في مايو من العام الماضي؛ سيطرت قوات الاحتلال على محور صلاح الدين المعروف إعلاميا بـ"فيلادلفيا"؛ الذي يمتد بطول 14 كيلو مترا؛ على الحدود بين قطاع غزة ومصر؛ ولا يزال يبقي سيطرته عليه؛ خلافا لما نص عليه اتفاق وقف اطلاق النار.

الاتفاق ينص على انسحاب الاحتلال من المحور بعد دخول المرحلة الأولى بخمسين يوما؛ لكنّ سلطات الاحتلال أعلنت رفضها الانسحاب منه؛ رغم اعترافات تواردت من قيادات عسكرية وسياسية بدولة الاحتلال؛ تعتبر السيطرة عليه شكلية ولا فائدة منها.

سيطرة الاحتلال على المحور

أبقى الاحتلال سيطرته النارية على 60% من مساحة رفح؛ بامتداد يصل لـ2كم ونصف الكيلو؛ بحسب رئيس بلدية رفح د. أحمد الصوفي.

وبين الصوفي في حديث خاص بـ وكالة سند للأنباء أن الاحتلال وسّع من المنطقة العازلة غرب محور صلاح الدين لـقرابة كيلومتر ونصف؛ بدلا من 600 م كما أُبلغ بذلك سابقًا؛ وفي المنطقة الشرقية من المحور يسيطر تقريبا على 2 كم؛ ليسيطر بذلك على ثلثي مساحة المدينة تقريبا.

وتابع: "ثلثا مساحة المدينة تحت مرمى النيران؛ ولا يستطيع السكان الوصول إليها".

وأكّد الصوفي، أنّ قرابة مئتي ألف مواطن من سكان رفح؛ لا يزالون طور النزوح في منطقة مواصي خانيونس؛ بسبب تواجد الاحتلال على المحور.

وقال إن هذه الأسر تعيش في ظروف إنسانية قاسية؛ إذ لا يستطيع أيضا السكان الوصول إلى المناطق التي جرى تدميرها للعيش بجوارها؛ كما أنه لم يتم لهذه اللحظة نصب مخيمات في تلك المنطقة التي تقع تحت مرمى النيران.

وذكر أن السيطرة على المحور اقتطعت أهم وأبرز الأحياء في المدينة؛ بحكم شكلها الجغرافي الذي يأخذ امتدادًا عرضيا.

وبين الصوفي أن الاحتلال في سيطرته على المحور دمر أيضا 6 احياء من أصل 15 حي؛ إضافة لتدمير 5 مخيمات فلسطينية في المحافظة.

وأوضح أن عملية التدمير شملت مركز المدينة بما يضمه من سوق ومتاجر وغيرها؛ بحجة السيطرة على الشريط الحدودي، وتسبب أيضا بتدمير معبر رفح؛ المعبر الوحيد الذي يجمع قطاع غزة بالعالم الخارجي.

علاوة عن ذلك؛ دمرّ الاحتلال المبنى الكبير لبلدية رفح المجاور للمحور؛ إلى جانب تدميره لمحطات معالجة المياه العادمة.

وبين الصوفي أن الاحتلال مقرر انسحابه من المحور بعد خمسين يوما من دخول المرحلة الأولى؛ مناديا بضرورة الضغط الدولي عليه؛ لتنفيذ التزاماته تجاه الاتفاق.

محطات الاستهداف

خلال العقود الماضية؛ تعرض المحور لعمليات احتلال متكررة؛ تبعا للمراحل التالية.

الاحتلال الإسرائيلي للمحور

• 1979بعد توقيع معاهدة السلام بين مصر و"إسرائيل"، انسحبت "إسرائيل" من سيناء لكنها احتفظت بالسيطرة على محور فيلادلفيا لمنع تهريب الأسلحة.

• 1994بموجب اتفاقية غزة-أريحا، بقي المحور تحت السيطرة الإسرائيلية المباشرة.

• 2005-2000خلال الانتفاضة الثانية، شنت "إسرائيل" عمليات عسكرية مكثفة على المحور، ودمرت العديد من المنازل الفلسطينية في رفح بحجة مكافحة الأنفاق.

الانسحاب الإسرائيلي  (2005)

12سبتمبر 2005: إسرائيل انسحبت بالكامل من قطاع غزة، بما في ذلك محور فيلادلفيا، في إطار خطة فك الارتباط التي نفذها رئيس وزراء الاحتلال آنذاك أرييل شارون.

بعد الانسحاب، تولت السلطة الفلسطينية مسؤولية المحور؛ وبات تحت سيطرة الوضع الفلسطيني.

 2008-2009و2012 و2014: خلال الحروب الإسرائيلية على غزة، استهدفت دولة الاحتلال الشريط والبنية التحتية على طول المحور.