الساعة 00:00 م
الجمعة 29 مارس 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.62 جنيه إسترليني
5.17 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.95 يورو
3.66 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"أي وصف لن يعبر عمّا عشناه".. شهادة مروّعة على إبادة غزة ترويها نور حميد

خاص بالفيديو حاجز دير شرف غرب نابلس.. نقطة إذلال يومية للفلسطينيين

حجم الخط
حاجز دير شرف
نابلس - وكالة سند للأنباء

منذ أكثر من عام، ومدينة نابلس شمال الضفة الغربية تعاني جراء التشديدات والتضييقات على الحواجز المحيطة بها، فتعرقل حركة المواطنين اليومية وتضيّق الخناق عليهم وحيل حركة الخروج والدخول للمدينة أمرًا ليس بالسهل.  

حاجز دير شرف الواقع على المدخل الغربي لمدينة نابلس، أحد تلك الحواجز التي تضيّق الحياة على ساكني المدينة، وعلى المواطنين الذين يضطرون لعبوره يوميًا للوصول لأعمالهم ومدارسهم ووظائفهم.

فعلى مدار الساعة، يشهد حاجز "دير شرف" تقلبات متسارعة يفرضها الاحتلال، فتحًا وإغلاقًا أمام حركة السير، إلى جانب اعتداءات المستوطنين والجنود على المواطنين وعابري الطريق ومركباتهم.

ويعتبر دوار دير شرف، حلقة الوصل بين محافظات نابلس وجنين وطولكرم، ولا يبعد سوى عشرات الأمتار عن مستوطنة "شافي شمرون".

ويشهد الشارع الرئيس المؤدي للحاجز، تواجدا دائما لقوات الاحتلال بذريعة توفير الحماية لمركبات المستوطنين، ولا تكاد تمر ساعة دون أن تسجل حالة إغلاق للشارع أو احتجاز لشبان والتنكيل بهم قبل إخلاء سبيلهم أو اعتقالهم.

كما يجد المواطنون أنفسهم هدفا لاعتداءات المستوطنين المتكررة خاصة بعد وقوع أي عملية للمقاومة الفلسطينية، فينتشر المستوطنون على دوار البلدة ويهاجمون المركبات والمنشآت بحماية جنود الاحتلال.

أضرار اقتصادية..

وتركت مضايقات الاحتلال وإجراءاته أثرا كبيرا على الحياة اليومية والحركة التجارية في الشارع الرئيس الذي شهد خلال السنوات الماضية نهضة اقتصادية كبيرة تمثلت بافتتاح عشرات المنشآت من مطاعم ومتاجر ومصانع وورش حرفية.

محمد دراغمة من سكان محافظة طوباس، جذبه النشاط الاقتصادي في دير شرف، فافتتح قبل عدة سنوات مخبزا عند دوار البلدة، لكنه اليوم بات يشكو ضعف الطلب وتراجع أعداد الزبائن من ناحية، ومن اعتداءات الجنود والمستوطنين من ناحية ثانية.

ويقول دراغمة لـ "وكالة سند للأنباء": "نعيش مأساة لا يعلمها إلا الله، فالجنود يعاملوننا كمقاتلين لا كمواطنين عاديين، ونرى بأعيننا الإذلال الذي يتعرض له المواطنون يوميا"، مشيرًا لتصاعد إجراءات الاحتلال في الشهرين الأخيرين.

ويكمل: "هذه الإجراءات لم يسبق لها مثيل حتى في الفترة التي تم إغلاق الشارع فيها بشكل دائم العام الماضي، يوميا هناك احتجاز لمواطنين على الحاجز والتنكيل بهم وتعصيب أعينهم وتقييدهم وإجلاسهم على الأرض".

ويمارس جنود الاحتلال الإذلال والتنكيل والتعامل الوحشي في حال تأخر المواطن قليلًا في الاستجابة للأوامر، ليجد نفسه يدفع ثمنًا غاليًا نتيجة ذلك، بالاحتجاز لساعات طويلة وتقييده والاعتداء عليه، وفق "دراغمة".

ويلفت إلى أن جنود الاحتلال يتعمدون إطلاق النار بسبب وبدون سبب على الحاجز، لافتا إلى أن واجهة محله الزجاجية تكسرت عدة مرات نتيجة رصاص الاحتلال.


وتتعرض المحال التجارية في دير شرف لاعتداءات متكررة، حيث يتم اقتحامها بشكل مفاجئ وإخراج العاملين منها واحتجازهم ومنع دخول الزبائن إليها، وفق "دراغمة".

وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2022 أغلق الاحتلال دوار دير شرف بالسواتر الترابية، كإجراء عقابي في أعقاب عملية إطلاق النار التي نفذتها مجموعات "عرين الأسود" عند حاجز "شافي شمرون" القريب من البلدة، وقتل فيها جندي.

ورغم أن الاحتلال أعاد فتح الشارع بعد حوالي 3 أسابيع من إغلاقه، إلا أن الأوضاع لم تعد إلى سابق عهدها.

"تغيرت الأحوال"..

الشاب ورْد عنتري من سكان دير شرف وصاحب بسطة على الشارع الرئيس، يؤكد لنا أن الوضع الحالي لم يعد مثل السابق، وأن إجراءات الاحتلال أثرت سلبا على أصحاب المحلات.

ويضيف في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": "سابقا كان هذا الشارع صاخبا ويمتاز بحركة تجارية نشطة حتى ساعات متأخرة من الليل، أما الآن فإن المحلات تغلق أبوابها قبل التاسعة مساء، والمواطنون باتوا يتحاشون المرور عبر شارع دير شرف، ويسلكون طرقا بديلة، وهذا ما أثر كثيرا على الحركة التجارية حتى أصبحت الكثير من المنشآت تعاني من الكساد".

ويتداول المواطنون وسائقو المركبات العمومية عبر مجموعات خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي تحديثات الحالة المرورية على شارع دير شرف، تجنبا للوقوع في شرك الاحتلال وحواجزه.

تعمّد الإغلاق والإذلال..

من جانبه، يشير رئيس مجلس قروي دير شرف شادي أبو حلاوة،  إلى أن قوات الاحتلال تعمد لإغلاق الحاجز وإعاقة حركة المواطنين لساعات متواصلة كل يوم".

ويقول لـ "وكالة سند للأنباء": "بدأنا نلحظ أن قوات الاحتلال تتعمد إغلاق الحاجز في ساعات محددة من اليوم، تمتد من الساعة الرابعة عصرا وحتى الثامنة مساء، ثم يعاد إغلاقه من العاشرة ليلا وحتى منتصف الليل، وهذا بخلاف الإغلاقات المفاجئة التي تتم بشكل يومي وفي أوقات مختلفة".

وتتسبب الإغلاقات المتكررة للحاجز، إعاقة حركة المواطنين وتأخير وصولهم إلى منازلهم، إضافة للتسبب باختناقات مرورية، تبعًا لرئيس المجلس.

ويصف "حلاوة" حال البلدة وحركة المرور على الحاجز، بأنها "لا تطاق" مطالبًا الجهات ذات العلاقة بأن يكون لها تحرك فعال وسريع من أجل إنهاء معاناة المواطنين والتجار، وإعادة الشارع لما كان عليه سابقا.

ويمارس جيش الاحتلال، أسلوب العقاب الجماعي بحق مدينة نابلس، حيث يتعمد التشديد وإغلاق الحواجز أمام حركة المرور عقب كل عملية ينفذها المقاومون في محيط المدينة، إلا أن تلك الممارسات لم تكن رادعًا أمام مواصلة أعمال المقاومة طيلة الشهور الماضية.

وتحيط بمدينة نابلس وقراها نحو 15 حاجزًا، منها ما هو ثابت كحاجز دير شرف وحوارة وزعترة وبيت فوريك وصرة، وحواجز ونقاط عسكرية أخرى غير ثابتة، تعيق بمجملها حركة المواطنين وتعرقل وصول الموظفين والطلبة لأماكن عملهم ودراستهم، كما تعيق حركة سيارات الإسعاف ووصول المرضى من خارج المدينة لمستشفيات نابلس.