الأطفال أيضًا يتعرضون للمعاناة من النسيان، بدءًا من سرعة نسيان دروسهم بعد الاستذكار، أو نسيان الأوامر التي يتلقونها والطلبات التي يرغبون فيها، وحتى نسيان الأشياء المادية المهمة المتعلقة بهم كأماكن ملابسهم ومواعيد دروسهم وربما رقم هاتف المنزل أو الصديق المفضل.
وتظل مشكلة سرعة النسيان عند الأطفال تؤرق الأباء والأمهات والأطفال أنفسهم، فما سببها يا ترى؟ وما علاج النسيان عند الأطفال؟
سرعة النسيان عند الأطفال
في البداية علينا أن نعرف أسباب سرعة النسيان عند الأطفال حتى نتمكن من إيجاد حل وعلاج لهذه المشكلة التي تؤثر في الطفل نفسيًا بشكل كبير.
-التشتت وضعف التركيز: آفة هذا العصر إصابة الأطفال بتشتت الانتباه وضعف التركيز نتيجة تعرضهم للشاشات بكثرة، ولأوقات طويلة متصلة مثل الموبايل وشاشات التلفاز واللاب توب، وما تحويها من برامج وألعاب تضعف التركيز وتسبب التوتر العصبي وضعف الانتباه ومن ثم تؤثر في قوة ذاكرة الطفل وتسبب سرعة النسيان عند الأطفال.
- سوء التغذية: إهمال تناول الوجبات الصحية الغنية بالحديد والأوميجا 3 والماغنسيوم والبوتاسيوم والكالسيوم، يؤثر بشدة في قوة ذاكرة الطفل، فنظام الطفل الغذائي ينعكس على أدائه الذهني.
راقبي ما يتناوله طفلك وستعرفين سبب سرعة النسيان عند الأطفال، إذا كان لا يتناول الخضراوات والفواكه والبروتين ويشرب الماء بشكل كاف دوريًا.
ويستبدل بكل ذلك وجبات المطاعم السريعة والسكريات والمواد المصنعة فبالتأكيد سيؤثر ذلك في ذاكرته بالسلب.
-السمنة: إذا كان طفلك يعاني من السمنة ومشكلاتها المصاحبة من خمول وكسل وضعف في التركيز وعدم القدرة على الانتباه والتحصيل أو ما يصاحبها من متاعب جسدية فتأكدي أنها سبب أيضًا في ضعف ذاكرة طفلك ومعاناته من سرعة النسيان.
-الإجهاد: من الأسباب المهمة التي ربما لا يلتفت لها الأبوان لدى الأطفال هي الإجهاد، إذا كان طفلك يعاني من الإجهاد فبالتأكيد سيعاني من سرعة النسيان.
وسبب الإجهاد ربما يكون الضغط الجسدي والعصبي بإلحاق الطفل بعدة رياضات مختلفة في الوقت نفسه مع مهام الاستذكار والدراسة والتحصيل وصولًا إلى التفوق مع المهام العائلية الملقاة عليه، كل ذلك ربما يعرض طفلك للإجهاد البدني والذهني بالتأكيد.
-القلق: الشعور بالقلق والخوف والتوتر والرهاب يؤدي إلى سرعة النسيان عند الأطفال.
-الأمراض العضوية: عندما يمرض الأطفال يصابون بضعف الانتباه، ليس من الضروري أن تكون أمراضًا مزمنة ولكن دور إنفلونزا أو نزلة برد أو آلام المعدة يمكن أن تجعل طفلك يصاب بسرعة النسيان خلال فترة مرضه.
علاج النسيان عند الأطفال
والآن بعد أن تعرفنا إلى أسباب سرعة النسيان عند الأطفال، هذه بعض النصائح للعلاج.
-ممارسة الرياضة البدنية المناسبة لطفلك تساعد على زيادة التركيز وتحسين مهارات الدماغ والتفكير، بشرط ألا تلحقي طفلك بعدة رياضات مختلفة في الوقت نفه مما يسبب له الإجهاد الذهني والبدني.
-تقنين فترات التعرض للشاشات المختلفة للحد من تشتت الانتباه والتوتر والقلق العصبي، وإحلال ألعاب تنمية المهارات والذكار والتركيز مكانها. حصول الطفل على ساعات نوم كافية مساءً والنوم بعيدًا عن الأجهزة الإليكترونية.
-تناول وجبات طعام صحية وغنية بالمعادن والأوميجا 3 والماغنسيوم والفسفور، بالإضافة إلى تنظيم مواعيد الوجبات بعيدًا عن توقيت الاستذكار حتى لا يصاب الطفل بالخمول أو التقل.
-لا تعطي طفلك أوامر متعددة أو طلبات للقيام بها في الوقت نفسه: بل اطلبي منه الطلبات متتابعة في جمل بسيطة وواضحة وكذلك عند تقسيم مواد الاستذكار ومواعيد التحصيل.
- الحد من مسببات الإجهاد الذهني للطفل وكذلك التشتت، وعلاج الأمراض العضوية والحرص على إجراء الفحوصات الدورية للطفل للاطمئنان على صحته وسلامته.
تمارين تقوية الذاكرة
والآن إليكِ بعض الأفكار لتمارين تقوية الذاكرة لدى الأطفال للحد من سرعة نسيانهم:
-تمارين الأحجيات: كل التمارين التي تحتاج إلى تركيز في القيام بها مثل تمارين ألعاب الأحجيات "البازل" وألعاب الترتيب التصاعدي والتنازلي أو حسب درجات الألوان وما شابه من تمارين ذهنية تساعد على تنشيط الذاكرة.
-من أفضل ألعاب تمارين تنشيط الذاكرة لعبة الكروت المتشابهة المقلوبة: وهي مجموعة من الكروت المزدوجة لمجموعة من الصور تُقلب لتخفي الصورة بعد ما ينظر الطفل إلى مكانها ثم عليه تذكر أماكن الصور المتشابهة.
-القراء بصوت عالٍ والمحاكاة من أفضل طرق تمارين تقوية الذاكرة.
-اجعلي طفلك يشرح لكِ الدرس الذي ينساه سريعًا، فعادة ما ينجح هذا الأمر في تثبيت المعلومة لديه.
-اعتمدي على تنشيط حواس طفلك الخمس للتذكر، ساعديه على ربط الأشياء من حوله بصريًا ليتذكرها، بالصور مثلًا أو الرائحة أو الملمس.
-ألعاب الليجو التي بها خطوات يجب على الطفل اتباعها من أفضل تمارين تقوية الذاكرة لدى الأطفال.
