لسنوات وجمانة شاهين (23 عاماً) تبحث في أصول التراث الشعب الفلسطيني وتقاليده، ما أهلها لتحوز على لقب سفيرة فلسطين للتراث والفلكور لعام 2019.
فمنذ صغرها تعشق جمانة التراث الفلسطيني، حتى تحول هذا العشق لمتلازمة جعلها تغوص في أعماق الكتب والدراسات التاريخية بغية التعرف أكثر على أسرار هذا التراث وجماله.
المرتبة الثانية
قبل شهور شاركت شاهين في تصفيات مسابقة أجرتها "الهيئة الفلسطينية للثقافة والفنون والتراث" بالتعاون مع جامعة الدول العربية، واليونسكو، وسفارة فلسطين؛ فحازت على المرتبة الأولى على مستوى جامعتها جامعة الأقصى، قبل أن تتأهل للمشاركة في المرحلة الثانية من المسابقة.
وهنا خاضت شاهين تصفيات على مستوى الضفة الغربية وقطاع غزة، لتحوز على المرتبة الثانية في مسابقة فلسطين للتراث والفلكور لعام 2019 خلال حفل نُظم في مدينة روابي النموذجية.
وتقول شاهين في حوار أجرته مع مراسل "وكالة سند للأنباء"، إن الفوز في هذا اللقب مناسبة لإبراز وتعزيز الهوية التراثية الفلكلورية الفلسطينية.
ولم تتمكن جمانة من السفر لجمهورية مصر العربية بداية أكتوبر/تشرين الأول، للمشاركة في حمل لقب ملكة التراث والفلوكور على مستوى العالم، كما كان مقرراً، بسبب تأجيل المسابقة لأجل غير مسمى.
اللغة الإنجليزية
لم يكن حصولها على لقب "السفيرة" سهلاً أبداً، كما تقول جمانة التي تمكنت من خوض غمار هذه المسابقة بثقة ورغبة جامحة بالفوز والتأهل.
غير أن إتقان جمانة للغة الإنجليزية وعملها كمترجمة لوفود أجنبية، كان دافعاً قوياً لاختيارها من بين زميلاتها اللواتي شاركن بذات المسابقة وتجاوز عددهن 13 فتاة، (6 من غزة و7 من الضفة).
وتشير الشابة العشرينية إلى أنَّها عملت خلال لقائها بالوفود الأجنبية على تدويل التراث الشعبي الفلسطيني في محاولة لإثبات أحقية الفلسطينيين بأرضيهم وديارهم.
وتقول شاهين "فهمي للغة الإنجليزية جعلني أتواصل مع الأجانب بكل سهولة. ذلك مكنني من أن أسوق التراث بشكل ممتاز أمامهم".
ولعل ميول الشخصيات الأجنبية للتراث، كالتطريز، والأزياء، والأطعمة الشعبية، إلى جانب شغفهم للتعرف على ثقافات الآخرين كان أمراً مهماً سهل على جمانة مهمتها الوطنية والإنسانية.
عشق التراث
وتحرص جمانة على ارتداء الزي الفلسطيني في مختلف المناسبات الفلسطينية والوطنية والاجتماعية كما تقول.
بل ونجحت الشابة على التعرف على أنواع الأزياء الشعبية التي يستخدمها الفلسطينيون في المدن والقرى من خلال بحثها المتواصل.
والأزياء كما تقول جمانة، من أهم الوسائل المستخدمة في الكشف عن تراث الشعوب، وهي إن اختلفت في أشكالها وألوانها، فإنما تعبر بذلك عن مراحل تاريخية مهمة مر بها الشعب الفلسطيني.
وتضيف أن الشعوب تسجل أفراحها وعاداتها وأساليب حياتها على الأزياء، ما يجعل منها هوية ثقافية وتاريخية وتعبيراً اجتماعياً يرصد ارتباط الإنسان بأرضه.
الزي الفلسطيني رمز الهوية
وتؤكد جمانة أن الزي الفلسطيني وإن حاول الاحتلال الإسرائيلي سرقته، فهو يبقى حاملاً للهوية الثقافية الفلسطينية وشاهد على التاريخ، إلى جانب أنه يرمز لنضال الشعب وكفاحه.
كما تسعى لإبراز قدراتها في الدبكة الشعبية أثناء الاحتفالات التي تقيمها المؤسسات، في محاولة منها للتأكيد على الموروث الثقافي والتراثي والفلوكور.
وتشارك أيضاً في معارض للتراث في قطاع غزة تنظم بين الحين والآخر، حيث تعمل على تشجيع صديقاتها على المشاركة فيها وزيارتها.