الساعة 00:00 م
الثلاثاء 02 يوليو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.76 جنيه إسترليني
5.31 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.76 دولار أمريكي

"إسرائيل تعرقل استيفاء الشروط اللازمة لمنع المجاعة"

ترجمة خاصة.. نصف سكان قطاع غزة يواجهون خطر الموت جوعا

حجم الخط
غزة
غزة- وكالة سند للأنباء (ترجمة خاصة)

حذرت مؤسسة دولية من أن خطر المجاعة بات وشيكا في قطاع غزة حيث يعاني 1.1 مليون شخص- بما يقدر إجمالي نصف السكان- من انعدام الأمن الغذائي الكارثي ويواجهون خطر الموت جوعا.

وقالت مؤسسة "التصنيف الدولي للبراءات" (IPC) التي تنشط في إصدار تحليلات بشأن مواجهة انعدام الأمن الغذائي الحاد وسوء التغذية حول العالم، إن جميع سكان قطاع غزة (2.23 مليون نسمة) يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشارت المؤسسة إلى أنها حذرت في تحليل انعدام الأمن الغذائي الحاد الذي أجري في ديسمبر/كانون الأول 2023 من خطر حدوث مجاعة بحلول نهاية مايو/أيار 2024 إذا لم تتوقف الهجمات العسكرية الإسرائيلية وإمكانية الوصول المستمر لتوفير الإمدادات والخدمات الأساسية للسكان.

وأضافت أنه منذ ذلك الحين، لم يتم استيفاء الشروط اللازمة لمنع المجاعة، وتؤكد أحدث الأدلة أن المجاعة وشيكة في المحافظات الشمالية لقطاع غزة ومن المتوقع أن تحدث خلال أسابيع.

المجاعة تهيمن في شمال غزة

وفقًا للسيناريو الأكثر ترجيحًا الذي قدمته مؤسسة (IPC)، تم تصنيف كل من غزة والشمال في المرحلة الخامسة من المجاعة مع وجود أدلة معقولة، بشأن وجود حوالي 210,000 شخص من السكان في المرحلة الخامسة من المجاعة الكارثية.

وبحسب المؤسسة من المرجح أن يؤدي استمرار الصراع والنقص شبه الكامل في وصول المنظمات الإنسانية والشاحنات التجارية إلى محافظتي غزة والشمال إلى تفاقم نقاط الضعف المتزايدة والمحدودية الشديدة لتوافر الغذاء والوصول إليه واستخدامه.

وأكدت أنه تم بالفعل تجاوز عتبة المجاعة لانعدام الأمن الغذائي الحاد للأسر في قطاع غزة بشكل كبير، وبالنظر إلى أحدث البيانات التي تظهر اتجاهاً متزايداً بشكل حاد في حالات سوء التغذية الحاد، فمن المحتمل جداً أن يتم تجاوز عتبة المجاعة لسوء التغذية الحاد أيضاً.

ومن المتوقع أيضًا أن يتسارع الاتجاه التصاعدي في الوفيات غير الناجمة عن الصدمات، مما يؤدي إلى احتمال تجاوز جميع عتبات المجاعة بشكل وشيك.

وقد تم تصنيف محافظات دير البلح وخان يونس ورفح في المرحلة الرابعة من التصنيف المرحلي المتكامل للمجاعة (الطوارئ). ومع ذلك، في أسوأ السيناريوهات، تواجه هذه المحافظات خطر المجاعة حتى نهاية تموز/يوليو 2024.

سلاح التجويع

منذ بدء حربها الإجرامية على قطاع غزة وجريمة الإبادة الجماعية، عمد الاحتلال الإسرائيلي إلى استخدام سلاع التجويع ضد سكان القطاع بما في ذلك منع المساعدات الإنسانية المسموح بدخولها وإغلاق المعابر الحدودية وتشديد الحصار.

وبفعل ذلك يعيش سكان قطاع غزة في ظروفٍ معقّدة وصعبة تفاقمت مع مرور الوقت، على رأسها مواجهة خطر المجاعة في ظل حالة إنسانية صعبة بسبب الحصار الإسرائيلي.

وتؤكد المنظمات الدولية أن المجاعة في غزة أصبحت أمرًا لا يُعتبر مستبعدًا بل هو واقع مرير يعاني منه مئات الآلاف يوميًا.

وتتسبب القيود الصارمة المفروضة على حركة السلع والأفراد في وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المحتاجين بشكل محدود، مما يؤدي إلى نقص حاد في المواد الغذائية والدواء والمياه النظيفة.

يعيش معظم سكان غزة في فقر مدقع، حيث يصعب عليهم الحصول على الطعام الكافي لتلبية احتياجاتهم الغذائية الأساسية.

كما أن البنية التحتية المتضررة بشكل كبير تزيد من صعوبة وصول المياه النظيفة والخدمات الصحية الأساسية، مما يجعل الوضع الصحي للسكان أكثر تدهورًا.

ومع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي في غزة، يزداد عدد الأسر التي تعيش تحت خط الفقر وتعاني من نقص حاد في التغذية وسوء التغذية.

وهذا يؤثر بشكل كبير على الأطفال والنساء الحوامل وكبار السن، حيث يزيد من خطر الإصابة بالأمراض ويقلل من قدرتهم على مقاومتها.

وضع كارثي

حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية (أوتشا) من أن انعدام الأمن الغذائي في قطاع غزة بات مثار قلق بالغ، مؤكدا الحاجة الماسة إلى توسيع حجم المساعدات الغذائية المنقذة للحياة وتواترها وتغطيتها الجغرافية.

وبحسب المكتب الأممي تتعرض جهود التوزيع لقيود بسبب العدد المحدود من نقاط الدخول إلى غزة، وساعات العمل دون المستوى الأمثل عند المعابر ونقاط التفتيش، والعدد المحدود من الشاحنات المسموح لها بالدخول.

وأكد أنه يتوجب أن تصل أنواع أخرى من المساعدات الحيوية إلى الأشخاص المحتاجين للتغلب على أشهر من ظروف المجاعة الوشيكة. 

ويؤدي النقص في غاز الطهي، إلى جانب غياب إمدادات الطاقة العامة، إلى إعاقة القدرة على الحفاظ على عمل المطابخ والمخابز المجتمعية وضمان إعداد الطعام والتغذية المناسبة في المجتمعات المتضررة.

واضطرت المخابز الستة غير العاملة حاليًا، وجميعها في جنوب غزة، إلى وقف عملياتها إما بسبب الهجمات العسكرية الإسرائيلية المستمرة (خمسة مخابز) أو بسبب نقص غاز الطهي (مخبز واحد).

ويؤدي استخدام البدائل غير الآمنة للطهي، مثل مخلفات القمامة والبلاستيك، إلى زيادة مخاطر الحماية والمخاطر البيئية. 

وقد أثرت عملية رفح العسكرية سلباً على إنتاج الأغذية الطازجة المحدود للغاية أصلاً، ولا سيما في شرق رفح وخان يونس، حيث اضطر السكان إلى ترك مزارعهم.

في هذه الأثناء فإن عقبات البنية التحتية بفعل الدمار الشديد الناتج عن الحرب الإسرائيلية وانعدام الأمن تعرقل التنقل ووصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن داخل غزة.

المجاعة وشيكة خلال أسابيع

قالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) إن أكثر من مليون شخص، أي ما يقرب من نصف سكان غزة، "من المتوقع أن يواجهوا الموت والمجاعة بحلول منتصف تموز/يوليو".

وحذرت المنظمة من أنه "من المتوقع أن يؤدي الصراع الدائر في فلسطين إلى تفاقم المستويات الكارثية بالفعل من الجوع الحاد، مع حدوث مجاعة وموت بالفعل، إلى جانب عدد غير مسبوق من القتلى والدمار والتشريد على نطاق واسع لمجموع سكان قطاع غزة تقريبًا".

وأشارت إلى أنه "في منتصف آذار/مارس 2024، كان من المتوقع أن تحدث المجاعة بحلول نهاية أيار/مايو في المحافظتين الشماليتين لقطاع غزة، ما لم تتوقف الهجمات العسكرية، وتم منح الوصول الكامل للوكالات الإنسانية، واستعادة الخدمات الأساسية".

كما حذرت المنظمة من العواقب الإقليمية الأوسع للأزمة، والتي قد تؤدي إلى تفاقم تحديات الأمن الغذائي الحالية في لبنان وسوريا.

مسئولو الأمم المتحدة يحذرون

أمام تفاقم الوضع الإنساني شديد التدهور في غزة، صعد مسئولو الأمم المتحدة من إطلاق التحذيرات لمواجهة خطر المجاعة في القطاع والمطالبة بتحرك دولي عاجل.

وصرح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، قبيل توجهه إلى روما لحضور قمة مجموعة الدول السبع الكبرى، بالتزامه الشديد بإيصال المساعدات الإنسانية لسكان غزة وإنقاذهم من المجاعة.

ونبه غوتيريش إلى التحدي المستمر المتمثل في تقديم المساعدة الإنسانية المنقذة للحياة، وخاصة منذ أوائل شهر أيار/مايو عندما أغلق الجيش الإسرائيلي معبر رفح الحدودي الحيوي.

وأشار إلى أنه لا يزال "من الصعب للغاية دعم السكان الذين يتعرضون لإطلاق النار وفي ظل وجود العديد من القيود على دخول الإمدادات الضرورية للمساعدات الإنسانية".

من جهته قال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيثس إنه بينما تجتمع مجموعة الدول السبع القوية في إيطاليا الخميس، تستعر الصراعات في غزة والسودان وفي أماكن أخرى خارج نطاق السيطرة.

وشدد غريفيثس على أنه يجب على العالم وقف تغذية آلات الحرب التي تجوع المدنيين في غزة، محذرا من أن التفاصيل التقنية فقط هي ما تمنع إعلان المجاعة، حيث يموت الناس بالفعل من الجوع.

فيما صرح فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، بأن نقص غاز الطهي وغياب إمدادات الطاقة العامة في قطاع غزة تعيق الجهود الأممية المبذولة للحفاظ على تشغيل المطابخ والمخابز المجتمعية.

وذكر حق، أن الجهود المبذولة لتوزيع الغذاء لا تزال مقيدة بسبب الهجمات العسكرية والطرق المتضررة، والعدد المحدود من نقاط الدخول إلى غزة، وساعات العمل دون المستوى الأمثل عند المعابر ونقاط التفتيش، والعدد المحدود من الشاحنات المسموح لها بالدخول.