الساعة 00:00 م
الخميس 25 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

"ميلاد" .. نُطفة مهربة انتصرت على إسرائيل

حجم الخط
ميلاد وليد دقة.jpg
محمد منى – وكالة سند للأنباء

قبل عشرة أعوام.. من وليد دقة، الساكن في الزمن الموازي، إلى فلذة كبده "ميلاد" الذي لم يَر النور بَعد: "أتحسبني يا عزيزي قد جننت؟ أكتب لمخلوق لم يُولد بعد؟ سأظل أحلم رغم مرارة الواقع، وسأبحث عن معنى للحياة رغم ما فقدته منها".

ثقيل هو الأمل حينما تُعدم أسبابه، لكنّ "وليد"، كان على يقين، أن يومًا ما ستصِل رسالته إلى طفله، وسيغدو هذا السجن الضيق، كونًا واسعًا رحبًا.

قبل أيام قليلة.. انتصرت النُطفة المُهربة على إسرائيل، وخُلقت "ميلاد" حُلم والدها، الأسير الفلسطيني وليد دقة (59 عامًا) المحكوم بالمؤبد في السجون الإسرائيلية، أمضى منها 34 عامًا.

في هذا الحوار استضافت "وكالة سند للأنباء" زوجة الأسير، وشريكته في الحُلم والمسير، سناء سلامة التي وصفت قدوم ابنتهما بـ "الانتصار العظيم".

لم يكن قدوم "ميلاد" عاديًا، بل هي فرحة استثنائية، حضر ذوي "سناء" و "وليد" بجانب الكثير من الأصدقاء إلى المستشفى، الحاضرون أحبّوا أن يكونوا شهداء على تحقيق الحُلم المنتظر منذ ٢١ عامًا، لتتحوّل صرخات "ميلاد" الأولى لـ "سِمْفونِيَة"، تُجدد الأمل وتَرسم مشهدًا مُبهجًا للأسرى في غياهب السجن.

بصوتٍ باكٍ تقول "سناء": "لطالما ردوانا هذا الحُلم، لقد كانت مجيئ ميلاد، تحديًا كبيرًا، تحقق أخيرًا"، ليكن قدوم "ميلاد" فرحةً للفلسطينيين عامة.

ورغم الإجراءات التي اتخذتها إدارة السجون الإسرائيلية، بحق الأسير وليد دقة، من عزل وانتهاكات خلال الأشهر الماضية، إلا أن الزوجين استطاعا أن يُحققا ما يحلمان به منذ أعوامٍ طويلة.

كان "وليد" على أملٍ كبير بأنه سيُرزق بـ "ميلاد" ولو بعد حين، كما تُخبرنا زوجته: "اختار اسمها منذ اللحظة الأولى لارتباطنا، وكان على يقين أنها سترى النور، وستكون ابنة أبيها، وتُحقق بقدومها انتصارًا له، وتُحطم قيده".

والأسير "دقّة" من باقة الغربيّة في فلسطين المحتلّة 1948، أُسر عام 1986 وقضى بالأسر 34 عامًا، وهو من أبرز مفكريّ الحركة الأسيرة حيث كتب العديد من المقالات والكتب أبرزها: صهر الوعي/ وحكاية سرّ الزيت، وحاصل على درجة الماجستير.

وخلال اعتقاله، تزوج الأسير بالصحفية سناء سلامة، عام 1999، بعد أن زارته داخل السجن لتكتب عن معاناة الأسرى الفلسطينيين.

تُردف "سناء" عن ارتباطهما: "كنت أزوره داخل السجن، خلال عملي في إحدى الصحف المحلية التي كانت تهتم بشؤون الأسرى الفلسطينيين، وبعد مماطلة الاحتلال تم زفافنا".

وشكّل زفافهما سابقة في تاريخ الحركة الأسيرة، حيث أُجبرت سلطات الاحتلال على السماح لهما بالتقاط صور وفيديو خلال الزفاف، وتشغيل موسيقى كأي حفل زفاف آخر.

3 (4).jpg
 

"هل الارتباط بأسير محكوم لسنوات طويلة نوع من المقامرة؟" (سألتها)، "وليد بطل، وأقل ما يُمكن تقديمه له، هو امرأة تقف بجانبه وتكن جيشه القوي" (أجابت سناء).

وتقّر سناء سلامة، بصعوبة قرار الارتباط بأسير فلسطيني في السجون، لكّن العائلة دعمت قرار ابنتها، بعدما تأكدت أنه نابع من القلب، ولا يُمكن الندم عليه، "وليد له بصمة في تاريخ القضية الفلسطينية، ودوري المناسب أن أقف بجانبه وأدعمه".

"النطف المهرية"

وكانت فكرة تهريب النطف من داخل السجون، مطروحة منذ زمن طويل، لكنّ الأسرى لم يتخذوا القرار الفعلي، خوفًا من أبعادها النفسية والاجتماعية.

لكن مع مرور الوقت، بدأت الفكرة تلقى قبولًا واسعًا في صفوف الأسرى، سيما بعد طرح كل الاحتمالات ومناقشتها، بما فيها الحصول على الفتوى الشرعية من الجهات ذوي الاختصاص.

وعمد الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال مؤخرًا إلى تهريب نطف خارج السّجون، ورزق كثير من الأسرى من ذوي الأحكام المرتفعة بأطفال وهم داخل الأسر.

ونجحت أول عملية تهريب نطف من السجون، عام 2012، وكانت للأسير عمار الزبن، وحاولت بعدها إدارة السجون باتخاذ إجراءات قاسية وتشديدات لإحباط نجاح أي محاولات جديدة.

ومن هذه التشديدات، منع الأسرى من إخراج أي أغراض خلال الزيارة، وتقليص الزيارات المفتوحة للأسرى، بالإضافة إلى منع الذين نجحوا بتهريب النطف، من زيارة أطفالهم.

ورغم كل تلك التشديدات، نجح 80 أسيرًا في السجون، من الإنجاب عبر النطف المهربة، وآخرهم كانت زوجة الأسير وليد دقة، وهي الحالة الأولى من أسرى الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 الذين ينجبون بهذه الطريقة.