الساعة 00:00 م
الأربعاء 21 مايو 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.72 جنيه إسترليني
4.98 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
3.97 يورو
3.53 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

حماس: لا مفاوضات حقيقية منذ السبت ونتنياهو يُحاول تضليل العالم

منظمات أممية ومحلية لـ سند: الاحتلال يضلل العالم في قضية مساعدات غزة

حين ينام العالم.. ويستيقظ الرعب في غزة

"نحن بحاجة إلى وقف إطلاق النار الآن"

ترجمة خاصة.. "الصحة العالمية": أطفال غزة معرضون الآن لخطر شلل الأطفال والقنابل

حجم الخط
الصحة1.jpg
غزة- وكالة سند للأنباء (ترجمة خاصة)

حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية "تيدروس أدهانوم غيبريسوس" من التداعيات الوخيمة لتطور اكتشاف فيروس شلل الأطفال في عينات مياه الصرف الصحي في غزة الأسبوع الماضي.

وقال غيبريسوس في مقال نشره في صحيفة الغارديان البريطانية، إن هذا الاكتشاف "تطور مثير للقلق ولكنه غير مفاجئ بالنظر إلى الحالة المنهارة التي وصلت إليها أنظمة الصحة في القطاع بعد عشرة أشهر من الحرب المستمرة".

وذكر أنه في مختلف أنحاء غزة، قضى أكثر من 39 ألف شخص، وجُرح 89 ألف شخص، ويُقدر أن أكثر من 10 آلاف شخص في عداد المفقودين. ولم تعد معظم المستشفيات قادرة على العمل.

انتشار الأمراض المعدية

أبرز غيبريسوس انتشار الأمراض المعدية في قطاع غزة مثل الإسهال والتهابات الجهاز التنفسي والتهاب الكبد الوبائي أ، وغيرها في غزة.

ويواجه كل شخص تقريبًا في غزة انعدام الأمن الغذائي الحاد والجوع الكارثي. ويعاني آلاف الأطفال من سوء التغذية، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض.

ويعيش نحو 2.3 مليون شخص في قطاع غزة الذي تبلغ مساحته 365 كيلومترا مربعا (141 ميلا مربعا) ، والذي أصبح أكثر تركيزا في ظل محدودية الوصول إلى المياه النظيفة والآمنة، وتدهور الظروف الصحية.

ومنذ أوائل شهر مايو/أيار، تم تهجير ما يقرب من مليون شخص من رفح إلى خان يونس ودير البلح، حيث تم اكتشاف عينات شلل الأطفال.

وأشار غيبريسوس إلى أنه رغم عدم تسجيل أي حالة إصابة بشلل الأطفال حتى الآن، فإن الأمر لن يستغرق سوى وقت قبل أن يصل المرض إلى آلاف الأطفال الذين تركوا دون حماية، ما لم يتم اتخاذ إجراءات فورية.

والأطفال دون سن الخامسة معرضون للخطر، وخاصة الرضع دون سن الثانية لأن العديد منهم لم يتلقوا التطعيمات اللازمة طيلة أشهر طويلة من الحرب.

وترسل منظمة الصحة العالمية أكثر من مليون لقاح شلل الأطفال إلى غزة، وسيتم توزيعها في الأسابيع المقبلة لمنع إصابة الأطفال بهذا المرض.

لكن في غياب وقف إطلاق النار الفوري وتسريع المساعدات الإنسانية، بما في ذلك حملة تطعيم مستهدفة تركز على الأطفال الصغار، سوف يستمر الناس في الموت بسبب أمراض يمكن الوقاية منها وإصابات يمكن علاجها.

مخاطر انتشار شلل الأطفال

قال غيبريسوس "لقد شهدنا مرارا وتكرارا انتشار شلل الأطفال في الأماكن التي ضربها الصراع وعدم الاستقرار".

في عام 2017، في سوريا التي مزقتها الحرب، أدى تفشي فيروس شلل الأطفال المتحور - وهو شكل متحور من الفيروس البري يمكن أن ينتشر في السكان غير المحصنين - إلى إصابة 74 طفلاً بالشلل.

وفي الصومال اليوم، أدت الحرب الأهلية التي استمرت عقدًا من الزمان إلى أطول سلسلة متواصلة من انتقال فيروس شلل الأطفال المتحور على مستوى العالم، والتي انتشرت منذ عام 2017.

أما في أفغانستان وباكستان، آخر دولتين حيث أصيب الأطفال بالشلل بسبب شلل الأطفال البري، منعت الأزمات الإنسانية وانعدام الأمن العالم من القضاء على الفيروس إلى الأبد.

الظروف في غزة تشكل بيئة مثالية لانتشار الأمراض

أبرز غيبريسوس أن الأطفال المحاصرون في غزة يواجهون نفس التهديد ولا يجدون مكاناً يلجأون إليه.

وأوضح أنه قبل حرب الإبادة الإسرائيلية، كانت نسبة تغطية التطعيم 99%. أما الآن فقد انخفضت هذه النسبة إلى 86%، وهو أمر خطير لأن هذا يوفر جيوباً من الأطفال غير الملقحين، حيث يمكن للفيروس أن ينتشر.

وقال إن تدمير النظام الصحي، وانعدام الأمن، وتدمير البنية الأساسية، والنزوح الجماعي للناس، ونقص الإمدادات الطبية، منع الأطفال من تلقي العديد من اللقاحات المنقذة للحياة.

وأفاد بأن 16 مستشفى فقط من أصل 36 مستشفى في غزة تعمل الآن ــ مع انخفاض الخدمات ــ وأقل من نصف مرافق الرعاية الصحية الأولية تعمل.

وفي الوقت نفسه، تم تدمير 70% من جميع مضخات الصرف الصحي في غزة، ولم تعد أي محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي تعمل. وهذه الظروف تشكل تربة خصبة مثالية لانتشار الأمراض.

وفي ظل هذا السياق المروع، يخاطر العاملون في مجال الصحة بحياتهم لرعاية الناس، بدءاً من العمل دون كهرباء إلى اختبار عينات من مياه الصرف الصحي بحثاً عن أمراض مميتة.

والحقيقة أن اكتشاف شلل الأطفال في غزة قبل تفشي شلل الأطفال على نطاق واسع يشكل شهادة على هذه الجهود المذهلة، نظراً لانخفاض مستوى نظام مراقبة الأمراض بشكل كبير بسبب انعدام الأمن.

وأكد غيبريسوس أن اكتشاف شلل الأطفال في غزة اليوم يشكل تذكيراً آخر بالظروف المزرية التي يواجهها الناس. وإن استمرار الصراع لن يؤدي فقط إلى زيادة أعداد الضحايا في القطاع، بل إنه سيعيق الجهود الرامية إلى تحديد التهديدات الصحية التي يمكن الوقاية منها مثل شلل الأطفال والاستجابة لها.

وختم بأنه في حين يتم الآن تنفيذ جهود فورية لإيصال لقاحات شلل الأطفال إلى كل طفل، فإن وقف إطلاق النار والتدفق الحر للمساعدات هما في نهاية المطاف السبيل الوحيد المؤكد لحماية المدنيين ومنع تفشي المرض بشكل متفجر.