الساعة 00:00 م
الأحد 28 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.84 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

منحته بريطانيا عام 1917 للحركة الصهيونية..

تقرير الذكرى الـ 106 لـ "وعد بلفور".. مأساة الشعب الفلسطيني ما زالت مُستمرة

حجم الخط
غزة.jpg
رام الله - وكالة سند للأنباء

تمر اليوم 2 تشرين ثاني/ نوفمبر 2023 الذكرى الـ 106 لوعد بلفور؛ والذي مُنحت فيه العصابات الصهيونية ما لا تستحق على حساب الشعب الفلسطيني الأصيل في أراضٍ وقفية لا يجوز منحها أو امتلاكها (أرض فلسطين التاريخية)، تلك التي شهدت منذ عام 1948 مذابح ومجازر شتى راح ضحيتها مئات آلاف المدنيين الأبرياء.

اليوم وبعد أكثر من 100 على ذلك الوعد تُواصل ذات العصابات، بدعم أمريكي وأوروبي وصمت عربي مُخجل وحقوقي دولي أعور، مجازرها بحق الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر منذ عام 2007 والذي يتعرض لـ "حرب شعواء" لليوم الـ 27 على التوالي.

الذكرى الأليمة..

مدير مركز "يبوس" للدراسات سليمان بشارات، قال إن "ذكرى بلفور هي الأكثر إيلاما في حياة الشعب الفلسطيني التي يعيشها في تفاصيل حياته اليومية، وانعكاساته تمر في كافة تفاصيل الحياة الفلسطينية".

وأضاف في حديث لـ "الأناضول" أن "كافة الممارسات التي ينتهجها الاحتلال على الأرض نتاج الوعد، سواء من قتل أو تدمير أو مصادرة الأراضي".

وشدد على أن "الوعد يتجلى اليوم بالحجم الكبير من القتل والتدمير في قطاع غزة وباقي أماكن تواجد الشعب الفلسطيني".

"صفقة" وعد بلفور..

وتعيش بريطانيا، صاحبة هذا الوعد، أيضًا وضعًا استثنائيًا بين رأي عام مساند للقضية الفلسطينية عبّر عنه من خلال مسيرات متضامنة مع الفلسطينيين كانت الأكبر في العالم، وبين قرار سياسي يقدم الدعم المطلق لـ "إسرائيل" ويرفض، حتى الآن، الدعوة لوقف إطلاق النار.

ووفقًا لخبراء وأكاديميون بريطانيون، فإن الوعد كان بمثابة "صفقة" بين بلفور الذي كان معاديًا للسامية وبين الحركة الصهيونية، "فالأول لا يريد يهودًا في بريطانيا والثانية تريد استغلال الأمر للحصول على دولة وهكذا صدر هذا الوعد".

"وعد بلفور"؛ صدر عام 1917 بعد أن وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها وذهبت الدول لتقاسم "الغنائم"، وكانت أكبرها تركة الإمبراطورية العثمانية. ولأن حكومة بريطانيا كانت تُرِيد كسب تأييد العديد من الدول في جولة الحرب العالمية الأولى رأت أن تحصل على رضاهم عبر تخليصهم من مشكلة اليهود.

وقررت، من خلال الوعد المشؤوم، أن تجمع شمل اليهود وتوحد شتاتهم من مختلف الدول الأوروبية وأمريكا في فلسطين؛ الدولة ذات المكانة الاستراتيجية التي سعت أيضًا عبرها بريطانيا من السيطرة على المنطقة العربية بكل ما فيها.

رسالة تأسيس "الوطن القومي"..

ويُشير اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد في الرسالة التي أرسلها آرثر جيمس بلفور بتاريخ 2 نوفمبر 1917 إلى تأييد الحكومة البريطانية إنشاء "وطن قومي لليهود" في فلسطين. وقد أرسلت الرسالة قبل شهر من احتلال الجيش البريطاني فلسطين.

ورغم أن الرسالة لا تتحدث صراحة عن تأييد الحكومة البريطانية لإقامة دولة لليهود في فلسطين، لكنها أدت دورًا أساسيًا في إقامة "دولة إسرائيل" بعد 31 عاما من تاريخها؛ أي عام 1948.

كما ساهمت الرسالة في تشجيع يهود القارة الأوروبية على الهجرة إلى فلسطين خلال الفترة ما بين الحرب العالمية الأولى والثانية، في وقت كانت القارة تشهد صعودًا للتيارات القومية المعادية للسامية.

وجاءت رسالة بلفور تتويجًا لسنوات عديدة من الاتصالات والمفاوضات بين الساسة البريطانيين وزعماء الحركة الصهيونية في بريطانيا.

فقد كان موضوع مصير الأراضي الفلسطينية قيد البحث في دوائر الحكم في بريطانيا بعد دخولها الحرب العالمية الأولى مباشرة. وقد جرى أول لقاء بين حاييم وايزمان (زعيم الحركة الصهيونية لاحقًا)، وبلفور عام 1904 وتناولت موضوع إقامة وطن لليهود في فلسطين.

الجريمة مستمرة..

عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، واصل أبو يوسف، قال إن "وعد بلفور أسس لاقتلاع الشعب الفلسطيني وارتكاب المجازر بكل أنواعها لفرض وقائع على الأرض، الأمر الذي أسفر عن تشريد وقتل نصف الشعب الفلسطيني".

وأشار "أبو يوسف" في تصريحات نقلتها عنه "وكالة الأناضول التركية"، إلى أن "الوعد الذي أعطته بريطانيا للحركة الصهيونية متوافق عليه من قبل الدول الاستعمارية التي أرادت تأمين مصالحها".

وتابع: "منذ ذلك التاريخ والحركة الصهيونية ترتكب المجازر التي لا تتوقف بحق شعبنا، وهذا لن يثنينا ولم يكسر عزيمتنا بالنضال حتى قيام دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس".

وشدد على أن "إسرائيل ما تزال ترتكب الجرائم بدعم تلك الدول الاستعمارية.. الجريمة ما تزال مستمرة مع توفير الدعم والغطاء للقتل الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني".

بريطانيا تتحمل مسؤولية تاريخية..

يربط الأكاديمي البريطاني كريس دويل بين وعد بلفور وبين الأحداث التي يعرفها قطاع غزة، قائلا إن الأوضاع الحالية لا يمكن فصلها عن الوعد من الناحية التاريخية.

ويؤيد مدير مركز الأبحاث "المجلس العربي البريطاني" في لندن، خلال تصريحات على "الجزيرة" تابعها مراسل "وكالة سند للأنباء"، تحميل بريطانيا "المسؤولية التاريخية لما يحدث في فلسطين بسبب فشلها المستمر في إيجاد حل عادل لهذه القضية.

ورغم أن كريس دويل ألقى باللوم على المجتمع الدولي في عدم حل هذه المشكلة، أكد أن لندن تتحمل المسؤولية الأولى لأنها كانت لها القدرة على حل المشكلة منذ عقود طويلة قبل أن تتعقد أكثر وتصبح ملفا أميركيا في المقام الأول.

وعبر دويل عن أسفه كون لندن، التي لها دور تاريخي وسياسي في القضية الفلسطينية، باتت عاجزة الآن حتى عن الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار ورفع الحصار وإطلاق سراح المحتجزين وإدخال المساعدات الإنسانية.

ويصف الحقوقي البريطاني رئيس حملة التضامن مع فلسطين في بريطانيا، ابن جمال، وعد بلفور بأنه كان لحظة مهمة وحاسمة في تأسيس "إسرائيل".

وشدد على أن "بريطانيا تتحمل المسؤولية التاريخية لأنها أعطت الشرعية لهذه الفكرة دون الاكتراث بالسكان الأصليين وتقديم وعد بمنح الأرض لأشخاص آخرين".

وتابع: "أهداف بريطانيا من تقديم هذا الوعد فكانت لها خلفيات استعمارية مرتبطة بالإمبراطورية البريطانية وكانت ترى في الحركة الصهيونية حليفا محتملا في المنطقة، إضافة إلى تحقيق هدف معادي للسامية بنقل اليهود خارج بريطانيا".

ومنذ ذلك الوعد، "فشلت لندن في تحمل مسؤوليتها التاريخية في جعل إسرائيل تخضع للقانون الدولي، بل إن بريطانيا تقوم بحمايتها من أي مساءلة قانونية وهو ما أدى لوصولنا إلى هذا الوضع الذي نعيشه الآن"، يقول ابن جمال.

الذكرى الـ 106 لوعد بلفور المشؤوم، حلّت هذا العام تزامنًا مع استمرار حرب "إسرائيلية" شاملة على قطاع غزة والمستمرة منذ 27 يومًا على التوالي، إلى جانب حصار مُطبق منذ عام 2007 شُددت إجراءاته منذ 7 أكتوبر 2023.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين أول الماضي، يشن جيش الاحتلال غارات جوية وقصف بري مدفعي وبحري مكثف دمر أحياء سكنية بالكامل، وأدى لاستشهاد 9061 فلسطينيًا وإصابة 32 ألف مواطن، وفق معطيات نشرتها وزارة الصحة الفلسطينية اليوم الخميس.

ونوهت الوزارة إلى أن جيش الاحتلال ارتكب 956 مجزرة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، أدت لاستشهاد آلاف المدنيين؛ بينهم أطفال ونساء وشيوخ، منذ بدء العدوان العسكري على القطاع المحاصر.