حذّر رئيس قسم الأطفال في مجمع ناصر الطبي، أحمد الفرا، من كارثية الوضع الصحي في قطاع غزة، مؤكدًا أن الاحتلال الإسرائيلي حيّد نحو 80% من قدرات وزارة الصحة، ما أدى إلى إنهاك الواقع الصحي بشكل شبه كامل.
وأوضح "الفرا" في تصريحاتٍ مُتلفزة تابعتها "وكالة سند للأنباء"، اليوم الأحد، أن أطفال غزة يواجهون أوضاعًا مأساوية، مشيرًا إلى أن جيلًا كاملًا يُستهدف بشكل مباشر، وسط نقص حاد في الأدوية والمكملات الغذائية الأساسية، خصوصًا تلك المخصصة للحوامل.
وأضاف أن المستشفى يعاني من عجز فادح في كل مقومات الرعاية، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته وتوفير أبسط حقوق الشعب الفلسطيني في الغذاء والدواء.
ويعيش القطاع الصحي واحدة من أسوأ أزماته، مع غياب شبه تام للأدوية والمستلزمات الطبية، واستمرار الاحتلال في استهداف الطواقم الطبية، قتلاً واعتقالًا، إلى جانب تدمير المستشفيات والبنية التحتية الصحية بشكل ممنهج، في وقت يشتد فيه العدوان وتشتد معه معاناة أكثر من مليوني إنسان محاصر.
وتواصل سلطات الاحتلال منذ شهرين منع دخول جميع المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، إذ أوقفت في 2 مارس/ آذار الماضي، عبور المساعدات من معابر كرم أبو سالم، وإيريز، وزيكيم، ما أدى إلى توقف دخول المواد الإغاثية والوقود بشكل كامل.
وفاقم هذا القرار الأوضاع الكارثية التي يعيشها سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.4 مليون مواطن بينهم أكثر من مليون طفل من مختلف الأعمار، حيث أُصيب 65 ألف شخص بسوء تغذية حاد، ونقلوا إلى ما تبقى من مستشفيات ومراكز طبية مدمرة في القطاع.
وحذرت منظمة "يونيسيف" من أن 335 ألف طفل دون سن الخامسة -أي كل أطفال غزة من هذه الفئة العمرية- باتوا على شفا الموت بسبب سوء التغذية الحاد.
ووفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ارتفع عدد الأطفال الذين يتلقون العلاج من سوء التغذية بنسبة 80% مقارنة بمارس الماضي.