الساعة 00:00 م
الجمعة 19 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.72 جنيه إسترليني
5.35 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.79 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

مكتبة المعمداني من رُكن ثقافي إلى مقر إيواء للجرحى والمرضى!

بالصور الشيخ المقاتل جبر عمّار.. يعود لغزة بعد أربعين عامًا من الإبعاد

حجم الخط
الشيخ جبر عمار
غزة – مجد محمد – وكالة سند للأنباء

بعمر الثمانين وبهمة الشباب، عاد الشيخ جبر عمّار إلى قطاع غزة بعد أربعين عامًا من والإبعاد، برفقة الجالية الفلسطينية التي تم إجلاؤها من جمهورية السودان، جراء الحرب المندلعة هناك.

"هذه المرة الثالثة التي أولد فيها، أولها كانت ولادتي في قرية بيت دراس عام 1944م، وثانيها عندما أفرج عني بصفقة تبادل الأسرى عام 1983م بعد اعتقال دام 14 عامًا، واليوم ولدت مجددًا عندما عدت لوطني"، بتلك الكلمات يعبّر الشيخ العائد عن فرحته باحتضان تراب غزة.

وأبعد "عمّار" بعد الإفراج عنه من سجون سجون الاحتلال إلى تونس، ليستقر به الحال بعد ذلك في السودان.

بدأ "عمّار" حياته مقاتلًا في "قوات التحرير الفلسطينية"، التي شكّلها أحمد الشقيري الرئيس الأول لمنظمة التحرير الفلسطينية في ستينات القرن الماضي، حتى اعتقل عام 1969م، ليكون فيما بعد أحد القادة التاريخيين للحركة الإسلامية في فلسطين.

حيث أسس "عمّار" بعد اعتقاله أول تنظيم للحركة الإسلامية داخل سجون الاحتلال التي أمضى فيها 14 عامًا، بعد أن حكم عليه بالسجن المؤبد بتهمة مقاومة الاحتلال.

أما والده علي عبد الله عمّار، فقد استشهد عام 1948 على يد عصابات التهجير والإجرام الصهيونية، حيث أُجبِرت عائلته على الهروب من بطش العصابات الصهيونية في قريته بيت دراس باتجاه قطاع غزة.

وتخرج جبر من كلية التجارة من جمهورية مصر العربية 1965، ثم كلية حربية في مصر لاستغلال العلم العسكري في قتال الاحتلال.

شيخ 1.jpg

رحلة النضال والاعتقال..

وعن مشوراه الجهادي يحدثنا الشيخ، أنه انطلق من العاصمة الأردنية عمّان عام 1969، حيث كان يعمل في القواعد العسكرية الفدائية ضد "إسرائيل" في أغوار الأردن، ثم قدم عبر دورية لقطاع غزة من خلال البحر وأراضي سيناء والعريش وتولى قيادة العمل العسكري المسلح ضد "إسرائيل" في قطاع غزة وشمال سيناء في العام 1969، برتبة نقيب في جيش التحرير الفلسطيني.

ويضيف "عمّار" لـ "وكالة سند للأنباء": "اعتقلت عام 1970، وقدّمت للمحاكمة بواقع 8 جلسات، وأصدر بحقي حكم الإعدام، وكونهم لا ينفذون هذا الحكم استبدلوه بالسجن مدى الحياة 99 عاماً، وأحكامًا أخرى بـ 20 عاماً، و5 سنوات، و10 سنوات"، أمضيت منها 14 عامًا".

وأفرج عن ضيفنا قبل استكمال حكمه في إطار صفقة تبادل الأسرى التي تمت بين "الجبهة الشعبية - القيادة العامة" والاحتلال عام 1983 بشرط الإبعاد، ليتم إبعاده إلى الجزائر.

وتنقل عمّار بين الجزائر وتونس، إلى أن استقر به الحال في السودان منذ 36 عاماً، حتى تم إجلائه ضمن من تم إجلائهم إلى قطاع غزة قبل أسابيع.

شيخ 2.jpg

دوره في السجون..

يسرد لنا "ضيف سند"، خطواته الأولى في تأسيسه لأول تنظيم للحركة الإسلامية داخل السجون، حيث طلب من أقاربه كتب تفسير القرآن، وبعض الكتب الدينية، وبدأ يقرأ حتى وصل لقناعة أن فلسطين لا يمكن تحريرها إلا بالعقيدة والجهاد في سبيل الله، كأمثال عمر بن الخطاب وصلاح الدين الأيوبي، وفقًا لقوله.

ويردف الشيخ جبر: "اعتبرت السجن والأسر مركز تدريب رباني، ولن أخرج منه حتى أكون جاهزاً لمواصلة قتال أعدائي في سبيل الله، وكنت أستغل فترة الخروج للفورة في الدعوة إلى الله، رغم ما يفرض علينا من عقوبات من قبل السجان الإسرائيلي".

ويستذكر بعضًا من محطات حياته قبيل اتفاق أسلو بسنوت قليلة، ويقول: "بقرار من الرئيس الراحل ياسر عرفات دعاني في تونس للاجتماع الساعة الثالثة فجراً، وتم الاتفاق فيما بيننا على تشكيل عمل عسكري، بشروط محددة تم الموافقة عليها جميعاً من قبل أبو عمار، إلى أن قدمت استقالتي عقب اتفاق أوسلو".

ويرى الشيخ جبر، أن تحرير فلسطين بات قريباً بسبب زيادة الوعي لدى الشعب، ونضجه ومعرفته للحقائق، وما يحدث في الأقصى يؤجج الصراع مع الاحتلال، مردفاً "الحقوق تنتزع ولا تستجدى".

إصرار على المواصلة..

ويعرب الشيخ جبر، عن سعادته البالغة بالعودة إلى قطاع غزة، التي طالما حلم بها منذ عشرات السنين، مضيفاً "أنا اليوم ولدت من جديد، حين عدت إلى وطني فلسطين معتزاً بوطني وأهلي وقدسي والمسجد الأقصى، وأسأل الله أن يمنّ علي بالشهادة وتحرير المسجد الأقصى، وأن أكون جندياً مخلصاً في هذه الطريق".

ويزيد: "إذا لم نهتم بأمر فلسطين والمسجد الأقصى فبماذا نهتم؟"، مردفاً أنه سيقضي باقي عمره في الجهاد والاستشهاد، على نهج والده الشهيد، الذي استشهد وهو يقاتل جيش الاحتلال على أرض بيت دراس، ويعقّب: "حينها كان عمري عند استشهاد والدي 4 أعوام، ولا يزال هذا المشهد محفور في ذاكرتي".

ويختم ضيفنا الشيخ حديثه بدعوته للشباب الغزي بعدم الهجرة من قطاع غزة، ويقول: "غزة يقف وراءها مخططات صليبية صهيونية وعربية؛ لإفراغها من الشباب، والقضاء على المقاومة دون عمل عسكري"، مضيفاً "نموت على أرض فلسطين جوعى شرفاء مجاهدون أقوياء بالله عز وجل".

شيخ 3.jpg

شيخ 4.jpg

شيخ 1.jpg

شيخ 2.jpg