اعترف جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، اليوم السبت، بأن 36 أسيرا فلسطينيا من قطاع غزة استشهدوا داخل مراكز الاحتجاز منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ونقلت وكالة "أسوشييتد برس"، اليوم السبت، عن "منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان" الإسرائيلية قولها إن بعض الأسرى ماتوا نتيجة الإهمال الطبي في السجون ومراكز الاحتجاز.

وأشارت "أسوشيتد برس" إلى تزايد الاتهامات بالمعاملة غير الإنسانية داخل المستشفى العسكري الإسرائيلي في "سدي تيمان"، وهو الوحيد المخصص لعلاج الأسرى من قطاع غزة، مبينة أن الاحتلال يمنع الصحفيين واللجنة الدولية للصليب الأحمر من دخوله.

وتشير شهادات 3 من العاملين في هذا المستشفى العسكري، أحدهم طبيب تخدير، إلى أن معظم المرضى يرتدون حفاظات، ومقيدو اليدين والقدمين، ومعصوبو الأعين، داخل خيمة بيضاء في الصحراء، ولا يسمح لهم باستخدام الحمام.

وقالت "أسوشيتد برس" إن الشهادات تؤكد بأن الأسرى تجرى لهم عمليات جراحية دون مسكنات كافية، على يد أطباء مجهولين.

وقال أطباء للوكالة إنهم عالجوا العديد من الأسرى ممن ظهر أنهم غير مقاتلين.

ونقلت الوكالة عن جندي يعمل في المستشفى، قوله "إن المرضى تعرضوا لظروف مزرية، وكثيرا ما أصيبت جروحهم الالتهابات".

وفي لقاء مع خالد حمودة، وهو جراح فلسطيني من غزة، أمضى 22 يوما في أحد مراكز الاعتقال الإسرائيلية، قال للوكالة إنه لا يعرف إلى أين تم نقله لأنه كان معصوب العينين.

لكنه قال إنه تعرف على صورة "سدي تيمان" وأنه رأى معتقلا واحدا على الأقل، وهو طبيب بارز في غزة يعتقد أنه كان هناك.

وذكر حمودة أنه سأل أحد الجنود الإسرائيليين عما إذا كان من الممكن نقل شاب يبلغ من العمر 18 عاما ويبدو أنه يعاني من نزيف داخلي إلى الطبيب. فأخذ الجندي ذلك الشاب بعيدا، وأعطاه سوائل عن طريق الوريد لعدة ساعات ثم أعاده.

ويضيف حمودة: "قلت لهم: يمكن أن يموت، فقالوا لي إن هذا هو الحد الأقصى المتاح".

وكانت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية قد كشفت في تحقيق لها في مارس/آذار الماضي استشهاد 27 أسيرا فلسطينيا من غزة في منشآت عسكرية منذ بداية الحرب على القطاع.

وأوضحت الصحيفة -في حينه- أن الأسرى توفوا أثناء احتجازهم في قاعدة "سدي تيمان" العسكرية الواقعة شمال شرقي بئر السبع، وفي قاعدة "عناتوت" بالقرب من القدس، أو أثناء الاستجواب في مرافق أخرى للتحقيق داخل "إسرائيل".