الساعة 00:00 م
الجمعة 29 مارس 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.62 جنيه إسترليني
5.17 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.95 يورو
3.66 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"أي وصف لن يعبر عمّا عشناه".. شهادة مروّعة على إبادة غزة ترويها نور حميد

تقرير أيهما يسبق الآخر المصالحة أم الانتخابات؟

حجم الخط
7ada0ed28ada9180327a7f5c64bba3a0.jpg
غزة-وكالة سند للأنباء

قبل أيام أعلنت 8 فصائل فلسطينية رؤية لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية؛ لتحريك المياه الراكدة في ملف المصالحة المتعثرة، منذ 12 عاماً رغم محاولات عديدة بذلت لإتمام ذلك، لكن دون جدوى.

وبالتزامن مع هذه الرؤية، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال كلمة له في الجمعية العامة للأمم المتحدة، إنه سيدعو لإجراء انتخابات عامة في الأراضي الفلسطينية فور عودته لفلسطين، وهو ما رأى فيها مراقبون رداً على مبادرة الفصائل الداعية لإتمام المصالحة كأولوية تمهد لإجراء الانتخابات.

والمبادرة التي أبدت حركة حماس على لسان رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية موافقة تامة عليها دون شروط، لم ترد عليها حركة فتح رسمياً حتى الآن.

ورغم أن الفصائل الموقعة على المبادرة تقول، إنَّ رؤيتها هي خارطة طريق؛ للخروج من المأزق الفلسطيني الراهن، إلا أن فرص نجاحها تبدو ضعيفة في ظل غياب العوامل الداعمة لها، بحسب مراقبين.

وتتكون هذه المبادرة من 4 بنود تؤكد ضرورة اعتبار اتفاقيات المصالحة السابقة مرجعية لإنهاء الانقسام، وتطالب بعقد اجتماع للجنة تفعيل وتطوير منظمة التحرير.

كما وتعدُّ أن المرحلة الممتدة ما بين أكتوبر/ تشرين الأول 2019، ويوليو/ تموز 2020، مرحلة انتقالية لتحقيق الوحدة. وأكد البند الأخير في الرؤية على ضرورة إجراء انتخابات شاملة تشريعية ورئاسية ومجلس وطني، منتصف عام 2020.

رؤية في وقت حساس

الأكاديمي والمحلل السياسي تيسير محيسن يقول، إنَّ طرح المبادرة مهمة جداً في هذا التوقيت؛ لأن الانقسام أضر بالقضية الوطنية الفلسطينية، ومكن الاحتلال الإسرائيلي من أن يمعن في مشاريعه الاستيطانية والتهويدية.

ووفقاً لمحيسن، فإن هذا الانقسام أدى لتراجع دعم واسناد المجتمع الدولي للشعب الفلسطيني، ما ألحق أضراراً عديدة بالقضية الوطنية.

تفاؤل محدود

ورأى محيسن في حوار أجرته "وكالة سند للأنباء"، أنَّ بنود مبادرة الفصائل مهمة للغاية ومحل اعتبار؛ لأنها أرادت تطبيق الاتفاقيات السابقة التي وقعتها الفصائل الفلسطينية خلال لقاءات المصالحة التي عقدت في السنوات الماضية.

ويقول محيسن: "رغم اجماع الفصائل على بنود هذه المبادرة السياسية، إلا أن عدم اهتمام حركة فتح لا يعطي أي درجة من التفاؤل بإمكانية تنفيذها".

ويؤكد محيسن أنّ مبادرة الفصائلية للمصالحة تحتاج لضغط جماهيري واسع يساعدها على كسر جدار الأزمة الراهنة.

برنامج وطني مشترك

ورداً على سؤال أيهما الحل الأنسب للخروج من المأزق الفلسطيني الانتخابات أم المصالحة يقول محيسن: إن "الانتخابات ليست الحل بالنظر لكثير من العوامل المهمة، والحل يتمثل بالتوافق على برنامج وطني مشترك".

ورأى محيسن أن الانتخابات التي أجريت عام 2006 لم تؤسس لحالة من الاستقرار، في ظل أن مقومات وأدوات إجراء هذه الانتخابات غير متوفرة، سيما وأن بناء النظام السياسي الفلسطيني لم يكتمل.

الانتخابات ضرورة 

في المقابل، يقول المحلل والكاتب السياسي من الضفة الغربية جهاد حرب: "لا أعتقد أن المبادرة المطروحة يمكن أن تحقق أي اختراقات؛ لأن هذه المبادرة مبنية على نمط الاتفاقيات السابقة ولا يوجد جديد فيها".

ويضيف حرب في لقاء مع "وكالة سند للأنباء"، أن الفلسطينيون فشلوا في تطبيق اتفاقيات المصالحة السابقة، وبناء على ذلك تأتي مبادرة الفصائل لإعادة التجارب الفاشلة مرة أخرى بنفس العقلية والنمط.

ويرى أن الحل الأمثل للخروج من الأزمة الراهنة هي الذهاب لانتخابات باعتبارها مدخلاً حقيقاً لإنهاء الانقسام وليس تتويجاً لعملية المصالحة.

ووفق حرب فإن الانتخابات أولاً، يمكن أن توفر أجواءً لانطلاق حوار شامل، وتضع إطاراً يتمثل بالمجلس التشريعي لديه مجموعة من الأدوات القادرة على خلق الحوار والنقاش، وثانياً فإن هذه الانتخابات ستفرز الفصائل التي ستمثل الشعب الفلسطيني وتطلعاته.

ويشير إلى أن الفلسطينيون لديهم القدرة في الضغط على الإطار المتمثل بـ "المجلس التشريعي"؛ للتوصل لحلول عملية لقضايا المصالحة على عكس ما يجري اليوم.

اتصالات جارية 

القيادي في المبادرة الوطنية نبيل ذياب فيقول، إنَّ الاتصالات لا زالت تجرى مع مختلف الأطراف؛ لأجل تقريب وجهات النظر بشأن المبادرة الفصائلية، مؤكداً أن الفصائل الوطنية تتفهم الظروف المختلفة التي تحيط بمواقف الفصائل.  

ويؤكد أن الهدف من المبادرة هو دفع عجلة المصالحة، وحث الأطراف كافة على إتمام تحقيقها، والالتزام بالاتفاقيات التي وقعت في 2005، و2011، و2017.

وحسب ذياب فإن الرؤية ليست هدفاً بحد ذاتها بقدر ما هي وسيلة وأداة للوصول إلى وحدة وطنية عبر تطبيق اتفاقيات المصالحة بين حركتي حماس وفتح، حسبما ما صرح لمراسل "سند للأنباء" في غزة. 

وشكر دياب حركة حماس على تفاعلها السريع مع المبادرة والموافقة عليها دون شروط، موضحاً أن حركة فتح لم تقدم حتى الآن أي رد رسمي رغم تصريحات صدرت عن بعض القيادات والتي رفضت المبادرة وعدتها "مضيعة للوقت". 

ويؤكد أن المبادرة تأتي لحشد طاقات أبناء الشعب الفلسطيني؛ لتحريك المياه الراكدة في هذا الملف، ولمواجهة التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية وأبرزها خطة السلام الأمريكية التي باتت تعرف إعلامياً بـ "صفقة القرن".

المصالحة أولاً

وبشأن الانتخابات شدد دياب على أنه لا يمكن إجراؤها في الأراضي الفلسطينية بمعزل عن التوافق الوطني، والشراكة السياسية، مشيراً إلى أن إتمام المصالحة تسبق الانتخابات، فمن خلالها يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية تكون مهمتها تهيئة المناخات والأجواء لإجراء الانتخابات.

 ويبين أن تحقيق المصالحة سيفضي لتشكيل حكومة وحدة وطنية تشرف على تهيئة المناخات والأجواء لإجراء الانتخابات الشاملة "والتي هي مطلب واستحقاق وطني".

المصالحة مدخل 

أما عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية طلال أبو ظريفة فرأى أن المصالحة هي مدخل للتوافق الوطني القائم على ضرورة إجراء حوار وطني شامل على مستوى القيادي المؤقت يقضي للاتفاق على حكومة تحضر لانتخابات تشريعية، ورئاسية، ومجلس وطني، وفق التمثيل النسبي الكامل.

وفي ضوء هذه الرؤية يقول أبو ظريفة لـ "سند للأنباء"، إن ذلك سيفضي لانتخابات حرة ونزيهة.

وهنا يدعو أبو ظريفة كل الأطراف لالتقاط "الرؤية الوطنية"، كفرصة سانحة تفتح الطريق أمام إنهاء الانقسام، مشيراً إلى أن ضمان نجاحها هي بتوسيع مساحة التبني لها من قبل مكونات وطنية، وشعبية، وأهلية، مع استمرار الضغط الجماهيري المطالب بضرورة استعادة الوحدة.  

ولم تفلح وساطات دولية وعربية على إنهاء الانقسام الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس الذي اندلع عام 2007 وأثر على مناحي الحياة كافة سياسياً، واجتماعياً، واقتصادياً.

ووقّعت الحركتان أحدث اتفاق للمصالحة بالقاهرة في 12 أكتوبر/تشرين الأول 2017، لكنه لم يطبق، بسبب خلافات حول عدة قضايا؛ منها تمكين الحكومة في غزة، وملف موظفي القطاع الذين عينتهم "حماس".