الساعة 00:00 م
الأحد 29 يونيو 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.59 جنيه إسترليني
4.78 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
3.97 يورو
3.39 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

العلم الفلسطيني يكسر حاجز الصمت في ملاعب أمريكا

موقع إيطالي: فشل ذريع للقبة الحديدية الإسرائيلية أمام الهجمات الإيرانية

حجم الخط
القبة الحديدية.jpg
غزة- وكالة سند للأنباء (ترجمة خاصة)

سلّط موقع إنسايد أوفر الإيطالي الضوء على ما وصفه بـ"الصمت الإعلامي الغربي" تجاه فشل منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية في التصدي للهجوم الصاروخي الإيراني الأخير، معتبراً أن العجز الإسرائيلي عن حماية أجوائها يشكل تحولاً استراتيجياً بالغ الأهمية في الشرق الأوسط لم يلقَ التغطية الكافية.

وقال الموقع إن ما يلفت الانتباه في الأحداث المتسارعة ليس الهجوم الإسرائيلي على إيران، بل عجز دولة الاحتلال الإسرائيلي الواضح عن الدفاع عن أراضيها ضد الضربات الإيرانية، التي نجحت في تجاوز أنظمة الدفاع الجوية الإسرائيلية وإلحاق أضرار مادية وبشرية ملموسة.

ووفق التقرير، فإن هذه الهجمات كشفت هشاشة الدفاعات الإسرائيلية، في وقت تواصل فيه وسائل الإعلام الغربية بث رسائل الطمأنة والترويج لقدرات دولة الاحتلال العسكرية باعتبارها "حصناً منيعاً" في المنطقة، رغم أن الواقع الميداني أظهر صورة مغايرة تماماً.

فشل القبة الحديدية

ركّز التقرير بشكل خاص على إخفاق منظومة القبة الحديدية، التي كانت حتى وقت قريب تُقدّم كنموذج متفوق للدفاع الجوي قصير المدى.

وأشار إلى أن النظام الذي طوّرته شركة "رافائيل" الإسرائيلية بالتعاون مع الصناعات الجوية وبدعم مالي كبير من الولايات المتحدة، أُعدّ لاعتراض الصواريخ وقذائف المدفعية التي لا يتجاوز مداها 70 كيلومتراً، مثل تلك التي تُطلق من غزة.

لكنّ فعاليته الحقيقية تقتصر، بحسب الموقع، على التصدي لصواريخ بدائية نسبياً، مثل "القسام" أو "غراد"، التي لا تتمتع بأنظمة توجيه وتتحرك في مسارات يسهل التنبؤ بها. أما في مواجهة صواريخ أكثر تطوراً – كالباليستية، وصواريخ كروز، والصواريخ الفرط صوتية – فالقبة الحديدية ليست معدة للتعامل معها، وقد أثبتت الهجمات الأخيرة ذلك بشكل جليّ.

ضعف المنظومة الدفاعية متعددة الطبقات

أوضح التقرير أن دولة الاحتلال بنت خلال السنوات الماضية نظاماً دفاعياً متعدّد الطبقات، يضم:

مقلاع داود: مخصص للتصدي لصواريخ متوسطة المدى والصواريخ الجوالة المتقدمة. لكن النظام أظهر محدودية في التعامل مع تهديدات متزامنة ومعقدة.

آرو 2 وآرو 3: موجهان لاعتراض الصواريخ الباليستية البعيدة، مثل تلك القادمة من إيران أو اليمن. وعلى الرغم من الإشادة بمنظومة "آرو 3"، إلا أن قدراتها الحقيقية لم تختبر بالكامل إلا في ظل الحرب الأخيرة، حيث أُصيبت أهداف حيوية رغم تدخلات دولية داعمة.

وأشار التقرير إلى أن بعض الصواريخ تم اعتراضها بدعم مباشر من أنظمة دفاعية أمريكية وبريطانية وفرنسية، ما يكشف اعتماد إسرائيل المتزايد على الحلفاء في الدفاع عن أراضيها، ويطرح تساؤلات حول مدى قدرتها على التصدي منفردة لهجمات مشابهة مستقبلاً.

الإعلام الغربي وتغذية الأوهام

حمّل التقرير الإعلام الغربي مسؤولية تجاهل هذه الحقائق، متهماً إياه بـ"تغذية أوهام" حول التفوق العسكري الإسرائيلي، تماماً كما فعل سابقاً في الحرب الأوكرانية.

وأكد هذا الإعلام الغربي ما زال يروّج لصورة دولة الاحتلال كدولة لا تُقهر، متجاهلاً الثغرات الكبيرة التي كشفتها الهجمات الإيرانية الأخيرة.

واعتبر أن ما يثير القلق لا يكمن فقط في فشل جزئي لنظام القبة الحديدية، بل في إخفاق دولة الاحتلال – رغم كل الدعم الأميركي – في التصدي لهجوم صاروخي واسع ومنسّق، شاركت فيه طائرات مسيّرة وصواريخ من أنواع متعددة.

وختم التقرير بطرح تساؤل مثير للقلق: "إذا كانت (إسرائيل)، الدولة الأكثر تسليحاً في المنطقة، فشلت في حماية نفسها، فماذا عن مدن أوروبية كروما أو ميلانو أو باريس في حال تعرضت لهجوم مماثل من قوى كبرى؟".

ورأى التقرير أن الإشكالية الأكبر ليست في فعالية الأنظمة الدفاعية فحسب، بل في إصرار الإعلام الغربي على التمسك بسردية مثالية لا تعكس الواقع، مما يجعل المواطن الغربي أسير خطاب إعلامي بعيد عن الحقائق، وقد يدفع هذا الثمن من أمنه واستقراره في نهاية المطاف.