الساعة 00:00 م
الخميس 25 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

بالصور "فراولة غزة".. تتنفس الصعداء

حجم الخط
1.jpeg
غزة - وكالة سند للأنباء

على بعد عشرات الأمتار من الحدود الشمالية الفاصلة بين قطاع غزة وإسرائيل، تسير بك الطرق إلى جنّة الطبيعة التي لا يكسر اخضرارها الممتد _أينما اتجه بصرك_ ، إلا حبّات الفروالة الحمراء أو كما يُسمّها المزارعون "التوت الأرضي".

في جنّة الزائرين.. يبدو الهواء أكثر نقاءً، وسمفونية العصافير المغردة تنتشل روحك من صخب الحياة إلى لحظات من السكينة، لكن سرعان ما تُعيد صوت المدافع الإسرائيلية إلى ذهنك بين فينة وأخرى الواقع الذي يفرض نفسه دائمًا "غزة تحت النار".

يعمل المزارعون الفلسطينيون داخل أراضيهم طوال اليوم ليتمكّنوا من جني ثمار الفراولة، تمهيداً لتصديرها إلى الأسواق الأوروبية والخليجية، والضفة الغربية.

وحتى أمس الأربعاء، تمكن المزارعون من تصدير 611 طن من التوت الأرضي، عبر معبر كرم أبو سالم الحدودي، وهو المنفذ التجاري الوحيد للقطاع مع العالم الخارجي.

Snapchat-1913509632-01.jpeg
 

أحمد الشافعي (82 عامًا)، مزارع فلسطيني ورئيس جمعية غزة التعاونية الزراعية، لديه مزرعة سياحية مقامة على أرض في بيت لاهيا تتجاوز مساحتها الـ 7 دونمات.

ويزرع "الشافعي" ثلاثة أشكال من محصول الفراولة، الأول الفروالة المُعلقة، ونوع آخر يُزرع بالأنفاق أو ما تُسمى بـ "المحميات" والشكل الثالث الفروالة الأرضية (زراعة تقليدية).

في مزرعته.. ستبدو وكأنك ضيف حبّات الفروالة التي تُحطيك من كل جانب، أما كوب من عصريها الأحمر، سيُشعرك أنه لا يروي ظمئك مشروبًا كما يفعل عصير "فروالة العمّ أبو سامي".

أحمد الشافعي.jpg
 

يباشر العاملون في المزرعة عملهم كل يومٍ منذ ساعات الصباح الأولى وحتى المساء، يقطفون الفروالة، ثم يضعونها داخل ألواح خشبية ثم في صناديق بلاستيكية ويغلفونها ويجهزونها للتصدير.

إلى جانب ذلك فإن العمّال يستقبلون يوميًا  في المزرعة السياحية، الزبائن من كافة مناطق قطاع غزة، ويُلبون طلباتهم سواءً بتقديم العصائر الطبيعية، أو التجول في المزرعة والحديث عن الموسم وطبيعته، وقطف ثمار الفراولة لمن يُريد الشراء.

يقول "الشافعي" لـ "وكالة سند للأنباء": "في تربة بلدة لاهيا، ومناخها، خصائص تميزها عن باقي المناطق الفلسطينية، وهي الأفضل لزراعة ثمار الفراولة".

ووفقًا لـ "الشافعي" فإن المساحة المزروعة هذا العام في القطاع، حوالي 1800 دونم، ومتوقع أن يكون إنتاجها من 5000 لـ 5500 طن، موزعة للتصدير إلى الأسواق الخارجية، والاستهلاك في السوق المحلي.

وسعر الكيلو الواحد محليا يكون عادة في بداية الموسم حوالي 8 شيكل، وينخفض تدريجيا ليصل في وقت الذروة إلى 4 شواكل.

وبيّن "الشافعي" أن المزراعين الفلسطينيين يبذلون جهودًا كبيرة، من أجل إنجاح مشاريعهم الاقتصادية، سيما في موسم الفروالة الذي يُكلفهم كثيرًا فأي خسارة "محتملة قد تؤدي بهم إلى الهاوية".

وتطرق لأبرز المعيقات التي تواجه نجاح موسم الفروالة، أبرزها المضايقات الإسرائيلية المتكررة على المزراعين، إضافة لمنافسة المنتجات العربية للمنتج الفلسطيني في الأسواق الخارجية.

عدا تكلفة الإنتاج المادية المتزايدة عاماً بعد عام على كاهل المزراع، بسبب ارتفاع أسعار الأدوية والأسمدة الكيميائية ومعدات الزراعة.

"الفروالة المُعلقة"

ليس بعيدًا عن مزرعة "الشافعي" كان سبع أبو حليمة (31 عامًا) منهمكًا ببعض أعمال الصيانة في مزرعته، بعدما انتهى من جني ثمار الفروالة المفترض تصديرها إلى الخارج.

ويعتمد "أبو حليمة" على الزراعة المُعلقة، في زراعة الفروالة، يقول إنه وسّع مساحة الزراعة هذا العام، لتُصبح دونمًا كاملًا.

ويُردف لـ "وكالة سند للأنباء": " نبدأ بتسميد التربة وتهيئتها لزارعة التوت من سبتمبر، وهذا يأخذ منّا وقتًا طويلًا وساعات عمل تمتد من الصباح حتى المساء".

وتزرع الفراولة "المعلّقة"، _كما يُشير _ في أحواض مرتفعة، وليست على الأرض، كما يتم في الزراعة التقليدية.

فروالة 8.jpg
 

لكنّ لماذ اتجه "ضيف سند" للزراعة المُعلقة؟ يُجيب: "الفروالة المُعلقة، أوفر ماديًا مقارنة بالزراعة الأرضية، كما أنها أفضل تسويقًا سواءً في السوق المحلي أو السوق الخارجي، فهي تُحافظ على سعر ثابت طوال الموسم".

وبحسب "أبو حليمة" فإن الزراعة المعلقة، تُعد مكثفة " فالدونم الواحد منها، يعطي كمية تزيد عن ثلاثة أضعاف الزراعة التقليدية، كما توفر مياه بنسبة كبيرة إذا ما تم مقارنتها بالتقليدية".

ومع نهاية شهر نوفمبر، تُبشر "الفروالة المعلقة" المزراع بثمارها وتمتد إلى نهاية شهر حزيران، وخلال هذه الفترة يعكف "أبو حليمة" يوميًا لحصد المحصول وفرزه لتصدير جزءًا منه إلى الأسواق الخارجية، وعرض المتبقي للبيع في الأسواق المحلية بأسعار زهيدة.

فراولة.jpg
 

ويُساهم العاملون في مجال الزراعة بنسبة 40% من من القوى العاملة في قطاع غزة، ويوفر موسم الفروالة هذا العام فرص عمل موسمية لما يزيد عن 2700 عامل، ما يُساهم في الحد من نسب البطالة المرتفعة.

ووصل معدل البطالة بحسب آخر البيانات الصادرة عن مركز الإحصاء الفلسطيني لـ 53%، فيما بلغت في صفوف الشباب حوالي 67%.

IMG_20180318_163449_812-01.jpeg
فروالة 3.jpg
Snapchat-2119179033-01.jpeg
Snapchat-1913509632-01.jpeg