الساعة 00:00 م
الخميس 25 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

التعليم الإلكتروني .. فرصة للاستغلال أم هدر للوقت؟

حجم الخط
غزة - وكالة سند للأنباء

بعد انتشار فايروس كورونا المستجد في قطاع غزة، وتوقف عجلة الحياة المرهقة أصلاً، أُغلقت أبواب المدارس بشكل كامل بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة الفلسطينية، لمنع انتشار وتفشي الوباء بين أوساط المواطنين.

توجهت وزارة التربية والتعليم إلى استكمال التعليم من خلال التعليم الالكتروني عن بعد، إلى حين عودة المدارس، رصدت "وكالة سند للأنباء" آراء بعضاً من الأمهات والمختصين حول هذا الموضوع خلال التقرير التالي:

تقول سمية صافي لـ "وكالة سند للأنباء" عن تجربتها مع تعليم أبنائها إلكترونياً، إنها كانت تجربة مميزة ومستمرة، لكنها بحاجة إلى قليل من المتابعة من قبل الأهالي، بالإضافة إلى امتلاكهم حدًا أدنى من المعرفة التكنولوجية.

وتبيّن أن أكثر ما حفزها على متابعة أبنائها خلال تعليمهم في خلال الفصل الثاني أن مدير مدرستهم كان على تواصل دائم مع أولياء أمور الطلاب، وكان يُرسل بشكل أسبوعي شهادات تقدير للطلبة المتميز مرفقة بصورهم الشخصية.

وتضيف صافي أنها بانتظار بدء العام الدراسي الجديد بنظام التعليم عن بعد حتى يستغل أبناؤها أوقاتهم في الدراسة والمطالعة.

من جانبها، تؤكد مريم البرش أن التعليم الوجاهي أفضل بكثير من التعليم الإلكتروني نظراً لما يتخلله من مشاكل وعقبات كثيرة، منها فنية وأخرى مهنية.

وتبين البرش أن التعليم الإلكتروني مثلّ معاناة كبيرة للأهالي نظراً لوجود أكثر من طالب في البيت الواحد، وكل طالب يحتاج إلى جهاز لاب توب أو جوال ليتمكن من متابعة دروسه، وهذا ما لا يتوفر في أغلب البيوت.

وتضيف أن من بين المعيقات التي تواجه أولياء الأمور والطلبة في آنٍ واحد، هو عدم توافق جداول الاختبارات في كثير من الأحيان مع توفر الكهرباء، في حين أن هذه الاختبارات مرتبطة بوقت محدد وقت بداية ووقت انتهاء.

وتوضح أن من أبرز العقبات التي واجهتها خلال متابعة أبنائها في الفصل الماضي، أن الكثير من الدروس لم يتم شرحها للطلاب، ما يضطر الأهالي للبحث عبر الإنترنت لشرح هذه الدروس لأبنائهم حتى يتمكنوا من إجابات التكليفات والاختبارات.

فرص مستقبلية

المعلمة أسماء مصطفى توضح أن التعليم الإلكتروني يعتبر حلاً لمشاكل الطوارئ والحالات المفاجئة في توقف التعليم الوجاهي، وأنه أصبح ضرورة وليس أمراً رفاهية في ظل انتشار فايروس كورونا، ما يوفر تواصلاً بين المعلم والطلبة في ظل التوقف الكامل.

وتقول مصطفى لـ "وكالة سند للأنباء" أن التعليم الالكتروني يوفر للمتعلمين فرصاً تأسيسية للمهارات الرقمية المستقبلية التي هم بحاجة إليها لاستكمال دراستهم، والحصول على وظائف، بالإضافة للبحث الإلكتروني وإدارة المشاريع الرقمية والتكنولوجية التي هي لغة العصر.

وتبين أن التعليم الإلكتروني يجعل المعلم في حالة من تحديث معلوماته أولاً بأول وخاصة المهارات الرقمية التي بدورها توفر الوقت والجهد والمال، كطباعة أوراق العمل وغيرها، فينحصر كل ذلك بمستند رقمي يُرسل للطالب والطالب حر في الطريقة التي يتلقاها.

وتشير إلى أنه يتمتع بالمرونة في اختيار الوقت المناسب للطرفين، وأنه قابل للتطوير والتحديث، ويمكن للمعلم أن يشرح الدرس لجميع الطلبة في آن واحد، خلال الصف الافتراضي، فيختصر التعب والجهد والوقت.

وتلفت مصطفى أنه لم يكن لدى الوزارات التعليمية أساس وبنية رقمية للانطلاق منها، لكن في ظل كورونا وجد التعليم الإلكتروني تماشياً مع الظروف الراهنة.

فجوات متعددة

وعن سلبيات التعليم الإلكتروني توضح أنه يفتقد لخاصية الالتقاء المباشر كما في داخل الغرفة الصفية بين المعلم والطالب، كون التعامل عن بعد يُظهر أحياناً فجوة في إيصال الرسالة والمعلومة، وعدم فهم بعض الأمور بين المعلم والطالب، فلا يمكن اعتمادها بديلاً للتعليم الوجاهي.

بعض الأمور الفنية قد تكون معيقة لعملية الاستمرار في البيئة الالكترونية، كانقطاع التيار الكهربائي، وشبكات الانترنت، عدا عن أن البيئة الصفية الواقعية يوجد فيها ضبط وتواصل بشكل أكبر_ كما تقول مصطفى_.

وتنوه أن البيئة التعليمة الإلكترونية ليست عادلة، أي أن ليس جميع الأسر لديها القدرة الشرائية لاقتناء الأجهزة الإلكترونية لإتمام عملية التعليم عن بعد، وهذا ليس ذنب الطالب الفقير، عدا عن عدد أبناء الأسر الفلسطينية الكبير وعدم كفايتهم بوجود جهاز واحد.

وتنوه إلى أن من سلبيات التعليم الإلكتروني عدم القدرة على السيطرة الكاملة على مبادئ وتفكير الطالب، كالنظافة والانضباط، والتعليم الالكتروني يفتقر لذلك، بينما التعليم الوجاهي بوفر بيئة تربوية قبل أن تكون تعليمية.

تحديات مختلفة

ترى مصطفى أن هناك بعض المعوقات التي تعيق البيئة التعليمة الالكترونية، منها التحديات المجتمعية والتي تكمن في نظرة رفض ومقاومة المجتمع للتعليم الالكتروني التي لا تساهم في الاستمرار.

أما التحدي المادي فيكمن بالبطالة والفقر والحصار وعدم انتظار الراتب، التي أنتجت شريحة كبيرة من الطلبة تصل لـ 35% غير قادرين على الوصول لشبكات الإنترنت لاستكمال التعليم.

وتشير مصطفى إلى بعض التحديات التي تتعلق بالمعلم والطالب، فالمعلم لا يملك المهارات الرقمية التي تمكنه من الاتصال والتواصل في بيئة إلكترونية، فيستصعب الأمر، وهذا يعود لنقص المهارة.

بينما المعيقات العلمية، تتعلق بأن المعلمين غير مستعدين لإنتاج محتوى تعليمي رقمي داخل بيئة الكترونية، فالمعلم يشرح داخل البيئة الصفية بكل أريحية دون تقويم وتعديل، بينما البيئة الإلكترونية فيها شاشات تُلتقط ومحادثات فيديو لايف تسجل، فعدم تمكن المعلم من المحتوى العلمي والتخطيط المسبق، وتمكنه من المادة العلمية بالشكل المطلوب، توقعه في مشكلة حقيقية ظاهرة للجميع وليس مختفية كما في التعليم الوجاهي.

حلٌ مؤقت

من جانبها تقول المعلمة إيمان ظاهر إن التعليم الإلكتروني قد يكون حلا مؤقتا في ظل إغلاق المدارس بسبب جائحة كورونا، ولكن بدون الاعتماد عليه على مدى العام، لأننا لا نضمن تواصل جميع طلبة المدرسة مع معلميهم، لانقطاع الكهرباء والإنترنت.

وتوضح ظاهر لـ"وكالة سند للأنباء" أن هناك معيقاً في عدم وعي الطالب بأهمية التعليم الإلكتروني، وعدم وجود أهل مسؤولين ومشجعين للطالب، أو لا يملكون معلومات عن طرق التعليم و آلية الدخول للصفوف الافتراضية، أو لعدم تفرغهم لمتابعة أبنائهم خلال فترة تعليمهم.

وتشير إلى أن عدم وجود جوال متطور أو لاب توب يستخدم للتعليم في كل البيوت يسبب ذلك مشكلة كبيرة، وفي حال وجود أكثر من طالب في العائلة فإن ذلك يُصعب الأمر، لأن كل طالب يحتاج هذا الجوال ليضمن تواصله مع معلميه.

 وتضيف ظاهر: "لقد جربنا التعليم الإلكتروني في نهاية العام المنصرم، وعانينا من التواصل مع الطلبة، كنا نضطر للاتصال على أولياء الأمور بشكل شبه يومي، لضمان تواصل الطالب معنا والكثير من الآباء لا يهتمون بالأمر أو يضعون العراقيل".

الترفيع دون تعليم

أما في هذا العام، فتوضح أنها أنشأت ٤ صفوف افتراضية، وأرسلت دعوة انضمام لـ ٤٠ طالبة بكل صف، لم يقبل الدعوة إلا ١٠ طالبات، وهذا يعني أنه خلال هذا العام سيتم الشرح لعشر طالبات في كل صف و30 طالبة الباقية في الصف لن يتم الشرح لهم، وفي النهاية سيترفعون إلى المرحلة التي تليها بدون معرفتهم لحد أدنى من المهارات الأساسية في المنهاج.

وتتابع: "هنا يبقى التساؤل، مجموعة الطلبة الذين ترفعوا في العام السابق للمرحلة التالية من التعليم على أي أساس ترفعوا وهم لم يقوموا بمتابعة مواقع التعليم الإلكتروني، والمشكلة أنني كمدرسة لا أستطيع ترسيبهم في ظل الصعوبات التي يعاني منها القطاع".

وتشير ظاهر أنه إذا أرادت الوزارة أن تأخذ التعليم الإلكتروني كنهج للعودة للدراسة عليها توفير الكهرباء على الأقل ١٢ ساعة باليوم، والتأكد من وصول الإنترنت لبيوت الطلبة كافة، وأن أمهات الطلبة عندهم وعي بالتكنولوجيا وعلم بأساسيات منهج كل واحد من أولادهم حتى تتمكن الأم من شرح الدرس لابنها في حال صعوبة فهمه من الفيديوهات أو البطاقات الإلكترونية.

وتضيف: "يوجد معلمين كبار بالسن لديهم عدم معرفة كاملة في آلية تكوين الصفوف الافتراضية أو إعداد الامتحانات الإلكترونية، أو كيفية تنزيل الفيديوهات، أو كيفية عمل تسجيل صوتي لشرح الدروس وإرساله للطلبة".

وتنوه ظاهر إلى أن ذلك الأمر يمكن التغلب عليه من خلال الدورات التثقيفية للمعلمين، ولكن في ظل منع التجمعات فهذه الدورات ستكون عن بعد، وسنواجه ذات المشاكل التي يواجهها الطالب من انقطاع الكهرباء، وتوفر الانترنت.

وتؤكد أن التعليم الإلكتروني مرهق للمعلم، حيث يبقى ساعات طوال أمام الحواسيب والهواتف المحمولة من أجل التواصل مع الطلبة وتسجيل فيديوهات أو تسجيلات صوتية لشرح الدروس، ومتابعة حلول الطلبة وتشجيعهم على الاستمرار، ما يشكل عبء على المدرس مقابل فائدة بسيطة في ظل عدم تقدير لجهوده من الطلبة وأولياء الأمور.

عودة للمدارس

وتلفت إلى أن العودة للمدارس وفق إجراءات احترازية ووقائية هي الحل، لضمان تعليم حقيقي وإلا سيخرج طلبة يترفعون من مرحلة لأخرى دون فهمهم لأساسيات المنهاج.

وتقترح ظاهر أنه حين الوصول لمرحلة انحسار الفيروس بعد شهر، أن تفتح المدارس والصف ينقسم لقسمين كل قسم يداوم ثلاث أيام بالأسبوع ضمن الخطة ب، والاقتصار على المواد الأساسية والمهارات الأساسية ما أمكن، ومحاولة توفير كمامات وقفازات ومواد معقمة لكل طالب، كون أولياء أمورهم لن يستطيعوا توفيرها.

وتبين أن الدول الأخرى تأقلمت مع الوضع، وعرفوا أن جائحة كورونا أصبحت واقعاً لابد من معايشته، ويجب أن يتم التعلم منهم والاستفادة من تجاربهم من حيث انتهوا، لأن إغلاق المدارس ليس حلا في ظل تواجد الأطفال في الشوارع.