة والسلام.

ويُخرّب المستوطنون أيضًا ممتلكات المقدسيين بالبلدة القديمة، يترافق ذلك مع اعتداءات شرطة الاحتلال على الفلسطينيين المتواجدين في باب العامود ومحيطه، إذ يتم قمعهم باستخدام المياه العادمة والرّصاص المطاطي والقنابل؛ ما يُؤدي لوقوع إصابات واعتقالات في صفوف الذين يحاولون اعتراض المسيرة.