تسود حالة من الركود في أسواق بيع المواشي والأغنام بمدينة نابلس شمال الضفة الغربية، رغم اقتراب عيد الأضحى المبارك، فبينما تعلو أصوات البائعين على خجِل لعرض مواشيهم، تراجع إقبال المشترين بشكلٍ لافت، بسبب الظروف الصحية العامة التي تمر بها البلاد نتيجة تفشي فيروس كورونا، إضافة للأوضاع الاقتصادية الصعبة.
عند مدخل سوق المواشي في المدينة، يقف التجار والبائعين، يتلهفون للعابرين علّ زائرًا يأتي مشتريًا من سوقهم، يقول صالح قطاوي تاجر مواشي في نابلس، إن هذا الموسم الوحيد الذي ينتظره التجّار ومربو المواشي، لتعويض خسائرهم خلال العام.
وأضاف "قطاوي" لـ "وكالة سند للأنباء" أن هذا العام، يُعد الأسوء، فإلى جانب الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الفلسطينيون، أضافت "كورونا" وما تبعها من إجراءات سببًا آخر أكثر ثقِلا من غيره على ظهورهم.
عبد الله العزموطي، الذي يعمل في إحدى مزارع تربية المواشي بالمدينة، يملك 400 خروفًا، حُجز منها للبيع 3 خراف فقط.
يُبيّن "العزموطي" لـ "وكالة سند للأنباء" أن هذا التراجع غير المسبوق على سوق المواشي، يُعطي مؤشر عن "موسم مُقلق للغاية" بالنسبة التجار.
كذلك أبدى التاجر، حسني عرايشي، تخوفه من حالة الكساد التي تشهدها أسواق المواشي في نابلس، موصلًا حديثه: "الأمر مُخيف ويُنذر بكارثة اقتصادية حقيقة على تجار ومربي المواشي، فعيد الأضحى هو موسمنا، ويبدو أننا سنخسره هذا العام".
من جهته، بيّن المهندس الزراعي رامي عبيّة، أن تفشي فيروس كورونا في الضفة الغربية، أثر بشكلٍ كبير على مختلف القطاعات التجارية والاقتصادية، بما فيها سوق المواشي.
وقال "عبيّة" لـ "وكالة سند للأنباء"، إن أسعار المواشي تأثرت نتيجة عدم الإقبال عليها، وصعوبة التسويق، عدا عن استغلال التجار للوضع العام الذي يمر به المزارع الذي يُعد الخاسر الأكبر كونه يتكفل بالمواشي طوال العام.
وذكر أن سعر الخروف في السوق هذا عام لا يتجاوز 340 دينار، بينما كان يصل سعره في الأعوام السابقة إلى 450 دينار.
بدوره، أكد مدير عام الزراعة في جنين باسم حمّاد، أن الإنتاج الحيواني في الضفة الغربية تضرر بشكلٍ كبير في الأشهر الأخيرة عقب أزمة كورونا وما تبعها من إجراءات,
وتابع "حماد" لـ "وكالة سند للأنباء": إن المتضرر الأكبر من هذا القطاع هو مربي المواشي، بسبب إغلاق الأسواق والمطاعم، إذ تراجعت القدرة الشرائية للمواطنين وقلّ الطلب عليها.
