الساعة 00:00 م
الجمعة 26 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.76 جنيه إسترليني
5.37 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.08 يورو
3.8 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

عالقة في نابلس

"كورونا" يترك الطفلة الغزية منال وحدها بانتظار الفرج

حجم الخط
نابلس – وكالة سند للأنباء

ودعاها والديها بلهفة المحبّ الذي يكتوي قلبه ألماً لفراق فلذة كبدهم، أنيستهم في الحياة، وفاكهة البيت التي تبعث السعادة في كل مكان تكون فيه، على أملٍ بأن تعود طفلتهم الصغيرة منال، حاملةً بشرى الشفاء، ومحققة أمنيتها في العلاج والعودة لحياتها الطبيعية.

خرجت الصغيرة منال من قطاع غزة عبر معبر بيت حانون "إيرز"، دون يد أبيها ولا حضن أمها التي تختبأ فيه حين الوجع، فيذوب كل ألم، ويهدأ القلب ويشفى الجرح.

مبتورةً من الأمان الذي هو أبسط حقٍ يمنحه القانون الدولي لطفلة مريضة تُسافر دون والديها، من أجل أن تكمل رحلة علاجها خارج مدينها التي عهدتها.

منذ شهرين وابنة الستة أعوام منال أبو رجيلة، تتلقى العلاج في مستشفى النجاح التعليمي، التابع لجامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة، إلا أنّه بعد انتشار فيروس كورونا تعيش الطفلة في ظروف صحية ونفسية صعبة للغاية.

خضعت أبو رجيلة لعلاج كيماوي في المستشفى، حسب خالتها إيمان أبو جياد، والتي ترافقها في رحلتها العلاجية، بسبب منع سلطات الاحتلال الإسرائيلية والدي منال من مرافقتها بحجة دواعي أمنية.

وضعٌ صعبٌ للغاية

وتعاني الصغيرة من مرض السرطان في الكبد، وتحتاج لعملية زراعة نخاع، والتي من المفترض إجراءاها قبل أيام في المستشفى الحسيني بالمملكة الأردنية الهاشمية، إلا أن إغلاق المعابر بين الضفة الغربية والأردن بسبب كورونا، حال دون سفرها لإتمام العملية.

وتقول خالة الطفلة أبو جياد لـ "وكالة سند للأنباء": "في كل يمضي تسوء وضع منال الصحي والنفسي، ونعيش في ظروفٍ صعبة للغاية ومعقدة، ولا نملك أملاً سوى بالله وحده".

وتضيف:" كان من المقرر أن نسافر إلى الأردن قبل عدة أيام، وقد تأخرنا بسبب إجراءات التنسيق، ولا نعلم الآن ماذا نفعل، وما هو مصيرنا؟".

وبقلبٍ يملأه الحسرة والخشية من أن يسوء وضع منال أكثر، تناشد خالتها جميع القيادة الفلسطينية والملك عبد الله الثاني بالتنسيق والسماح لها بالسفر بشكل عاجل واستثنائي من أجل إكمال رحلتها العلاجية.

وتوضح أن حالة الطوارئ ومنع التجوال والإرباك الذي حدث بالعالم، أثر سلبا على كل شيء، وبات يهدد حياة المرضى.

وتسكن إيمان في سكن خاص بمرضى المستشفى في نابلس، تقول "تقطعت بنا السبل، عشت عند بعض الأقارب في نابلس، وبعد انتشار المرض آثرت العيش هنا في سكن المرضى، حتى لا أعرض حياتهم للخطر جراء انتشار الفيروس".

وتضيف: " نعيش بين نار البعد عن غزة، ونار المرض الذي يأكل جسد الصغيرة، ونار فيروس كورونا، حيث نضطر للخروج للمستشفى والعودة للسكن، وتلقي بعض المساعدات من الأهالي".

وتشير إيمان إلى أن والد الطفلة يجري اتصالات مع الجهات ذات الاختصاص الفلسطينية، ولكن حتى الساعة لا يوجد هناك أمر جديد".

وتختم حديثها لـ "وكالة سند للأنباء": "إن أي معاناة نعيشها الآن، سببها الرئيسي الاحتلال وإجراءاته العنصرية وغير القانونية".

إجراءات حكومية

 وعادة ما تحول وزارة الصحة الفلسطينية مرضى قطاع غزة لتلقي العلاج في مستشفيات الضفة الغربية المحتلة، والقدس.

وتنقل ذوي الحالات الصعبة والتي لا يتوفر لها علاج في تلك المستشفيات، كزراعة النخاع إلى مستشفيات الأردن ومصر، بعد أن أوقفت تحويل المرضى للمستشفيات الإسرائيلية، بعد قرار إسرائيل خصم جزء من أموال المقاصة الفلسطينية (الضرائب) بدعوى أنها تدفع لعائلات الشهداء والأسرى والجرحى.

وأغلقت الحدود بين الضفة الغربية والأردن ضمن محاربة ومحاصرة تفشي فيروس كورونا المستجد.

ومطلع الشهر الجاري أعلنت الحكومة الفلسطينية حالة الطوارئ بعد تسجيل إصابة عدد من الفلسطينيين في مدينة بيت لحم، إثر مخالطتهم سياحا يونانيين تبين إصابتهم بفيروس كورنا بعد عودتهم لبلادهم.

وأعلنت الحكومة الفلسطينية عدداً من الاجراءات لمحاصرة تفشي الفيروس منها منع الحركة، وفصل محافظات الضفة الغربية المحتلة عن بعضها البعض.

وسجلت فلسطين حتى صباح اليوم الثلاثاء 117 إصابة بفيروس كورونا، بينها 10 في قطاع غزة.

وقال الناطق باسم الحكومة الفلسطينية إبراهيم ملحم في تصريحات صحفية إن بلاده تمر بمرحلة حاسمة، وإن الوباء بدأ يلامس مرحلة الخطر.

وتعاني الحكومة الفلسطينية من نقص في شرائح الفحص، وأجهزة التنفس.

وفي ظل كل تلك الإجراءات تبقى الطفلة الصغيرة عالقة في أملها، علّ فرجاً قريباً يباغت يومها، ويهبها شفاءً من بعد ألمٍ مرير عاشته.