الساعة 00:00 م
الخميس 28 مارس 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.19 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.98 يورو
3.68 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"أي وصف لن يعبر عمّا عشناه".. شهادة مروّعة على إبادة غزة ترويها نور حميد

تقرير "النانو الأخضر" مشروع ريادي بغزة لمكافحة الأمراض المسرطنة

حجم الخط
20638933_1893143630902485_5151162453063383279_n.jpg
غزة-وكالة سند للأنباء

بواسطة مادة "النانو الأخضر"، المستخلصة من المعادن، توصل الباحث صلاح الصادي من قطاع غزة لمضادات حيوية، تقضي على أنواع مستعصية من البكتيريا، والفطريات، والأمراض المسرطنة.

وتقوم فكرة مشروع الصادي، على إعادة تدوير المعادن بمختلف أنواعها دون استخدام إضافات كيمائية وتحويلها للصورة "النانوية" بمستخلص سائل، لاستخدامها كمضاد لــ 5 أنواع من الميكروبات البكتيرية.

بداية الفكرة

الصادي وأثناء دراسته الماجستير في علوم المياه والبيئة، عام 2017، اكتشف أثناء تطويره "فلتر" لتنقية المياه، وجود تغيرات في لون المياه.

وهنا، انتابه دافع الفضول، من أجل التعرف على طبيعة هذه المواد الناتجة عن استخدام المعادن في المياه.

 ويقول الصادي لمراسل "وكالة سند للأنباء"، "في هذه اللحظة أجريت فحوصات مختلفة قبل أن أتأكد أن هذه المواد هي النانو المستخلصة من المعادن".

ما هي تقنية "النانو"

و"النانو" وهي جزيئات صغيرة تكون غالباً موجودة في المعادن، ولا ترى بالعين المجردة وإنما يحتاج رؤيتها لأجهزة متخصصة.

طريقة التحضير

بعد عدة تجارب أجراها الباحث الصادي في مختبرات عربية دولية تبين قدرة مادة "النانو" على معالجة أمراض جلدية.

 ومن هذه المختبرات مركز البحوث القومية في مصر التي توصلت إلى نتيجة مطابقة لما توصل إليها الباحث الصادي، كما يقول.

وعند اكتشاف "النانو الأخضر"، تم تجريبها كاختبار فحص على مجموعة من الأرانب في مختبرات الجامعة الإسلامية، بهدف التعرف على التأثيرات الجانبية، وتبين فيما بعد بخلوها تماماً.

 ورغم أنَّ العالم يحضّرُ "النانو" بطرق كيميائية، إلا أنَّ المنتج يحضر في غزة من مواد طبيعية، ولا يوجد فيها أي نوع من المواد الكيميائية.

وتتنوع أنواع المعادن التي تدخل في عملية التحضير، مثل: الذهب، الفضة، النحاس، الحديد، البلاديوم، والألمونيوم، والرصاص، وهذه المواد تحتوي على "النانو".

فوائد المشروع

"النانو"، يقوم على خدة عدة قطاعات في غزة، أهمها القطاع الصحي، حيث تساهم هذه المادة في توفير عقاقير طبية من مركبات طبيعية، خالية من أي مواد كيميائية.

وإلى جانب ذلك يمكن توظيفه في القطاع البيئي، وخاصة بمشاريع تحلية المياه، فضلاً عن إمكانية استخدامه في القطاع الزراعي، سيما في مجال الأسمدة الزراعية، والمبيدات الحشرية.

المسابقة بجوائز

ولأن، المشروع لاقي نجاحاً كبيراً، حسب ما يقول الباحث الصادي لـ "سند للأنباء"، فإنه فاز بالعديد من المسابقات ومنها مسابقة "تكنولوجيا الخضراء"، التي أشرفت عليها جامعة بيرزيت، حيث حصل على المركز الثالث.

ويشير الصادي، إلى أن إسبانيا وجهت له دعوة لزيارتها لأجل التفكير في تطوير هذا المجال، وأيضاً حصل على دعوة للمشاركة في مؤتمر علمي يتعلق بالتكنولوجيا الخضراء في إيطاليا.

وبحسبه، فإنه يعمل حالياً بالتنسيق مع عدة مؤسسات طبية دولية؛ لتوظيف المنتجات التي تم اكتشافها لإنتاج عقارات طبية.

صعوبات

وتفتقد غزة، للكثير من الأجهزة اللازمة لتطوير هذا النوع من الاكتشافات، لذا يتكبد المشرفين على مثل هذه المشاريع بغزة تكاليف باهظة لإرسها للخارج في سبيل الحصول على نتائج دقيقة صالحة للتعميم.

وهكذا مشاريع في غزة المحاصرة تواجهها 3 صعوبات: غياب المختبرات المتقدمة القادرة على إجراء تحاليل دقيقة، وضعف الإمكانات المالية التي تقف عائقاً أمام هذه المشاريع.

أما الصعوبة الثالثة، فتتمثل بقلة الاهتمام بالإنجازات العلمية على المستوى المحلي.

فريق متكامل

أما زميله الباحث محمود الهندي والذي يعد أحد أركان مشروع "النانو الأخضر"، فيقول، تم استخدام هذه المادة في المجال الطبي بقطاع غزة، سيما في ظل نقص الأدوية والمعدات الطبية.

ويشير الهندي، إلى أن مشروع "النانو الأخضر"، هو أحد الحلول البديلة للمشاكل التي يعاني منها القطاع الصحي، مضيفاً، "قمنا بالمختبرات باستخدام النانو ضد 4 أنواع من البكتيريا الممرضة، المقاومة للمضادات الحيوية".

ووفق الاختبارات التي أجراها الباحث الهندي، مع زميله الصادي، فإنه تبين لهما أن "النانو الأخضر" يعطي نتائج إيجابية ومهمة في تفتيت خلايا سرطان الثدي بنسبة 50%.

مشروع واعد

من جانبه، يقول الدكتور المتخصص بالتكنولوجيا الحيوية في الجامعة الإسلامية، كمال الكحلوت، إن مشروع الباحث صلاح الصادي، مشروع واعد ويمكن أن يضيف رصيداً لمستوى التقدم العلمي.

ويضيف، أن الجامعة الإسلامية احتضنت مشروع "النانو الأخضر"، وعملت على توفير كل السبل للعمل داخل مختبرات الجامعة.

ويؤكد الكحلوت لـ "سند للأنباء"، أن تطوير هذه المشاريع لتصل للعالمية أمر في غاية الأهمية، رغم المعوقات التي يعيشها قطاع غزة.