قديمًا.. كانت صور قوالب الكيك المُزينة بطرقٍ احترافية، وبأشكال وأحجامٍ مختلفة، تُثير اندهاشنا، نتساءل هل هي ما نراه "كيك" حقيقية، أم أنها أقرب لتكون لوحاتٍ فنية؟ وكيف يتم صُنع "جاتوه" يُحاكي الكرتون؟
أبرار عبده (27 عامًا) من سكان مدينة غزة، أبدعت في مشروعها الخاص بإعداد قوالب الكيك، بدقة ومهارة عاليتين، وبأشكال جذبت أنظار كثيرين للإعجاب بما تصنعه.
تخرجت "أبرار" من قسم الرياضيات في الجامعة الإسلامية، لكن حلم الطفولة في الرسم والتلوين ظلّ يُلاحقها إلى أن قررت افتتاح مشروعها الخاص في صناعة الحلويات من خلال الرسم والنحت بعجينة السكر ومواد أخرى.
وتتفنن بإعداد قوالب الكيك ذات الأشكال والألوان اللافتة، بأحجام مختلفة، تزينها بعجينة السكر أو مواد أخرى، لنتنج أخيرًا قوالب فنية آخذة بالجمال.
تقول أبرار لـ "وكالة سند للأنباء" "البداية كانت هواية، ومع الوقت انتقلت من مرحلة الهواية إلى عمل من خلال مشروع منزلي".
وكانت التجربة الأولى لها في صناعة الكيك بالمرحلة الإعدادية، قالب كيك بالشوكولاتة "وربما كانت في نظري أعظم إنجازٍ أحققه، تقول تلك الكلمات بصوتٍ ضاحك.
كان ينمو مع "أبرار" كلما كبرت عامًا، حب الأشياء التي لها علاقة بإعداد الطعام وتزينه وتقدميه بطرقٍ شهية، تُردف: "كنت أعد الوصفات وأصورها ثم أشاركها مع أصدقائي على مواقع التواصل الاجتماعي، ولاقت إعجابهم، بل وتشجيعهم لي على المواصلة والتعمق أكثر في عالم الأكل".
وبعد هذا التشجيع، عادت قليلًا إلى الوراء، حيث حبها للرسم والتلوين، فكرت بطريقة لاستثمار ذلك في مجال الطعام، فقررت الولوج في عالم صناعة الكيك وتزينها بعجينة السكر والكريمة وغيرها من المواد.
لم تُفكر مرتين، قررت ثم بدأت فورًا بالتعليم الذاتي، ومتابعة اليوتيوب وصفحات الفيسبوك الخاصة بمجال الكيك وتزينها، تُكمل: "كنت أطبق كل ما أتعلمه ومع الممارسة والتكرار أتقنت هذه الموهبة".
وفي سؤالنا "هل التعليم الذاتي أغناكِ عن الدورات؟" تُجيب :" أبداً كنت أتمنى الالتحاق بمركز كما في الخارج يُعلم هذا الفن لكنّي لم أجد فاكتفيت بالفيديوهات التعليمية على الإنترنت".
مع الوقت انتقلت "أبرار" من كونها هاوية تعرض أطباقها على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى منتجة يسألها المتابعون باستمرار "هل تعرضين منتجاتك للبيع؟"
من هنا قررت افتتاح مشروعها المنزلي، الخاص بصانة الكيك والحلويات، وتسويقه عبر الانترنت.
وتُشير إلى أنها افتتحت مشروعها في شهر أيلول/ سبتمبر عام 2016 وأطلقت عليه اسم "فليفر كيك" ولاقى مشروعها تشجيعًا ودعماً وإقبال على شراء المنتجات خاصة للحفلات وأعياد الميلاد.
ويأخذ إعداد قوالب الكيك من ضيفتنا وقتًا كبيرًا من يومها، لذا فهي تعمل لخبز القوالبد المطلوبة منها دفعة واحدة، وفي اليوم التالي تقوم بتزينها وتسلميها للزبائن.
ووفقًا لحديثها، فإنها تمتلك أدوات خاصة بالتقطيع والتشكيل لتسريع العمل، أما المجسمات فهي تعتمد بصناعتها على نفسها.
ولكل قصة نجاح، مراحل فشل، تُحدثنا "أبرار" عن ذلك: "في بداية المشروع كنت أفشل في رسم بعض الأشكال بعجينة السكر، ربما كان يُزعجني ذلك لكنّني لا أذكر أنّي استسلمت لعدم النجاح، بل كنت أكرر حتى أنجح في التطبيق".
وبنبرة فخورة تقول: "لولا الفشل لما وصلنا إلى ما نريد"، وتعد صناعة الكيك وتزينها كغيرها من الفنون التي يلجأ إليها الإنسان لتفريغ الطاقة وتحسين المزاج _ وفق الشيف أبرار_.
وعلى مدار ثلاث سنوات ونصف عملت "أبرار" خلالها إلى جانب بيع قوالب الكيك والحلويات، بإعطاء ما يزيد عن 38 دورة بهذا المجال، ووثقت وصفات أطباقها عبر قناة خاصة بها على اليوتيوب، حيث يوجد فيها ما يزيد عن 430 فيديو.
وفي ختام حديثها معنا، عبّرت عن آملها بأن يُصبح "فليفر كيك" يومًا ما مؤسسة متخصصة بإعداد الحلويات وتزيين الكيك، ويكون فيها قسم خاص لتدريب الفتيات وآخر للبيع.