إلى جانب المعمول والبقلاوة والمكسرات، تعتبر الشوكولاتة من الأصناف الأكثر حضورًا في ضيافة الفلسطينيين الرئيسية خلال أيام العيد رغم تباين مستوى الدخل، حيث يقدمونها مع القهوة المرّة.

وعند النظر في مصدر إنتاج هذه الشوكولاتة التي تعج بها الأسواق في هذه الأيام مع قرب حلول عيد الأضحى المبارك، نجد أن بعضها مستورد من دول أجنبية وأخرى عربية، والبعض الآخر تم إنتاجه في إحدى المصانع الفلسطينية التي شقت طريقها رغم المعيقات العديدة.

يقول المدير العام لشركة "الحجاز" المتخصصة في إنتاج الشوكولاتة، مناف حجازي :"المعيقات عديدة ومتنوعة، على رأسها عدم السيادة الفلسطينية على المعابر والحدود، شريان التصدير والاستيراد، إضافة للجمارك المرتفعة التي يفرضها الجانب الإسرائيلية والمنافسة القوية مع الشوكولاتة المستوردة من الخارج".

ويؤكد أنه "وبالرغم من هذه المعيقات وغيرها استطاعت الشوكولاتة المحلية منافسة المستوردة وربما تفوقت على بعضها في الطعم والحشوات المختلة، وبدأت تشق طريقها نحول العالمية، حيث وصلت منتجات شركة الحجاز لعدة دول منها أمريكا وبريطانيا واسبانيا وماليزيا".

ويُشير "حجازي" في حديثٍ مع "وكالة سند للأنباء" إلى أنّ الشوكولاتة المحلية أصبحت تنافس، ومن دون مبالغة ولا مجاملة، الكثير من الأصناف الأجنبية والعربية والإسرائيلية، متابعًا: "لو وضعنا منتجات شركتنا بجانب منتجات أجنبية أخرى، ثم طلبنا من أحد الزبائن تذوقها دون معرفة مصدرها، فلن يستطيع التفرقة بينهم".

 

وتمتلئ الأسواق الفلسطينية بالشوكولاتة المستوردة على رأسها التركية والبلغارية والبلجيكية والبولندية والسويسرية، إضافة للشوكولاتة العربية الإماراتية والأردنية والمصرية، وهذا يشكل تحدياً أمام الشوكولاتة المحلية. 

وتُنتج شركة الحجاز (تأسست عام 2005 ويقع مقرها في بلدة عنبتا قرب طولكرم)، أكثر من 60 صنفاً من الشوكولاتة بحشوات ونكهات مختلفة، بعضها بالحليب وبعضها دارك داكن، بعضها مع سكر وبعضها من دون سكر، لإرضاء أذواق المستهلكين.

ويضيف مدير الشركة أنه "يتم إنتاج الشوكولاتة من الألف إلى الياء في المصنع بأفضل المواصفات العالمية وأحدث الآلات وأجود الخامات الموجودة في العالم".

ويتفاوت سعر كيلو الشوكولاتة المحلية بين 45 شيكل و100، ويصل في بعض الأحيان لـ120 شيكل، وذلك تبعاً للحشوة المستخدمة والمادة الخام، وذلك لمراعاة مستويات دخل المواطنين المتباينة.

ارتفاع أسعار الشوكولاتة.. ما الأسباب؟

وعن أسباب ارتفاع أسعار الشوكولاتة بشكل عام، يلفت إلى أن ذلك مرده استخدام الشوكولاتة الباردة وليست المهدرجة التي يدخل في تركيبتها مادة "الكاكوماس والكوكو باتر"، وهي مواد غالية الثمن من المصدر، إضافة لتكاليف الإنتاج المرتفعة".

من ناحيته، يتحدث مشرف الجودة في شركة "بن ازحيمان" أيمن البرغوثي، عن مراحل إنتاج الشوكولاتة، قائلًا :"تصل المواد الخام من الخارج على شكل كرات صغيرة يتم تذويبها على درجة حرارة معينة، ثم تُصب الشوكولاتة في قوالب مختلة الأشكال بعد اختيار الحشوة المطلوبة، ثم توضع في برادات كبيرة، قبل نقلها للتغليف".

 

صناعة محلية بجودة عالمية

ويردف "البرغوثي" لـ "وكالة سند للأنباء" "من ناحية الجودة والطعم لا تختلف المحلية عن المستوردة، خاصة إذا عرفنا أن طريقة تصنيع وإنتاج الشوكولاتة أصبحت معروفة، فالأساسيات هي نفسها الموجودة في جميع المصانع".

وينوه إلى أن المختصين المحليين في إنتاج الشوكولاتة تلقوا تدريباً خارجياً من أفضل مصانع إنتاج الشوكولاتة في العالم، إضافة للخبرة التراكمية والدراسة الجامعية، مبينًا أنّ الجودة تعتمد بالأساس على المادة الخام ونسبة الكاكاو وطريقة التصنيع والآلات المستخدمة.

وتُنتج شركة "بن ازحيمان" (تأسست قبل مئة عام ويقع مقرها في بلدة بيتونيا قرب رام الله والبيرة)، إلى جانب الشوكولاتة، القهوة والمكسرات والبهارات، وتصدر جميع منتجاتها إلى خارج فلسطين.

وبحسب ما جاء في حديث "البرغوثي" فإن التغذية الراجعة والملاحظات  التي تصلهم من الزبائن سواء من نقاط البيع أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، كلها تُشيد بجودة المنتج.

وعن إمكانية التصدير للخارج، يقول إن ذلك "يُمكن أن يكون مستقبلاً، لكن عندما نصل أولاً لإنتاج كميات كبيرة تُغطي السوق المحلي في الضفة وقطاع غزة والداخل الفلسطيني المحتل".

إضافة إلى أن التصدير _تبعًا للبرغوثي_ يحتاج لظروف تخزين ونقل خاصة ضمن درجة رطوبة 60 ودرجة حرارة 22 مئوية، وهذا سينعكس بكل تأكيد على السعر.