يُقال إن المشغولات اليدوية "أطول عمرًا في الذاكرة مما تحيكه آلات المصانع، حيث أن اليد التي تسهر وتتعب تتبع قلبًا".. في غرفة صغيرة تبدو الصنّارة والخيوط الملوّنة، عالم كبيّر تغزل فيه صاحبته قطعًا فنيًا تستهوي الناظر إليها لاقتنائها.
ربا الأسطل (28 عامًا) فلسطينية من سكان مدينة خانيونس جنوب، قطاع غزة، سطرت بـ "صنارة وألوانٍ زاهية" قصّة نجاح في صناعة المشغولات اليدوية والكروشيه، وتعليم غيرها عبر دورات تعقدها مؤسسات محلية بمخلتف مناطق القطاع.
بدأت "ربا" خريجة الكلية الجامعية للعلوم والتكنولوجيا، نشاطها قبل ثلاث سنوات، تقول: "كنت أميل لمشغولات الكروشيه، وبعد التخرج قررت الالتحاق بدورة لتعلّمه، ثم تطورت نفسي وتابعتها بشكلٍ ذاتي وحثيث عبر اليوتيوب".
وكانت كل قطعّة فنيّة تحيكها صنارتها، تدفعها أكثر نحو تطوير ذاتها، وابتكار أساليب جديدة لصناعة المزيد من المنتجات اليدوية.
وتُردف لـ "وكالة سند للأنباء": "في بداية عملي بهذا المجال، كنت أقدم المشغولات للأقارب والأصدقاء، ومع الوقت تمكنّت من إتقان هذا الفن بأشكالٍ وأساليب تجذب الانتباه ما وسّع دائرة الطلب عليه".
واستثمرت "ربا" مواقع التواصل الاجتماعي، لنشر فكرة مشروعها، وتوسيع نطاقه، من خلال عرض منتجاتها، كما أصحبت تُعطي دورات لتعليم فن الكروشيه بالتنسيق مع مؤسسات وجمعيات محلية بمختلف مناطق القطاع.
"فن الكروشيه"، يحتاج دقة كبيرة وتركيز، فسّر جمال المشغولات اليدوية بـ "الصبر" كما تُحدثنا "ربا"، "عندما تُعطي هذه المشغولات الصبر والوقت الكافي، ستجدها مع الوقت تُعلّمك الصبر وتزيد من تحملك وتُطوّر ذاتك".
وفي سؤالنا عن أبرز المنتجات التي تُقدمها لزبائنها، تُجيب: "ليس هناك شيء معين، فأنا أُنفذ وفق أذواق وطلبات الزبائن على اختلافها".
وتجد "ضيفة سند" في حبّ الفكرة والصبر، طريقًا لنجاح لأي مشروع، مستطردةً: "مهما بلغت صعوبة الأمر، إن توفرت الرغبة لدى صاحبها، أعتقد أنه سيُحقق النجاح المطلوب، سيما مع حضور السوشايل ميديا وتأثيرها".
وتبدو "ربا" ممتنّة لما وصلت إليه وحققته في هذا المجال، لتختم حديثها معنا بالقول: "كل إنسان يستطيع الوصول إن أراد، سأطور نفسي أكثر، ليصبح لي ذات يوم مشغل خاص، يضمّ أعمالي ويرعى دوراتي الخاصة بهذا الفن".