تقف الشابة العشرينية فاطمة الزطمة أمام محلها الصغير في مخيم يبنا وسط مدينة رفح، وفي أحد أكثر المناطق حيوية في المدينة، فتعد بمكونات بسيطة وطازجة، لفائف المثلجات أمام أعين الزبائن.
هذا المشهد جذب العديد من المواطنين، فاجتمعوا حول فاطمة لمشاهدة صناعة المثلجات على جهاز سريع للتبريد، أمام أعينهم.
واختارت الزطمة أن تطلق على مشروعها الصغير اسم "Its me "، (هذا أنا) لتجسد من خلاله شخصيتها الريادية، المحبة للعمل والتطوير.
وتضع فاطمة أمامها أنواع مختلفة من الفواكه انتقتها بعناية من السوق لإعداد المثلجات بناء على رغبة الزبائن، فهي تراعي رغبات الزبون المتعددة، فمنهم من يطلبها بالفواكه، إلى جانب أن آخرين يرغبونها بالشوكولاتة وغيرها من النكهات.
تقول الزطمة إنها تفاجأت من حجم الإقبال على شراء المثلجات، بالرغم من أنها لم تبدأ سوى منذ أيام قليلة، ما يعطيها حافزا قويا للمضي بمشروعها وتطويره في الأيام المقبلة.
الزطمة طالبة جامعية تدرس تخصص ريادة الأعمال، أرادت من خلال مشروعها تطبيق ما تعلمته في الجامعة على أرض الواقع، لتحسين ظروف عائلتها، وتأمين مصاريف جامعتها.
رفضت الزطمة أن يدرج اسمها في سجلات البطالة، وأن تقف مكتوفة الأيدي إزاء أوضاع يعيشها آلاف الشباب الفلسطيني العاطلين عن العمل في قطاع غزة، فقررت وبأقل التكاليف أن تنشأ مشروعها الخاص، ليشكل مصدر دخل ولو بسيط لها.
وتشير إلى أنها تلقت دعما كبيرا من والدها وأسرتها وتشجيعا جعلها تندفع بشكل أكبر لتقديم مشروعها لإحدى المؤسسات لدعمه وتمويله.
وتبين أن رواج مشروعها وإقبال الزبائن الملحوظ كان لأنها تعتبر أول فتاة تفتتح مشروع من هذا النوع في مدينة رفح، إلى جانب أنها تعد المثلجات بطريقة تعتبر مسلية للزبائن، وتراعي كافة الرغبات.
ووفقا لجهاز الإحصاء المركزي فقد بلغ عدد العاطلين عن العمل بعمر 15 سنة فأكثر 334,100 شخص في الربع الثالث 2019، بواقع 217,100 شخص في قطاع غزة و117,000 شخص في الضفة الغربية.
وبين الإحصاء أنه ما يزال التفاوت كبيراً في معدل البطالة بين الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث بلغ المعدل 45٪ في قطاع غزة مقارنة بـ 13٪ في الضفة الغربية.
أما على مستوى الجنس فقد بلغ معدل البطالة للإناث 42% مقابل 20٪ للذكور في فلسطين.