الساعة 00:00 م
السبت 07 يونيو 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.74 جنيه إسترليني
4.94 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
3.99 يورو
3.5 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

ذاكرة العيد تحلّ ضيفة في الخيام والمائدة مجرّد حنين

النساء الحوامل في الحرب.. مواجهة يومية مع نقص الغذاء وتهديد مستمر للحياة

بالفيديو الخمسيني "عمر" ينسخ القرآن كاملا في عامين

حجم الخط
42403134841_ce73fb7100_o.jpg
رفح - وكالة سند للأنباء

في أكتوبر عام 2017، بدأ المواطن محمد عمر (54عاما)، خطواته نحو حلما راوده لسنوات، فأمسك بقلمه وخطّ به أولى آيات القرآن الكريم بالرسم العثماني المعتاد، لينتهي مشواره بعد عامين كاملين من العمل.

حلم الحاج عمر، مدرس المرحلة الابتدائية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، تحقق بعد سنوات من المعيقات التي واجهها من عدم استقرار أسرته بعد هدم الاحتلال لبيته، ما اضطره لتأجيل مشروعه لحين حصوله على سكن ثابت.

يقول في حديثة لــوكالة سند للأنباء "بدأت بدراسة أحكام التلاوة والتجويد؛ استعدادا للبدء في كتابة القرآن الكريم كاملا، ودرست علوم القرآن والرسم العثماني له، إلى أن وصلت إلى مرحلة تأهيل السند".

بدأ عمر بكتابة القرآن بخمس أو ست صفحات يوميا، واستغل أوقات فراغه لزيادة هذه الصفحات، حيث لجأ إلى ركن خاصة به في مسجد مجاور لبيته، يواصل لأربع أو خمس ساعات نسخه وكتابته دول كلل أم ملل.

وشكل انقطاع التيار الكهربائي المتكرر وارتفاع تكلفة الأقلام الخاصة بالرسم والكتابة العثمانية، لا سيما أنه استخدم ما يقارب الخمسين قلما طيلة فترة عمله، عائقا أمام عمر، لكنه سرعان ما تجاوز هذه المعيقات، في سبيل الوصول إلى الهدف.

عامان من العمل المستمر، بحب ورضا، شعر بهما الخمسيني عمر براحة نفسية غير مسبوقة، كما لاقي فيهما دعم من أفراد عائلته وأصدقائه، شجعه على مواصلة مشواره.

ولم يتمالك الحاج عمر، دموعة مع آخر آية كتبها، فخرّ ساجدا باكيا، على إنجاز لطالما كان حلما بالنسبة له.

دموع الفرح اختلطت بدموع الحزن على رفيق لازمه لعامين كاملين، أشغل أوقات فراغه وآنسه في وحدته وكربه.

فيصف شعوره قائلا " شعوري كان غريبا لحظة انتهائي من كتابة القرآن، شعرت بالحزن لأنني سأفارق هذا المصحف بعد عامين كاملين من ملازمتي له، لكنني أيضا شعرت بفرحة عارمة لأنني حققت ما كنت أسعى له من سنوات، وأنجزت عملا ما كان لغيري أن ينجزه".

ذلك الحزن دفعه للتفكير مرة أخرى لمعاودة كتابته من جديد، ليبحر مجددا في بحر وصفه مليء  باللآلئ والأصداف.

ويسعى عمر للتواصل مع وزارة الأوقاف والجهات الرسمية، لتدقيق المصحف الشريف، تمهيدا لطباعته ونشره.