الساعة 00:00 م
الخميس 28 مارس 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.19 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.98 يورو
3.68 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"أي وصف لن يعبر عمّا عشناه".. شهادة مروّعة على إبادة غزة ترويها نور حميد

"القرية السويدية" بقعة مغيبة يبتلعها البحر تدريجيا

حجم الخط
27479914_2006659882993453_1780307721_o.jpg
غزة-وكالة سند للأنباء

على الحدود المصرية الفلسطينية أقصى جنوب غرب قطاع غزة، يعيش نحو 2100 نسمة, في قرية حدودية تطل على البحر ويفصلها عن الأراضي المصرية أمتار معدودة، ويطلق عليها اسم "القرية السويدية".

 ويخشى سكان هذه القرية، أن تبتلعها أمواج البحر، لا سيما مع تآكل أجزاء كبيرة من الشاطئ عام تلو العام.

وقد بدأت معاناة السكن مع البحر، بعد العام 2014، حين أنشأت السلطات المصرية لسانا بحريا داخل حدودها البحرية، ما حجب وحرم شاطئ مدينة رفح المجاور للحدود من آلاف أطنان الرمال التي تأتي مع حركة التيارات البحرية.

ويعمل معظم سكانها بالصيد والزراعة، لكنهم أيضا حرموا مؤخرا من إيجاد مكان لوضع مراكبهم الصغيرة، بعد أن أكلت أمواج البحر مساحة كبيرة من الشاطئ الذي كان بمثابة مرفأ لمراكبهم.

ويروي لـ "وكالة سند للأنباء" عضو المجلس البلدي للقرية أبو محمد النحال معاناتها فيقول " في كل شتاء ومع قدوم المنخفضات الجوية يعيش أهالي القرية فصولا من الخوف والرعب، خشية من وصول أمواج البحر إلى المساكن التي تقع في أطراف القرية وتطل على الساحل" .

ويشير إلى أنه العشرات من السكان اضطروا لإخلاء بيوتهم خلال المنخفضات بعد وصول الأمواج إلى أماكن قريبة منها.

وقد أطلق على القرية السويدية هذا اللقب في عام 1955، حين تبرع جنرال سويدي من قوات الطوارئ الموجودة آنذاك،  بمبلغ كبير من المال  لبناء بيوت وبنى تحتية لها.

ويبين النحال أن تلك القرية المهمشة، تعاني منذ سنوات من الإهمال والتجاهل من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، فبيوتها المتهالكة أوشكت على الانهيار، وبنيتها التحتية تفتقر إلى أدنى المقومات.

ويناشد النحال إلى جانب سكان القرية المسؤولين والجهات المختصة لإيجاد حل جذري لهم، بتطوير القرية وبناء جدار اسمنتي يحول دون وصول أمواج البحر إلى المنازل وتآكل الشاطئ.

ويؤكد النحال أن وضع القوالب الأسمنتية كل عام، من قبل بلدية رفح ووزارة الأشغال، ليس بالحل الكافي أو الجذري، مطالبا بإنقاذ القرية بشكل سريع، قبل حدوث كارثة إنسانية فيها.

بدوره، حذر مدير دائرة تنفيذ المشاريع في بلدية رفح، علي أبو مطر من خطورة استمرار تآكل شواطئ مدينة رفح.

وأكد أن ما يقارب 750 متر على طول الشاطئ تعرض للتآكل بفعل التغيرات المناخية والتغير في المد والجزر.

وأشار إلى أن الشاطئ كان قبل أربعة سنوات بطول 40 متر، لكنه تقلص بعد سنوات من الأزمة ليصل في بعض المناطق إلى الطريق الرئيسي المسمى بشارع الرشيد.

وقال "ناشدنا كل الجهات المعنية للسعي لإيجاد حل تلك المشكلة فنحن لا نستطيع أن نتخلى عن مسؤولياتنا لكن امكاناتها لا تسمح بإيجاد حل جذري لها".

وأضاف "آخر ما توصلنا إليه كحل مؤقت هو وضع أحجار وكتل خرسانيه لمنع تآكل الشاطئ، لكنه يعتبر حل مؤقت".

وبين مطر أن الحل الجذري يتمثل في بناء جدار استنادي أو مدرج يقي الشاطئ من النحر بفعل الأمواج، خاصة في فصل الشتاء، مشيرا إلى أنه بحاجة إلى تمويل كبير، لا تستطيع البلدية وحدها توفيره.

ونوه إلى أن ميناء الصيادين في مدينة رفح معرض للخطر أيضا، في ظل تواصل الأزمة وعدم وجود حلول جذرية لها.

ولم تكن أمواج البحر فحسب المعضلة الرئيسية لسكان القرية النائية، إذ تتواصل معاناة سكانها منذ سنوات في انعدام وجود مواصلات تؤمن وصول أبناؤهم إلى المدارس، كما يعاني معظم سكانها من الفقر وسوء أوضاعهم الاقتصادية.