الساعة 00:00 م
السبت 20 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.31 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.01 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

بالفيديو والصور كعك العيد.. بهجة الأعياد وإرث العائلات

حجم الخط
98347071_1332269650303055_938630266061062144_n.jpg
غزة – وكالة سند للأنباء:

رائحة زكية تفوح في أرجاء المكان، نارٌ الفرن تشتعل، والكعك يكتسي لوناً ذهبياً، أجواءٌ جميلة تملأ المكان، ومشاعر السعادة تُبهج القلوب، يتسابق الأطفال من حول الأمهات والفتيات، أحاديثٌ كثيرة تُسرد على الألسنة، تسرق معها طول الساعات، وتُذهب معها عناء العمل.

مع اقتراب عيد الفطر السعيد، يُقبلن ربّات البيوت على صنع الكعك والمعمول، يُشمرن عن ساعديهم، وكل واحدةٍ منهن يملأها الإيمان واليقين بأنها تملك الوصفة الذهبية لصناعة الكعك اللذيذ.

98205239_181162009811781_5953170868094894080_n.jpg

تراث أصيل

ويعدّ الكعك أحد حلويات العيد، ويعتبر من الحلويات العربية والشرقية الأصيلة، واشتهر كعك العيد الفلسطيني في بلاد الشام والشرق الأوسط، حيث يتميز بطعمه الشهي، وعادةً ما يكون الكعك الفلسطيني على شكل أساور أو حلقات.

 كما أن تحضير الكعك هو من أجمل وأهم طقوس العيد التي ما زالت فئة كبيرة من الأهالي متمسكة به، ويتم البدء بتحضيره قبل بضعة أيام من العيد، وتختلف بعض الشعوب في طرق تحضير الكعك باختلافات بسيطة مثل المكونات ونوع الحشوة وطريقة تزيينها.

ورغم اختلاف طرق صناعته وأشكاله، سواء في المنزل أو في المحال التجارية، إلا أنه لازال يمثل تراثًا أصيلاً محافظاَ عليه، ولا يمكن الاستغناء عنه فترة الأعياد.

جزء من الطقوس

عايشت مراسلة سند إحدى العائلات الغزية، لتعيش أجواء صناعة الكعك والمعمول بينهم، والذي تشتهر به الأهالي في فلسطين.

وسط أحاديثٍ وضحكات، جلسنا نتسامر مع إحدى النسوة اللواتي يصنعن الكعك، وفي سؤالنا عن الذي يميز الكعك الذي تصنعه عن غيرها من النساء؟ تجيب الخمسينية أم محمد عبد العال بكل ثقة: " الكعك الذي أصنعة متماسك وهش بذات الوقت، الكثير من النساء تصنعنه، لكن يكون متماسك جداً أقرب للمتيبس وغير هش".

ما السر إذن؟ تجيب أنه يكمن في كمية ماء الينسون الذي يضاف لعجينة الكعك والمعمول، إن قل أصبحت العجينة طرية وهشة، وإن كثرت زادت العجينة تماسكاً وتيبساً.

36 عاماً خبرة أم محمد، تلك التي حصلت عليها من والدة زوجها التي أخذتها عن سيدة بدوية أصيلة، كانت تعيش متنقلة ما بين مدينتي غزة وبئر السبع.

ومنذ تلك اللحظة التي أتقنت فيها أم محمد صنع الكعك والمعمول، استمرت في صناعته قبل كل عيد، حيث أنه بات جزءاً مهماً لا يغيب عن عائلتها في طقوس العيد، ونقلت تجربتها لبناتها والنساء من حولها.

اجتماع نسوي

ويتميز الوقت الذي يُصنع فيه الكعك بأجواءٍ جميلة جداً، تُضيف البهجة على جميع أهالي البيت سواء الكبار أو الصغار، حيث ينتظر الكبار على أحر من الجمر نضج الكعك ليتناولوه ساخناً، بينما يُخصص جزء صغير من العجينة في آخرها لتعطي للأطفال من أجل صناعة "عرائس" من الكعك.

وحول أجواء صناعة الكعك توضح أم محمد أنه يتم الاتفاق على يوم محدد، تتفرغ النساء والفتيات في العائلة من أعمالهن ويجتمعن في بيت إحداهن، حيث يعمل الجميع كخلية نحل، وسط ضحكات وقصص وأغانٍ شعبية مختلفة.

وتنقسم النساء فيه لمجموعات، إحداهن تفرد العجينة، وأخرى تكور الحشوة من العجوة، والبعض يفردن العجينة، وفريق يقوم بخبز الكعك والمعمول، وبعد الانتهاء من صناعته تأخذ كل عائلة الكمية التي قررت صناعتها.

تلك الأجواء لم تكن حاضرة كما هي في كل عام، بعد انتشار فيروس كورونا هذا العام، والذي قلل من اجتماع العائلات، لتضطر أغلب العائلات صناعته بعيداً عن التجمعات الكبيرة المعتادة، ويقتصر فقط على أفراد العائلة الواحدة.

سر المهنة

ورغم أنّه تم إيجاد الكثير من الخيارات كالفواكه والمكسرات والحلويات خلال العيد، إلا أنه يبقى لوجود الكعك والمعمول على سفرة الضيافة شيء مميز، لا يمكن الاستغناء عنه مطلقاً، رغم أنّه يحتاج للكثير من الوقت والجهد والأيدي العاملة، كما تضيف أم محمد.

وتسرد أم محمد لـ "وكالة سند للأنباء"، المكونات الأساسية التي تدخل في صناعة الكعك، وهي الطحين، والسميد، والزيت النباتي مع السمنة، وبهار الكعك والمحلب والـ"بوطش" الذي يمنح الهشاشة للكعك، والحليب والسكر والفانيلا أو ماء الورد والسمسم، وماء الينسون.

ولا تفضل عبد العال شراء الكعك الجاهز مطلقاً، حيث تبين أن لطعم الكعك المنزلي نكهة خاصة وفريدة، لا توجد في الكعك الجاهز، عدا عن صناعته بالطريقة التي يرغبها كُل شخص على حدا، بالإضافة إلى الأجواء السعيدة التي يُدخلها على قلوب الجميع وخاصة الأطفال.

وعن المكون الذي يختلف في الكعك عن المعمول تبين أنه حين يتم صناعة الكعك يكون الجزء الغالب فيه الطحين، بينما حين يتم صناعة المعمول يكون المكون الغالب فيه السميد، ويمكن وضع حشوة من الجوز والفستق الحلبي أو التمر بداخله ويوضع في قوالب متعددة ومزخرفة، بينما الكعك يوضع بداخله حشوة من التمر، ويصنع على شكل دائرة.

ولأن صناعته تأخذ وقتاً طويلا، جهزت عبد العال وعائلتها كعك العيد قبل حلول العيد بأيام، كي يتسنى لهم استغلال الليالي المتبقية في رمضان بأداء الطاعات والعبادات، وكذلك استقبال العيد براحة أكثر.

وبالرغم من أن معظم العائلات الفلسطينية اعتادت على صناعة الكعك منذ سنوات طويلة، إلا أن هناك عائلات تلجأ لشرائه من المحال التجارية جاهزا أو من خلال بعض المشاريع النسائية التي تقوم بصناعته، حيث يزداد الطلب عليه في هذه الأوقات تحديداً، لتقديمه كضيافة للناس أو تقديمه كهدية خلال الزيارات.

أصل صناعته

وعن أصل صناعة كعك العيد، فتعود هذه العادة إلى العهد المصري القديم، حيث كان يُعَد الكعك على أشكال دائرية وتُقَدَّم في الأعياد أو عند زيارة الموتى والقبور، وهي من مظاهر الفرح والاحتفال عند المصريين.

ويُرجع البعض أصل الكعك إلى الفاطميين الذين كانوا يهتموا بإدخال مظاهر البهجة المختلفة على المسلمين في مناسباتهم الدينية سواء رمضان أو الأعياد أو ذكرى المولد النبوي الشريف.

ولا تختلف صناعة الكعك اليوم في مصر عن الماضي مما يؤكد أن صناعته اليوم هي امتداد للتقاليد الموروثة، فقد وردت صور كثيرة عن صناعة كعك العيد في مقابر المقابر.

4757868b-c24d-4caa-bba1-d52c26bbd67f.jpg
cea712b1-a4f6-4ddc-8be4-4f4035145032.jpg
 

100485153_292378558461418_5157356927574867968_n.jpg

99425618_281250999932987_1963466736275554304_n.jpg
98347071_1332269650303055_938630266061062144_n.jpg
98164687_622968924960915_1320945667517972480_n.jpg