الساعة 00:00 م
الجمعة 29 مارس 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.62 جنيه إسترليني
5.17 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.95 يورو
3.66 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"أي وصف لن يعبر عمّا عشناه".. شهادة مروّعة على إبادة غزة ترويها نور حميد

إنذارات وتهديدات ساخنة بجولة تصعيد

قبل الانتخابات الإسرائيلية...توتر الحدود هل يتجاوز الحدود؟

حجم الخط
w1240-p16x9-gaza_israeli_soldiers.jpg
غزة-وكالة سند للأنباء

عاد التوتر الميدانيُّ بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي للواجهة مرة أخرى لينذر بتصعيد عسكري، متزامناً مع حرب كلاميةٍ حملت لغة الوعيد والتهديد بشن حرب على قطاع غزة قبل الانتخابات الإسرائيلية المقررة في مارس/آذار المقبل.

لكن إلى أي حد يمكن أن تترجم إسرائيل تهديداتها التي تأتي وسط معركة انتخابية تدور رحاها بين الأحزاب الإسرائيلية؟ وهل من ضامن لضبط إيقاع المعركة لو حصلت بين غزة وإسرائيل؟

غزة وإسرائيل غير معنيتان

ويقول المختص في الشأن الإسرائيلي صالح النعامي، إنَّ غزة وإسرائيل غير معنيتان بالمواجهة العسكرية حالياً مع قرب الانتخابات الإسرائيلية المقررة الشهر المقبل.

ويشير النعامي في مقابلة خاصة مع "وكالة سند للأنباء"، إلى أن إسرائيل لا تفكر بمواجهة مع قطاع غزة قبل الانتخابات خشية أن تتسع المواجهة وبالتالي يصعب تحديد بوصلتها ومداها.

ويرى أنَّ إطلاق البالونات الحارقة صوب مستوطنات الغلاف ليس تهديداً كبيراً يدفع إسرائيل لأن تتخذ قراراً بشن حرب شاملة على قطاع غزة.

وتوازياً مع هذه السياسة، لن تبدِ إسرائيل أي تساهل في ملف التهدئة مع قطاع غزة حتى لا تقدمه المعارضة الإسرائيلية في إطار المعركة الانتخابية المحتدمة على أنها مكافأة لحماس على "الإرهاب"، حسب النعامي.

واستناداً للمعطيات السابقة، لا يتوقع النعامي مواجهةً بين قطاع غزة وإسرائيل إلا في حالة واحدة وهو وقوع حدث مفاجئ أسفر عن وقوع خسائر في الجانب الإسرائيلي؛ الأمر الذي سيقلص هامش المناورة لدى صانع القرار الإسرائيلي ليذهب باتجاه اتخاذ إجراءات قد تفضي إلى مواجهة.

تصعيد محدود مضبوط

بخلاف النعامي يقول المختص في الشأن الإسرائيلي حسن لافي، إن إسرائيل قد تتجه نحو تصعيد مع قطاع غزة في حالتين: الحالة الأولى، إذا شعر رئيس كتلة الليكود بنيامين نتنياهو أن هذا سيخدمه في استطلاعات الرأي في إسرائيل والتي لا تميل لصالحه حتى الآن.

وحسب لافي فإن نتنياهو لا يرغب بمعركة مفتوحة مع غزة؛ وإنما لتصعيد محدود مضبوط ترفع من تأييده في الانتخابات المقبلة.

أما الحالة الثانية، فإن ارتفاع وتيرة المواجهات في الضفة الغربية من الممكن أن يدفع إسرائيل نحو تسخين جبهة قطاع غزة؛ لأن المصلحة الإسرائيلية ترتكز على ألا تكون الجبهة الشمالية هي الأكثر سخونة، ما يقوض من رؤية الضم والمصادرة التي نصت عليها خطة "صفقة القرن".

وينبه لافي في حديث مع مراسل "سند" إلى أن إسرائيل يمكن أن تذهب لمواجهة مع القطاع لاسيما وأن الخطة الأمريكية الإسرائيلية تنص صراحة على "نزع سلاح المقاومة في غزة"، عبر شرعنة أمريكية إسرائيلية.

وبشأن التهديدات الإسرائيلية المتتالية بشن حرب على قطاع غزة، قال لافي، إنه "خطاب موجه للجمهور الداخلي في إسرائيل وفي إطار الدعاية السياسية"، مشيراً إلى أن سياسة إسرائيل بعد الانتخابات ستشهد تغييراً سواءً تجاه إبقاء غزة خارج معادلة الصراع أو محاولة احتواءها.

خطاب التهديد جدي

أستاذ العلوم السياسية في جامعة "قابوس" بسلطنة عُمان هاني البسوس يتفق مع سابقه في أن التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة يلوح في الأفق سيما مع تزايد التوتر على الحدود في ظل إطلاق البالونات الحارقة، وقصف مواقع المقاومة الفلسطينية.

وفقاً للبسوس الذي حاوره مراسلنا، فإن لغة التهديدات العسكرية والسياسية الإسرائيلية تبدو جدية هذه المرة، لكن لا زال التخوف الإسرائيلي يتعمق جراء غياب الإجابة على بعض الأسئلة المتعلقة بعواقب المعركة، ومدى خسائرها المستقبلية.

بمقابل إسرائيل، حركة حماس تبدو مستعدة لخوض غمار المعركة مع الاحتلال، معللاً أن هذا يؤكد إصرارها على السماح بإطلاق مزيد من البالونات الحارقة على مستوطنات غلاف غزة، حسب البسوس.

ويشير إلى أن إسرائيل لا تنوي الدخول في حرب شاملة، لكن هناك ضغوطاتٌ كبيرةٌ عليها حالياً إما بإبرام تهدئة طويلة مع الالتزام بتخفيف الحصار، أو مواجهة عسكرية لتحجيم قدرات حماس.

استغلال الفرص

المختص في شؤون الشرق الأوسط حسن عبدو، يقول إن المقاومة الفلسطينية ستندم أشد الندم إذا لم تعمل على إسقاط نتنياهو قبل الانتخابات الإسرائيلية.

وينصح عبدو المقاومة بالتدخل في اتجاهات الانتخابات الإسرائيلية من خلال الرد على التهديدات بالتهديدات من أجل إبطال فعالية هذه التهديدات الموجهة للجمهور الداخلي في إسرائيل.

وحسب عبدو فإنه يقع مسؤولية على الناطقين باسم الفصائل الفلسطينية أن يفندوا الروايات الإسرائيلية التي تعمل على إبراز ملف غزة ضمن المعركة الانتخابية الحالية.

ويجب أن تسعى المقاومة إلى الرد على التهديدات الإسرائيلية من خلال إطلاق الصواريخ على مستوطنات الغلاف لدحضها، وتبيان حقيقتها أمام الجمهور الإسرائيلي، حسبما ما يقول عبدو.

"ولا يعني ذلك أن الأمور يمكن أن تذهب لمواجهة عسكرية وإنما الفرصة سانحة الآن لتسديد ضربات نوعية تسهم في إسقاط نتنياهو" وفقاً لرؤية عبدو.

ويشير عبدو لـ "وكالة سند"، إلى أن المقاومة يمكن أن تساعد في إسقاط نتنياهو ليس رغبة وحباً بمن سيأتي من بعده، وإنما لأن نتنياهو هو الأمهر ويمتلك خبرات كبيرة جداً خاصة في علاقات إسرائيل الإقليمية والدولية.

ويرى أن نتنياهو هو الذي رسخ النظام العالمي الذي يقوده رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترمب والنظام الإقليمي الذي يقوده العاهل السعودي محمد بن سلمان.

وحسب عبدو، فإن بقاء هذا التحالف ينذر بمخاطر حقيقية على القضية الفلسطينية "وهو أخطر تحالف يواجه الشعب الفلسطيني في تاريخه"، على حد قول المختص.