أُصيب ثمانية إسرائيليين بجراح، صباح اليوم الأحد؛ جراء شظايا صاروخ يمني سقط قرب مطار "بن غوريون"، في مدينة اللد المحتلة، ما تسبب أيضًا بإلغاء شركات طيران دولية تلغي رحلاتها إلى تل أبيب اليوم.

وأعلنت جماعة أنصار الله (الحوثيون)، في بيانٍ لها، استهداف مطار "بن غوريون" بصاروخ باليستي فرط صوتي أصاب هدفه بنجاح، مؤكدةً فشل "منظومات الدفاع الأميركية والإسرائيلية في اعتراض الصاروخ، الذي تسبب بهروب أكثر من 3 ملايين إلى الملاجئ وتوقف حركة المطار بشكل كامل لأكثر من ساعة".

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأنّ صفارات الإنذار دوّت في مناطق واسعة من جنوب الخضيرة، مرورًا بتل أبيب، وصولاً إلى القدس شرقاً، عقب إطلاق صاروخ من اليمن.

وذكرت أنّ انفجارًا وقع في بستان بالقرب من المهبط رقم 3 في  مطار "بن غوريون"، إثر سقوط الصاروخ فيما أشار الإسعاف الإسرائيلي لوقوع ثمانية إصابات بجراحٍ طفيفة.

وشوهدت "أعمدة دُخان تتصاعد من منطقة قريبة جداً من مطار بن غوريون، وسط شعور باهتزازات قوية، وفق ما أورده شهود عيان، ووثقته مقاطع مصوّة تناقلتها وسائل الإعلام.

ولاحقًا أعلنت الشرطة الإسرائيلية سقوط صاروخ في محيط المطار، مستببًا بحفرة يصل عمقها وقطرها عشرات الأمتار"، حيث تجاوز أربع طبقات للدفاع الجوي وسقط في المطار.

من جهتها نقلت إذاعة جيش الاحتلال عن مصدر عسكري، قوله إنّ منظومة الاعتراض الأميركية "ثاد" ومنظومة "حيتس" الإسرائيلية فشلتا في اعتراض الصاروخ اليمني، لأول مرة منذ استئناف العمليات اليمنية قبل شهرين ونصف.

وذكرت إذاعة الجيش، أن التحقيقات لا تزال جارية لتحديد "ما إذا كان هناك إخفاق في الاعتراض، أم أن الشظايا الناتجة عن محاولة التصدي كانت ضخمة بشكل غير اعتيادي".

شركات طيران تعلق رحلاتها لتل أبيب..

وعلى إثر القصف اليمني، تعطلت كل حركة القطارات والمواصلات العامة والخاصة المؤدية لمطار بن غوريون، كما ألغت عدد من شركات الطيران الدولية رحلاتها إلى تل أبيب اليوم، وفق ما أوردته وسائل إعلام إسرائيلية.

وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت، إن شركة سويس إيرلاينز وإير يوروبا أعلنتا عن إلغاء جميع رحلاتهما إلى تل أبيب اليوم، وانضمت إليهما شركة الطيران الألمانية العملاقة لوفتهانزا، والتي تضم في مجموعتها أيضًا ITA الإيطالية وبروكسل إيرلاينز.

كما ألغت إير فرانس رحلة إلى مطار بن غوريون، وأعلنت شركة الطيران ويز إير انها ستعلّق رحلاتها إلى حتى صباح الثلاثاء.

وأشارت يديعوت، إلى أن رحلة تابعة لشركة "إير إنديا" كانت في طريقها للهبوط في تل أبيب قادمة من نيودلهي عادت إلى الهند، بعد أن كانت قد دخلت الأجواء الأردنية.

كما أن رحلة تابعة لشركة "بريتيش إيرويز" تأخرت على الأرض في لندن لأكثر من ساعتين، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت ستُقلع اليوم.

وذكرت أن شركة "أوستريان إيرلاينز" ألغت بدورها رحلتين إلى تل أبيب، وستتخذ لاحقًا قرارًا بشأن رحلة من المقرر أن تقلع مساء اليوم.

كما غيّرت رحلة تابعة لشركة الطيران الفرنسية "ترانسافيا" مسارها، بعد أن كانت في طريقها إلى تل أبيب، وهبطت في اليونان، وفق الصحيفة الإسرائيلية.

في الأثناء، أشارت إذاعة الجيش، إلى إلغاء اجتماع المجلس الوزاري الأمني المصغر  المقرر اليوم بعد إطلاق صاروخ من اليمن، فيما ذكرت القناة 14 أنّ تل أبيب تدرس تغيير السياسة المتبعة في الأشهر الأخيرة تجاه اليمن وتنظر في إمكانية الرد المباشر.

القسام تُبارك وكاتس يُهدد..

وفي أول ردٍ إسرائيلي على القصف، هدّد وزير "الجيش" الإسرائيلي يسرائيل كاتس بالرد "بسبعة أضعاف" على سقوط صاروخ أطلق من اليمن في محيط مطار بن غوريون.

أما كتائب القسام الذراع العسكري لحركة "حماس"، فقد باركت القصف اليمني رغم ما تتعرض له من عدوان أمريكي عنيف، على لسان الناطق باسمها "أبو عبيدة".

وجاء في تغريدة لـ "أبو عبيدة" على تلغرام: "المجد لليمن صنو فلسطين وهي تواصل تحديها لأعتى قوى الظلم وتأبى الخنوع أو الانكسار رغم ما تتعرض له من عدوان، وتصعّد من هجماتها على قلب الكيان الصهيوني المسخ متجاوزةً المنظومات الأكثر تطوراً في العالم لتصيب أهدافها بدقة.. أنتم منا ونحن منكم".

التصعيد مستمر طالما لم يتوقف قصف غزة

وفي الوقت الذي أعلنت جماعة "أنصار الله" مسؤوليتها عن العملية، أكد القيادي فيها، محمد البخيتي أن التصعيد مستمر طالما لم توقف "إسرائيل" القصف على غزة.

وأشار البخيتي في حديثٍ صحفي، إلى أن "قصف مطار بن غوريون دليل على قدرتنا في استهداف مواقع محصنة داخل إسرائيل"، مؤكدًا أنّ "الجماعة أثبتت قدرتها على "ضرب الهيبة العسكرية لأميركا وبريطانيا وإسرائيل".

وتوقفت عمليات "أنصار الله" مع بدء سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة في 19 يناير/ كانون الثاني، لكنهم استأنفتها مع خرق الاحتلال الهدنة وقتل مئات المدنيين في مارس/ آذار المنصرم، وتوعدت الجماعة بتكثيفها ما دامت "إسرائيل" تواصل إبادتها في غزة.

ومنذ ذلك الحين، بدأت الولايات المتحدة الأمريكية شريكة الاحتلال بحرب الإبادة، شن ضربات جوية كثيفة ضد الحوثيين الأسبوع الماضي.