تبدع شابة من قطاع غزة فن المكياج السينمائي وصناعة أشكال رعب وتشوهات وجروح مخيفة معروفة باسم "زومبي" على الأجسام البشرية تبدو للوهلة الأولى على أنها حقيقية.
شغف حنين أبو هجرس (24 عاماً) من مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة جعلها تعشق هذا الفن بعد التعرف عليه بواسطة الصدفة حينما كانت تشاهد أحد مقاطع الفيديو على "اليوتيوب".
بداية المهارة
ورغم أن تجربتها في "المكياج السينمائي" حديث العهد بعد، إذا أنه لم يتجاوز الشهرين، إلا أن الفنانة تغمرها السعادة الكبيرة وهي تصنع أشكالاً تبدو مرعبة لكل من يشاهدها.
وتركز موهبتها الفنية بالدرجة الأولى على صناعة بعض الأجسام المخيفة الناتجة عن إصابات بعدة أشكال كالحروق، والكسور، وعمليات التجميل، وأعراض أمراض.
بدأت حنين بتطوير موهبتها على أحد أقاربها، حينما قامت بتجسيد أنه مصاب بجروح خلال عدوان إسرائيلي على القطاع.
كما صنعت حنين أقنعة مخيفة وخيالية على وجود بعض الأطفال والنساء، وهو ما بداً مرعباً للغاية، تجسيداً لفن المكياج السينمائي وهو فن معاصر يُستخدم ضمن الخدع البصرية في الأفلام السينمائية.
متابعة المبدعين
وتقول "أبو هجرس" لـ "وكالة سند للأنباء" إنها طورت مهاراتها في مجال فن المكياج السينمائي بأشكاله المتعددة عبر الإنترنت ومن خلال مقاطع الفيديو على "اليوتيوب".
وتوضح الفنانة أنها تستغرق ساعات كثيرة وهي تتابع الفيديوهات عبر "اليوتيوب" لمبدعين حققوا العالمية في هذا الفن، حيث تتابع خطواتهم لإتقان تفاصيل المهارة بشكل أكبر.
وتبين أن أول تجربة لها كانت داخل منزلها جنوب قطاع غزة أثناء تقليب بعض الفيديوهات حيث رغبت بتجريب بعض الأشكال، وحينما نجحت قررت الخوض في هذا الفن.
وتسرد الفنانة بأنها طبقت أشكالاً عديدة من خلال توظيف مواد مكياج خاصة بها مع بعض الألوان والأصباغ، ما جعلها تلقى دعماً من أهلها الذين حثوها على إتقان هذه المهارة وفهم أسرارها.
وتشير إلى أنها وحينما كانت تنجز بعض الأشكال تقوم بنشرها على صفحتها الشخصية "فيسبوك" وهذا ما جعل كثيرين يعجبون بأدائها ويشيدون به ويدعونها للمزيد.
رغبة جامحة
لا تخفي الفتاة أنَّ امتلاكها لرغبة جامحة وشغف كبير كان أكبر محفز لها للاستمرار والتميز، وهي ترى أن توفر الرغبة والميول للمهنة هو أحد أسرار النجاح، وفقاً لما تقول لمراسل "وكالة سند للأنباء".
حتى أن عدم توفر إمكانات صناعة هذه الأشكال وفق المطلوب بالقطاع المحاصر إسرائيلياً منذ 13 عاماً ليس مهماً إلى الحد الذي يجعلها لا تطور من مهارتها وتواصل جهدها بحثاً عن المزيد.
تمارس "أبو هجرس" فن المكياج السينمائي منذ شهرين، وكانت تجربتها الأولى على اليد والأصابع ومن بعد انتقلت للوجوه لتبدأ بتجسيد الشخصيات المرعبة.
وتنبه إلى أهمية وجود مؤثرات كالإضاءة والخلفيات لما لها من دور كبير في خلق أجواء تشيه تلك الأجواء المتوفرة في أفلام الرعب والخيال العلمي.
العالمية
ورغم أنها معجبة بأدائها إلى حد كبير، إلا أنها تؤكد أنها لن تشارك بأي مسابقة عالمية قبل إتقان هذا الفن بكل تفاصيله؛ لاسيما مع وجود شخصيات من فلسطين وخارجها سبقوها نحو العالمية.
وتتطلع الفنانة على تنفيذ أفكار جديدة خلال أيام لتجسد من خلالها الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة وآثارها الكارثية على الأطفال والنساء.
وحالياً انخرطت الفناة بعمل بعض الأشكال ومشاركتها في فيلم سينمائي سيرى النور قريباً.
كما أن فرصة توظيف هذا الفن بالقطاع محدود جداً في ظل نقص الإمكانات وغياب الأفلام السينمائية المختصة، كما هي متوفرة في العالم الخارجي.
معيقات
ومن المعيقات التي تؤثر على المكياج السينمائي بغزة هو عدم توفر المواد اللازمة التي تستخدم عالمياً في الأفلام السينمائية وهي غير موجودة في غالب الأحيان إلا بمحلات نادرة وأسعارها باهضة.
وتعد "أبو هجرس" واحدة من المبدعين الذين أتقنوا مجال المكياج السينمائي خلال السنوات الماضية وقد شكل إتقانها لدى كثيرين فرصة للخروج من وحل البطالة المتفشية لدى الشباب والتي بلغت أكثر من 60%.