شكّل الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي علامة بارزة في التاريخ السياسي لرئيس وزراء الاحتلال بينامين نتنياهو، بوصفه الزعيم اليميني الثاني الذي يوقع اتفاق سلام مع دولة عربية.
الاتفاق بين إسرائيل والإمارات ليس الاتفاق الأول الذي وقع بين دول عربية وإسرائيل، حيث سبقه مناحيم بيغن في توقيعه لاتفاق كامب ديفيد عام 78، ثم لاحقًا أبرم نتنياهو اتفاق سلام مع الأردن وادي عربة.
إنجاز لنتنياهو
وبالرغم من أن الاتفاق يحظى بدلالات سياسية مهمة في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية في الشرق الأوسط، إلا أن الاتفاق يعد انجازًا لنتنياهو في ظل ملفاته القضائية وإجراءات مقاضاته من جهة.
بالإضافة لتصاعد الغضب الداخلي تجاه أدائه بسبب؛ أزمة كورونا وتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية على "إسرائيل" وفقاً لرأي مراقبين.
ويشكل الاتفاق فرصة لنتنياهو لزيادة رصيده في الشارع الإسرائيلي.
ورصيده الشعبوي سيعطيه فرصة سانحة للانقضاض على حليفه في الحكومة رئيس الوزراء بالتناوب بني غانتس وإمكانية ركله من ساحة الحكومة، قبل بدء مرحلة بدء التناوب المقررة في شهر مارس 2021م.
لكنّ المحللين استبعدوا تأثيرا مباشرا للاتفاق لإتخاذ نتنياهو هذه الخطوة في المرحلة القريبة القادمة، خاصة مع اقتراب موعد محاكمته في شهر يناير 2012، وحاجته للتوجه إلى المحاكمة وهو رئيسًا للوزراء.
استقرار مؤقت
ويؤيد هذا الرأي، المختص في الشأن الإسرائيلي خالد شعبان، إذ يرى أن نتنياهو معني باستقرار الحكومة حتى الوصول إلى موعد محاكمته في يناير المقبل، وحاجته ليكون رئيسا للوزراء من جهة، إلى جانب حاجته تمرير ميزانية الحكومة من جهة ثانية.
وقال شعبان لـ"وكالة سند للأنباء" إن الاتفاق سيؤدي إلى استقرار الحكومة، بوصفه انجازًا تاريخيا لها، رغم إخطار نتنياهو لشريكيه اشكنازي وغانتس بالاتفاق بعيد توقيعه.
ويستبعد خروج غانتس واشكنازي من الحكومة بسبب؛ عدم إخطارهم بالاتفاق قبل توقيعه، بوصفه مكسبا تاريخيا للحكومة.
أما فكرة لجوء نتنياهو لتشكيل حكومة يمين ضيقة، فهي الأخرى مستبعدة وذلك لتعارضها مع متطلبات اجراءاته وخطواته في موضوع التطبيع، حسبما ما يقول "شعبان".
ويؤكد "شعبان" أن محاكمة نتنياهو في يناير هي التي ستحدد المستقبل السياسي له، وتصرفاته المستقبلية بشأن شكل الحكومة أو التناوب مع بني غانتس.
وذكر أن فكرة تسليم نتنياهو لغانتس برئاسة الوزراء بالتناوب للحكومة، مسألة مستبعدة، فهو قد يتجه لإنهاء العلاقة معه لكن هذا مرتبط بمسألة محاكمته.
سيناريوهات متعددة
من جهته، حددّ أستاذ العلوم السياسية والإعلام في جامعة الأمة عدنان أبو عامر، مجموعة من السيناريوهات أمام نتنياهو للتعامل مع الحكومة في الفترة المقبلة.
وقال "أبو عامر" لـ"وكالة سند للأنباء" إنّ نتنياهو قد يلجأ إلى انتخابات مبكرة قبل موعد الانتخابات الأمريكية المزمعة في شهر نوفمبر المقبل.
وأضاف أن نتنياهو قد يلجأ إلى تشكيل حكومة ضيقة من اليمين مع إقصاء أزرق أبيض، أو سحب بعض أطراف أزرق أبيض للحكومة مع استبعاد أشكنازي وغانتس.
وذكر "أبو عامر" أن الاتفاق خدم نتنياهو في تثبيت واقعية استراتيجيته فتح العواصم العربية دون عقد اتفاق سلام مع الفلسطينيين، لا سيما وأنه لن يلزمه بالانسحاب من أي أراضي عربية.
ومؤخراً غرّد رئيس وزراء الاحتلال بينامين نتيناهو، أن الاتفاق بين إسرائيل والإمارات وقع على مبدأ السلام مقابل السلام، دون انسحاب من أي أرض.
وحظي نتنياهو على ثقة الكنيست في تشكيل حكومة بالتناوب مع بني غانتس، خلال شهر مايو الماضي، بعد ثلاث جولات انتخابية.
والخميس الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، توصل الإمارات والاحتلال الإسرائيلي إلى اتفاق لتطبيع العلاقات، واصفاً إياه بـ "التاريخي".