الساعة 00:00 م
الجمعة 03 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

بإنتاجها "دقيقًا خاصًا" .. "عابد" وهبت المرضى أماناً مضاعفاً

حجم الخط
637ea802-a463-4feb-8697-e327000d4c49.jpg
غزة - وكالة سند للأنباء

شغوفة للخير، طموحة لأن تهب الحياة بصمة واضحة لها، ارتأت اختيار درب السبيل فيه مرهماً للآخرين، وأملاً لإسعاد الكثيرين.

بدأت قصة الشابة زينب عابد (٢٣ عاماً) خلال المرحلة الجامعة حينما بدأت في البحث عن فكرةٍ لمشروعها تخرجها من قسم التكنولوجيا والتصنيع الغذائي في كلية مجتمع تدريب غزة التابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين " أونروا".

بعد جهد وتفكير قررت أن تبحث عابد عن حل للمرضى الذين يعانون من حساسية القمح، فانطلقت بتجاربها مرة بعد أخرى، لصناعة دقيق خالٍ من الجلوتين.

f0ba7d7e-71c9-48e1-adae-9927a2bf3be5.jpg

محاولات عديدة

محاولات عديدة نفذتها حتى استطاعت الوصول إلى منتجها في مرحلته النهائية، كي تتمكن من تقديمه بشكل ولون وملمس مناسب، بالإضافة إلى تصنيعه وفق القيمة الغذائية والطعم المقبولين.

تبنت حاضنة "يوكاس التكنولوجية UCASTI" هذا المشروع وستقوم على تطوير هذا المنتج من خلال توفير الآلات المطلوبة والغلاف والمكان والتسويق والتشبيك مع المؤسسات الأخرى.

وتحاول عابد من خلال صناعتها لهذا الدقيق أن تمنح المرضى مساحة من الأمان النفسي وتلبية رغباتهم من خلال توسيع مساحة اختيارهم للعديد من الأطعمة المختلفة.

ويُعدّ مرض حساسية القمح مرضاً وراثياً، ويُعرف هذا المرض بالداء البطنيّ، أو "السّيلياك" أو كما هو معروف بين عامة الناس مرض حساسية القمح.

وقد عُرف هذا المرض بهذا الاسم لأنّ المصابين به يُعانون من عدم القدرة على تحمّل الجلوتين الذي يُعتبر أحد أنواع البروتينات الموجودة في القمح والشعير وغيرها من المواد.

وفي حال تناول المصاب بداء حساسية القمح، للدقيق العادي فإنه يتسبب بمعاناته من أعراض ومشاكل صحية عديدة، وذلك لأنّ الخملات المعوية لدى هؤلاء المصابين تكون مصابة بالالتهاب والضمور.

تميزٌ عن المستورد

ويعتمد المصابون بهذا المرض على القمح الإسرائيلي، والذي يتسم بارتفاع ثمنه الذي لا يستطيع شراءه جميع المرضى، عدا عن انقطاعه في حالات إغلاق المعابر وصعوبة الوصول إليه، لعدم توفره في جميع مدن القطاع.

حاولت عابد أن تتخطى تلك العقبات من خلال اعتمادها على مواد متوفرة بكثرة في قطاع غزة من الحبوب والبقوليات، كالعدس والذرة والأرز.

وعن مراحل إنتاج الدقيق الخاص بالمرضى تخلط عابد تلك الحبوب والبقوليات بكميات ونسب معينة عبر مطحنة خاصة بهذا المنتج، وصولاً لقوام محدد.

في المرحلة الأولى، تم توزيع كمية من الدقيق، بعد خضوعه لفحص من قبل وزارة الاقتصاد الوطني ومختبر الجامعة الإسلامية، من أجل التأكد من سلامة المنتج، وتم أخذ الموافقة عليه لخلوه من أي ضرر.

نتيجة مميزة

ويعاني المصابون بهذا المرض من نقص في النمو، إلا أن أحد المرضى طفلة تبلغ من العمر (١٤ عاماً)، قامت باستخدامه ليزيد وزنها خلال شهر واحد ٤ كيلو غرام، الأمر الذي شجع الكثيرون لشرائه واستخدامه في الأطعمة.

وحول كيفية استخدامه توضح عابد لـ "وكالة سند للأنباء" أنه مثل الدقيق العادي، يمكن صناعة العديد من الأطعمة فيه، كالحلويات والبيتزا والبسكويت وغيره، ما ساهم في تقديم الكثير من الخيارات للمرضى.

تغلبت "عابد" بمنتجها على المنتج الإسرائيلي، من خلال توفيره في أماكن أكثر، وبسعر أقل، وبنسبة أمان لمن يشتريه لاعتمادها على مواد محلية متوفرة في الأسواق، دون الخشية من إغلاق المعابر أو عدم تواجده أو ارتفاع سعره.

وتضيف: "الدقيق الإسرائيلي يفتقد للرائحة المطلوبة، وبعد وقت قصير يصبح كالبلاستيك، لكن الدقيق المحلي يبقى لسبعة أيام محتفظاً بقوامه وبشكله وبرائحته".

ويستهلك الشخص المريض البالغ نحو 20 كيلو شهرياً من الدقيق، بينما يستهلك الطفل المريض نحو 10 كيلو شهرياً.

وتطمح عابد أن يتسع هذا المشروع ليتم تقديم منتجات خالية من الجلوتين للمرضى، وتطويره في تقديم الكمية المطلوبة للجميع، وهو الأول من نوعه في قطاع غزة.

cb72305b-feea-4950-8649-05b2f551554d.jpg
9f2872ab-faa2-4058-827f-66d6be70437f.jpg