الساعة 00:00 م
الجمعة 19 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.72 جنيه إسترليني
5.35 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.79 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

مكتبة المعمداني من رُكن ثقافي إلى مقر إيواء للجرحى والمرضى!

كورونا بالخليل يتزايد وخشية من فقدان السيطرة

حجم الخط
يوسف الفقيه - وكالة سند للأنباء:

مع تفاقم انتشار وباء كورونا في محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية، وتسارع عدد الإصابات اليومية تزداد المخاوف حول قدرة القطاع الصحي الفلسطيني في المحافظة على مواجهة الوباء، في ظل ما تُعانيه من نقص في الكوادر والتجهيزات.

وسجّلت الخليل الإصابات الأعلى بـ "كورونا" من بين المحافظات مع دخول الموجة الثانية من الفيروس، حيث وصل عدد المُصابين فيها إلى ثلاثة آلاف و283 مُصابًا، وكذلك 14 حالة وفاة بعد تسجيل حالة صباح اليوم لسبعيني من مخيم الفوار.

ويصف مسؤول الطب الوقائي في وزارة الصحة علي عبد ربه، الوضع الوبائي في محافظة الخليل بالسيء والخطير، نتيجة تسجيل أعداد كبيرة من الإصابات في فترة زمنية قصيرة.

ويوضح أن معظم الإصابات التي تجاوزت 4000، سجلت بعد الخامس عشر من حزيران بشكل يفوق معدلات الإصابات في دول كبرى.

ويبين عبد ربه في حديث لـ"وكالة سند للأنباء" أن استمرار الوضع الحالي في الخليل الذي فاق كل التوقعات ينذر بخطر داهم، ولا بد من دراسة الواقع على حقيقته، وأن يتحمل الكل مسؤولياته والتعاطي مع هذه الجائحة بطريقة أفضل من قبل المواطنين والمسؤولين.

ويلفت إلى أن الخطورة في الخليل تكمن بتسجيل إصابات بالفيروس يومياً لأشخاص يضطرهم وضعهم الصحي للدخول إلى المستشفيات في العناية الفائقة، عدا عن حالات الوفيات التي باتت تسجل بشكل يومي في المحافظة.

ويشير إلى أنه توجه وفد وزاري أمس إلى الخليل، وأطلع على كل الاحتياجات وأقرت الحكومة العمل بها وتلبية كل المطالب في محافظة الخليل، ومع ذلك لا بد من التزام المواطن بتعليمات وإرشادات الصحة لمنع انتشار الوباء بين المواطنين.

وتطرق عبد ربه الى الخطة التي وضعتها وزارة الصحة للتعامل مع هذه الجائحة، استناداً لتطور الوضع الوبائي من خلال فتح ثلاثة مستشفيات حكومية وبينها مستشفى الخليل الحكومي، حيث سيتم إفراغها من نزلائها، واعتمادها فقط للمصابين بالفيروس.

حجر منزلي

ولجأت وزارة الصحة مؤخراً إلى الطلب من المصابين بفيروس كورونا حجر أنفسهم في المنازل، وعدم التوجه إلى المستشفيات وحصر تقديم الخدمة الطبية على من تظهر عليه الأعراض.

بدوره، لا يستبعد مدير مستشفى دورا المخصص لعلاج مرضى كورونا محمد ربعي، من فقدان السيطرة على الوضع الطبي إذا ما تفاقمت أعداد الإصابات.

ويبيّن ربعي أن تزايد أعداد الإصابات سيزيد الضغط على الكوادر الطبية في ظل محدودية قدرة المستشفيات، وتجهيزاتها الطبية على استيعاب المرضى.

ويشير في حديث لـ "وكالة سند للأنباء" إلى أن مستشفى دورا تم افتتاحه قبل أسبوعين على عجل بعد زيادة عدد إصابات كورونا في المحافظة، وذلك بعد تفاقم الأوضاع رغم أنه كان تخصيصه كمركز حجر للمصابين، ثم جرى تحويله كأول مستشفى لعلاج مصابي كورونا.

العلاج للحالات الخطيرة

ويتابع ربعي أن المستشفى لا يستقبل سوى الحالات المتوسطة والخطيرة من مصابي فيروس كورونا، ممن يتم تحويلهم من مركز حلحول، أو المصابين ممن تظهر عليهم أعراض ويحتاجون لتدخل طبي، وذلك بعد توريد 6 أجهزة للتنفس الصناعي، و10 أسرة للعناية المكثفة وجهاز أشعة، وجهاز مولد أكسجين ومختبر قيد التشغيل للمستشفى.

ويقدم مستشفى دورا العناية الطبية لـ 35 حالة من مصابي كورونا، بينها ستة مصابين في قسم العناية المكثفة، ومصابين على جهاز التنفس الصناعي بحالة خطيرة، بينما بقية المرضى في الأقسام الأخرى بحاجة إلى عناية طبية مستمرة.

ويلفت الربعي إلى أن الطواقم الطبية في المستشفى تم اختيارها من المستشفيات الأخرى بالمحافظة ممن هم مختصين بالتعامل مع أقسام العناية المكثفة، والحالات الخطيرة.

ويشير إلى أن معظم الحالات التي أعلن عن وفاتها في مستشفى دورا توفيت أثناء نقلها للمستشفى كونها حالات خطيرة.

ويبيّن أنه لم تسجل سوى حالة وفاة واحد لمريض كان يتلقى العلاج داخل المستشفى، وتوفي بجلطة حادة كمضاعفات لإصابته بفيروس كورونا.

فقدان السيطرة

ونظراً لقلة الكوادر الطبية ونتيجة تطور الوضع الوبائي يبيّن الربيع، أن الطواقم أصبحت ترتدي اللبس الواقي الكامل، وتتعامل مع المرضى لمدة ست ساعات، حيث أنه لم تعد إمكانية لحجر الطواقم الطبية أربعة عشر يوماً رغم الخطورة التي يواجها الطاقم الطبي.

ويؤكد أن التجهيزات الطبية محدودة في ظل تفاقم انتشار الوباء، وأنه في حال لم يتم فتح أقسام أخرى في مستشفيات الخليل سنفقد السيطرة على مواجهة المرض.

من جانبه، يؤكد رئيس فرع نقابة الأطباء في الخليل وائل أبو سنينة، أن أزمة نقص الكوادر الطبية في الخليل قديمة وقبل انتشار فيروس كورونا، إلا أنه تفاقمت مع ارتفاع عدد المصابين، وزيادة الضغط الهائل على الأطباء والممرضين.

الأطباء في خطر

ويعتبر أبو سنينة في حديث لـ "وكالة سند للأنباء"، أن صعوبة المرحلة التي تعانيها الكوادر الطبية يعبر عنها إصابة 50 كادر طبي بكورونا نتيجة اختلاطهم مع المرضى، رغم كل إجراءات السلامة العامة التي يتم اتخاذها من الأطباء.

 ويشدد أبو سنينة على ضرورة توفير التجهيزات الطبية في مستشفيات الخليل لمواجهة وباء كورونا ورفدها بكوادر مختصة من ذوي الخبرات في التعامل مع أجهزة العناية المكثفة.

نقص كوادر وتجهيزات

ويلفت أبو سنينة إلى أن نقابة الأطباء، طالبت بتوفير جهاز لفحص كورونا في كل مستشفى بالمحافظة.

ويبيّن أن أجهزة التنفس الصناعي لا يزيد عددها عن 35 جهاز في مستشفيات المحافظة، وجميعا شاغرة بالمرضى من غير المصابين بكورونا، وأن الخليل لم تزود إلا بعشرة أجهزة لمصابي كورونا منذ بداية انتشار الوباء.

 ويشدد أبو سنينة على ضرورة تظافر كافة الجهود من المواطنين والحكومة والكوادر الطبية للخروج من هذه الأزمة، وفي مقدمتها التزام المواطن بإجراءات الوقاية الصحية المطلوبة.