تعصف الأزمات داخل حكومة الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، على وقع الخلاف على إدارة الحرب وصفقة التبادل واليوم التالي للحرب.

واختتم مجلس الحرب الإسرائيلي اجتماعا عقده ليلة أمس الخميس في تل أبيب لبحث مطالب حركة حماس والرد عليها بشأن صفقة تبادل الأسرى المحتجزين في قطاع غزة بحالة من الغضب، فيما أغلقت عائلات الأسرى الإسرائيليين الشارع الرئيسي المؤدي إلى وزارة الجيش في تل أبيب مطالبةً بعودة أبنائها.

وشهد الاجتماع -وفق الإذاعة الإسرائيلية- غضبا بين الوزراء بعدما غادره وزير الجيش يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هاليفي في منتصفه، ومن المرتقب أن يعقد المجلس اجتماعا آخر الأسبوع القادم، دون إضافة أي تفاصيل عن الاجتماعين.

وبينما لم يصدر بيان رسمي عن نتائج الاجتماع، تتحدث وسائل إعلام عبرية أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على مواصلة الحرب، ويلوّح بشن عملية عسكرية في رفح، وسط تقديرات بأنه يفعل ذلك لاعتبارات شخصية.

ويؤكد نتنياهو علنا على رفض إسرائيل الخضوع لمطالب حركة حماس، في المقابل يطالب الوزير في مجلس الحرب بيني غانتس بإعطاء ملف الأسرى المحتجزين في غزة أولوية قصوى.

ويواجه نتنياهو انتقادات متكررة من الداخل الإسرائيلي وعدد من السياسيين، منهم منتمون لمجلس الحرب، على خلفية أزمة الأسرى المحتجزين في قطاع غزة وعدم التوصل لمسار يضمن عودتهم أحياء.

في السياق، أعرب وزير الخارجية أنتوني بلينكن -الذي اختتم أمس زيارته لإسرائيل- عن صدمته من أن نتنياهو يبدو وكأنه يسعى لمواجهة مع واشنطن.

وأفادت صحيفة يديعوت أحرونوت نقلا عن مسؤولين أميركيين بأن بلينكن شعر بالصدمة من إقحام نتنياهو الاعتبارات السياسية في قضية المحتجزين، وأن بلينكن ملتزم باستعادتهم أكثر من نتنياهو.

مظاهرات في إسرائيل

إلى ذلك، أغلقت عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة شارع "مناحيم بيغن" الرئيسي المؤدي إلى وزارة الجيش في تل أبيب، رافعة لافتة ضخمة تطالب بإبرام صفقة تبادل.

كما رفع المتظاهرون لافتات تفيد بأن عدم التوصل لصفقة يعني حكما بالإعدام على أبنائهم المحتجزين في القطاع.

وتقدر تل أبيب وجود نحو 136 أسيرا إسرائيليا في غزة، أعلن الاحتلال أنه أبلغ عائلات 30 منهم أنهم قتلى.

في المقابل تعتقل إسرائيل في سجونها ما لا يقل عن 8800 فلسطيني.

والأربعاء الماضي، أعلنت حماس موافقتها على إطار باريس الذي قدم إليها الأسبوع الماضي، وأضافت عليه ملحقا تضمن خطة من 3 مراحل مدة كل منها 45 يوما، يتم خلالها وقف العمليات العسكرية بالكامل من الجانبين وتبادل الأسرى والجثث.