الساعة 00:00 م
الخميس 28 مارس 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.19 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.98 يورو
3.68 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"أي وصف لن يعبر عمّا عشناه".. شهادة مروّعة على إبادة غزة ترويها نور حميد

بالفيديو والصور ابن الأرض وشهيدها.. محمد أبو طعيمة شهيد لقمة العيش

حجم الخط
شهيد لقمة العيش
غزة – وكالة سند للأنباء

بحيويته المعهودة، وطاقته الإيجابية التي ينشرها في كل مكان يتواجد فيه، ورغم أصوات الصواريخ والرائحة الموت، توجه الشاب المزارع محمد أبو طعيمة (24 عامًا) لعمله في ثاني أيام العدوان على قطاع غزة، قاصدًا لقمة عيش ومصدر دخله لإعالة أسرته وطفلته الصغيرة ذات الستة شهور.

وقبل مغادرته للمنزل، التقى محمد بوالده، وقال له "سأتناول فطوري وأنهي عملي وأعود لمساعدتك في حقل المنزل"، لكن محمد لم يعد، وجاء بدلًا منه نبأ استشهاده بعد دقائق من خروجه من البيت.

وارتقى محمد أبو طعيمة في 10 أيار/ مايو الجاري، بعد أن شنت طائرة إسرائيلية دون طيار غارة على مجموعة من المزارعين في منطقة الفخاري شرق خانونيس جنوب قطاع غزة.

شهيد.jpg
 

بصوت يملؤه الحزن، يقول يوسف أبو طعيمة والد الشهيد محمد: "20 دقيقة فقط فصلت بين لقائي بمحمد وخبر استشهاده"، مرددًا: "الوطن يحتاج إلى ثمن وتضحيات كبيرة".

وعقب استشهاد محمد، انتشرت مقاطع فيديو مصورة له أثناء عمله في أرضه، وهو يتحدث عن العمل وكسب لقمة العيش، والابتسامة لا تفارق محيّاه.

يتابع والد الشهيد: ""نجلي شهيد لقمة العيش، خرج من منزله قبل استشهاده لكسب يومية العمل كغيره من العاملين، لكونه أب لطفلة عمرها 6 أشهر ولديه التزامات ومسؤوليات".

شهيد1.jpg
 

وكان محمد يعمل في مهن متعددة، حيث لم يكن يقتصر على العمل في الزراعة، وهو ما أكسبه أصدقاء ومعارف كثر، وكان يتعامل مع الأشخاص بحب وسهولة، تبعًا لوالده.

ويستدرك: "محمد عمل في مهنة الزراعة، والبناء، وبيع المشروبات الساخنة والمأكولات السريعة على بسطة متواضعة، وكان لديه أسلوب الاستقبال والحديث مع الجميع الكبار والصغار".

يسترسل بوصف واستذكار ابنه الشهيد: "كان محمد يشارك الناس أفراحهم وأحزانهم، لذلك كان خبر ارتقائه صدمة كبيرة على الجميع، وقد انتشرت العديد من مقاطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي التي يظهر بها محمد وهو يتحدث ويضحك خلال عمله، لقد كان محبوبًا من الجميع".

شهيد2.jpg
 

ويعقّب: "من كان لا يعرف محمد عرفه بعد استشهاده من الفيديوهات التي نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي".

ورغم الألم الذي يعتصر فؤاده، يردد: "رغم استشهاد أبنائنا لكننا مع المقاومة مهما كلّف الثمن، لمحاربة الاحتلال الإسرائيلي الذي سلب الأرض الفلسطينية وشرد شعب بأكمله".

"خرج ليسترزق"..

أما قلب أمه، الذي لا يريد أن يصدق رحيل محمد، يعيش على ترديد ذكراه والنظر لصوره ولطفلته الرضيعة التي لم تشبع من حضن والدها بعد.

شهيد3.jpg
 

تحدثنا فاطمة أبو طعيمة، أم الشهيد: "حتى هذه اللحظة أعيش بصدمة كبيرة، ولا أصدق أنه رحل ولن يعود مجدداً، فأنا لازلت أتحدث معه في جميع الأوقات".

تستذكر آخر لحظاتها مع ابنها: "قبل استشهاده بيوم، كان جالساً معنا في المنزل، نتبادل الأحاديث والضحكات، واستدركت بعد استشهاده أنه تأملنا جيداً في هذا اليوم".

وتمضي بالقول: "في اليوم الذي ارتقى فيه محمد، جاءنا صباحاً وألقى علينا نظرة الوداع، وقال لنا إنه خارج للعمل ليسترزق".

شهيد 5.jpg
 

وبحرقة وألم تسرد أم الشهيد: "كان محمد يعمل في عدة مهن لكسب رزقه بالحلال وبكده وتعبه، فوضعه المادي كان صعبًا وكان يسعى لسداد تكاليف فرحه الذي كان قبل عام ونصف".

وذكرت أبو طعيمة أن محمد كان دائماً يوصي عائلته وزوجته على طفلته مها التي تبلغ من العمر 6 أشهر، وتضيف: "كنت أعتقد أنه كلام عابر، وبعد استشهاده عرفت الهدف من هذه التوصيات".

وأدى العدوان الأخير على قطاع غزة (9-13 مايو/أيار الجاري)، لارتقاء 33 شهيداً، من بينهم قادة عسكريين في "سرايا القدس"، وأكثر من 100 مصاب، إضافة إلى تدمير عشرات المنازل والبنية التحتية.

شهيد 4.jpg