الساعة 00:00 م
الجمعة 26 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.76 جنيه إسترليني
5.37 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.08 يورو
3.8 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

بعد 20 عاما من قتال القوات الأمريكية

توقيع اتفاق سلام تاريخي بين الولايات المتحدة وطالبان

حجم الخط
580.jpg
الدوحة/ كابُل - وكالات

وقعت الولايات المتحدة وحركة طالبان الأفغانية، اليوم السبت، في الدوحة اتفاق سلام تاريخي، بعد 20 عاما من قتل قواتها منذ سقوط حكمها عاما 2001، بحضور شخصيات من دول عدة، وسط آمال كبيرة بانتهاء أطول حروب واشنطن وبدء إعادة الإعمار في أفغانستان.

الخطوة الأولى

وخلال مراسم التوقيع، قال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن الاتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان هو الخطوة الأولى لإقامة السلام الشامل في أفغانستان.

ودعا الشيخ محمد، المجتمع الدولي لمواجهة تحديات السلام في أفغانستان.

وأضاف أن بلاده كانت مدركة لعدم جدوى أي حل عسكري للأزمة في أفغانستان، ولذلك بذلت جهودها لتقريب وجهات النظر بين مختلف أطراف الأزمة سياسيا، تمهيدا لاتفاق سلام شامل.

cc167e9e-54c7-469e-816f-4582ce7cc92e.jpg
 

سلسلة تفاهمات

بدوره، صرح وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو خلال الحفل، بأن الولايات المتحدة وطالبان واجها عقودا من العمل العدواني وغياب الثقة.

وأكد بومبيو أن حركة طالبان أثبتت أن بإمكانها تحقيق السلام عندما تقرر ذلك.

وتابع أمام ممثلين عن الحركة "التزموا بوعودكم حيال قطع العلاقات مع القاعدة والتنظيمات الإرهابية الأخرى وواصلوا محاربة تنظيم الدولة الإسلامية حتى الانتصار عليه".

واستطرد: "توصلنا لسلسلة من التفاهمات وكلنا ثقة أن الحكومة الأفغانية وطالبان تدركان أهمية الالتزام بها.. هذه لحظة تاريخية ونود أن نتأكد أنه لن تكون هناك هجمات إرهابية مستقبلا انطلاقا من أفغانستان".

وحذر من أنه في حال لم تنفذ طالبان التزاماتها فلن تتردد بلاده في اتخاذ ما يلزم من قرارات.

وأوضح أن الولايات المتحدة ستحدد مستوى انسحابها من أفغانستان بناء على تنفيذ طالبان التزاماتها في الاتفاق الموقع اليوم.

وقدم بومبيو الشكر للدول المجاورة لأفغانستان، وعلى وجه الخصوص باكستان، لما بذلته (تلك الدول) من جهود حتى تنعم أفغانستان بالسلام. كما ثمّن "دور قطر في دعم هذا الاتفاق التاريخي".

واعتبر أن بلاده ساهمت في تحسين حياة الشعب الأفغاني وهو أمر تفتخر به، "نحن لدينا احترام للشعب الأفغاني ونعرف أنه جاهز لتقرير مصيره".

cc167e9e-54c7-469e-816f-4582ce7cc92e (1).jpg
 

إنجاز تاريخي

أما الملا عبد الغني برادر؛ نائب الشؤون السياسية لحركة طالبان فقال في كلمته، "أهنئ الجميع بهذا الإنجاز ونحن ملتزمون بتنفيذ الاتفاق".

وبيّن أن الشعب الأفغاني يعاني منذ 4 عقود ويأمل في حياة جديدة يسودها الرخاء.

وأضاف برادر أن طالبان تدخل مرحلة العمل السياسي وتفتح صفحة جديدة مع المجتمع الدولي وتتعهد بتنفيذ كافة بنود الاتفاقية، "ما يحدث اليوم هو إنجاز تاريخي".

cc167e9e-54c7-469e-816f-4582ce7cc92e (2).jpg
 

بناء الثقة

وبعد التوقيع، قال وزير الخارجية القطري: "نحن أمام مفترق طرق ولابد من البدء في إجراءات بناء الثقة بين طالبان والحكومة".

ولفت النظر إلى وجود أطراف تحاول التأثير على بعض القوى لعرقلة الاتفاق في إطار المناكفة السياسية.

وأضاف أنه لم يحدد مكان للحوار الأفغاني، وأن بلاده مستعدة لاستضافته بالتعاون مع الأطراف الدولية.

وقال: "نتمنى أن تكون دول الجوار مشاركة لنا في هذا الحدث التاريخي اليوم"، كما أعرب عن تمنيه أن يكون هناك حل للأزمة الخليجية، موضحا أنه "لم يكن هناك أي نجاح لجهود الحل".

أهم البنود

وأصدرت حكومتا الولايات المتحدة وأفغانستان بيانا مشتركا اليوم أفاد بأن "التحالف سيكمل سحب باقي القوات من أفغانستان خلال 14 شهرا بعد نشر هذا الإعلان المشترك والاتفاق بين الولايات المتحدة

واشترطت واشنطن وكابل أن تفي طالبان بالتزاماتها بموجب الاتفاق.

ووفقا للاتفاق، ستقوم الولايات المتحدة مبدئيا بخفض قواتها من 5 قواعد في أفغانستان إلى 8600 جندي، خلال 135 يوما من الاتفاق، ثم سحب جميع القوات الأجنبية خلال 14 شهرا.

وتزامنا مع عملية انسحاب القوات، من المفترض أن تبدأ مفاوضات سلام مباشرة غير مسبوقة بين حركة طالبان وسلطات كابول.

وسيتم، وفق الاتفاق، إطلاق سراح "نحو 5 آلاف سجين (من طالبان)، وحوالي 1000 سجين من الطرف الآخر (القوات الأفغانية) بحلول 10 مارس/ آذار المقبل.

كما ستعمل الولايات المتحدة على رفع كل العقوبات المفروضة على حركة طالبان بحلول 27 أغسطس/ آب المقبل.

بالمقابل، تلتزم حركة طالبان بقطع علاقاتها مع كل الحركات التي تصنفها الولايات المتحدة تنظيمات إرهابية، وعدم استخدام طالبان الأراضي الأفغانية لاستهداف الآخرين.

استقرار لأفغانستان

من جهة أخرى، قال عضو لجنة المفاوضات في طالبان أمير خان متقي، "نشعر ببالغ السرور لأننا أنجزنا هذا الاتفاق التاريخي، إذ سيسمح بانسحاب جميع القوات الأميركية وسيجلب السلام والاستقرار لأفغانستان والجميع أقر به".

وأضاف أن طالبان قدمت ضمانات بعدم استخدام الأراضي الأفغانية ضد الآخرين. مؤكدا أن الحركة منفتحة على جميع أطياف المجتمع الأفغاني، وأنها لم تقرر بعد أين ستتفاوض مع الحكومة.

وشارك في حفل التوقيع مسؤولون عن 18 دولة أبرزهم بومبيو، ووزيرا خارجية باكستان شاه محمود قريشي، وتركيا مولود جاويش أوغلو، إضافة إلى مشاركة 4 منظمات دولية.

ولم تكن حكومة كابل ممثّلة في حفل التوقيع بالدوحة، لكنها أرسلت فريقا مؤلّفا من 6 أشخاص لفتح قناة اتصال مع المكتب السياسي لحركة طالبان الذي تأسّس في الدوحة عام 2013.

كابل

وقبيل بدء حفل التوقيع في الدوحة، عقد الرئيس الأفغاني أشرف غني في كابل مؤتمرا صحفيا مشتركا مع وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر والأمين العام لحلف النيتو ينس ستولتنبرغ.

وقال الرئيس الأفغاني "نرحب بالمفاوضات بين واشنطن وطالبان وهناك نقاط سنعمل عليها عبر مفاوضات مباشرة مع طالبان".

وأضاف أن الوصول للسلام تطلب تضحيات من الأطراف المعنية والتوافق بينها على ضرورة وقف الحرب، مؤكدًا أن السلام جزء من خطة حكومته وهدف للمجتمع من أجل إعادة بناء البلاد.

وحذر وزير الدفاع الأميركي أنه "في حال عدم احترام طالبان التزاماتها فسوف تخسر فرصتها للجلوس مع مواطنيها الأفغان ومناقشة مستقبل بلادها. كما أن الولايات المتحدة لن تتردد في إلغاء الاتفاق".

واشنطن

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه إذا التزمت حركة طالبان والحكومة الأفغانية بالاتفاق، فإن ذلك سيكون طريقا لإنهاء الحرب وإعادة القوات الأميركية إلى الولايات المتحدة.

وأضاف ترمب، في بيان للبيت الأبيض، أن الاتفاق مع طالبان ثمرة جهود شاقة بذلها من قاتلوا بشدة في أفغانستان لصالح الولايات المتحدة.

وأشار إلى أن الاتفاق خطوة مهمة لإحلال سلام دائم في أفغانستان جديدة، خالية من تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية، وأي جماعة إرهابية تسعى لإلحاق الأذى بالولايات المتحدة، وفق تعبيره.

كما جاء في البيان "نعمل على إنهاء أطول حروب أميركا وإعادة قواتنا إلى الوطن... مسار سحب القوات الأميركية من أفغانستان مرهون بمدى امتثال طالبان للالتزامات التي تعهدت بها".

وأضاف أنه سيتم خفض عدد القوات بأفغانستان مع الإبقاء على قوات مكافحة الإرهاب "لتفكيك المجموعات الإرهابية، جنودنا قاموا بعمل مهم في اقتلاع الإرهاب وجلب السلام لكن الوقت حان لإعادتهم إلى ديارهم".

واستطرد: "سنضمن عدم استخدام الأراضي الأفغانية مرة جديدة لتهديد حياة الأميركيين".