الساعة 00:00 م
الخميس 25 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

نظرًا لوفرته ورخص ثمنه

البلح يتحوّل إلى عجوّة في منازل غزة

حجم الخط
عجوة.jpg
غزة – وكالة سند للأنباء

في هذه الأيام بمجرد مرورك بين أزقة وشوراع قطاع غزة، سيلفت انتباهك أطباق "الرطب المجفف" المغطاة بأقمشة خفيفة منتشرة على النوافذ وأمام وفوق أسطح المنازل، ضمن مراحل تجهيز أقراص العجوة، تمهيدًا لبيعها أو استخدامها في صناعة الحلويات والكعك.

صناعة العجوة المنزلية، واحدة من أبرز المظاهر التي انتشرت في قطاع غزة خلال السنوات الماضية، في إطار تحقيق الاكتفاء الذاتي منها، استغلالًا لوفرة البلح بأسعارٍ زهيدة.

في فناء منزلها شمال قطاع غزة كانت تجلس أم أحمد سعيد (42 عامًا)، أمام ثمار البلح التي جنتها من أشجار بيتها، تقول: "منذ أعوام اتجهت نحو استغلال رطب البلح في إنتاج العجوة المنزلية".

وتُضيف "أم أحمد"، لـ "وكالة سند للأنباء" أن موسم البلح مهم لعائلتها، فما يتم جنيه يُباع للمعارف والجيران، ما يُساعدها على إعالة أسرتها في ظل سوء الظروف الاقتصادية في القطاع.

ومنذ 4 أعوام، اتجهت "ضيفة سند" نحو تجفيف البلح، وتحويله إلى عجوة، لاستخدامها في صناعة الكعك والحلويات، ومؤخرًا باتت تعرض جزءًا منه للبيع.

وعن طريقتها في إعداد العجوة تُحدثنا: "نغسل الرطب، ونُقشره ونُزيل النوى، ثم نرصّه في صواني وألواح خشبية، ثم نضعه في الشمس ليومين قبل تجفيفها على الفرن ومن ثم طحنها.

2B419C62-47BB-491F-990F-F48B12061BE7.jpeg

وتابعت: "في المرّة الأولى التي صنعت بها العجوة منزليًا كانت النتائج مُدهشة، فقررت بعدها صناعتها بهدف البيع للأقارب والمعارف، فبعدما كنت أصنع 20 كيلوجرام للبيت، الآن أصنع نحو 200 كيلوجرام سنويًا".

وفي سؤالنا هل تُحقق هذه المشاريع أرباحًا لأصحابها؟ تُرد "أم أحمد": "لا يُمكن تسميته بالربح، هو يُدرٍ دخلًا بسيطًا يسد نفقات العائلة الأساسية، وهذا ما نسعى إليه في ظل الظروف الراهنة".

وفي حوش المنزل غرب غزة الذي يمتلئ بأشجار البلح والزيتون، كانت "أم حسن" تجمع كميات كبيرة من البلح، بعدما انتهى زوجها وأبنائها من هزّ الأشجار بقوة لاستخراج "حبّات الرطب"، وصناعة العجوة منه.

تقول، إنها منذ سنوات طويلة تعتمد على العجوة المنزلية في صناعة الحلويات، نظرًا لأنها تحتفظ بنهكة تُميزها عن "نهكات السوق"، إلا أنها اتجهت لبيع العجوة في السنوات القليلة الماضية.

وتواصل حديثها: "الناس بدأت تثق بالصناعات المنزلية من سنوات قليلة، هذا فتحّ لي بابًا للزرق، فأصبحت أصنع التمور في بيتي، لتلبية احتياجات منزلي والفائض أبيعه حسب طلب المعارف والأقارب".

"هل يُمكن تسمية هذا النشاط بمشروعٍ خاص بك؟" (سألناها)، فأجابت "أم حسن": "بالتأكيد لا، فأنا فقط أصنع العجوة لدائرة صغيرة من معارف العائلة وبالتأكيد تمكنّت من توفير مبلغ جيد ساهم بتحسين دخل العائلة، لكن الهدف الرئيس من الصناعة المنزلية، هو ضمان جودة ونظافة المنتج فقط".

أما أم يحيى زقوت ربّة منزل، فهذا هو العام الثاني لها، في تجربة صناعة العجوة المنزلية، تقول إن صناعة العجوة منزليًا انتشرت منذ سنوات قليلة، وساعدت مواقع التواصل الاجتماعي على شرح طُريقتها بسهولة ما شجعها لخوض التجربة.

وتردف "أم يحيى" لـ "وكالة سند للأنباء": "أشتري الرطب بكميات قليلة من السوق على فتراتٍ متباعدة خلال موسمه، وأجففه تمهيدًا لتحوليه إلى عجوة، لصناعة الحلويات والكعك لعائلتي في فصل الشتاء".

وترى أن صناعة العجوة المنزلية، تحتفئ بنكّهة ألذ مما يُباع في الأسواق، كونها طازجة ولا تُخزن لفترة طويلة، وفق "أم يحيى".

ونوّهت أنها تشتري كيلو الرطب من السوق بـ 2 شيقل، وهو ثمن زهيد مقارنة بسعر كيلو العجوة الجاهزة من الأسواق الذي يتراوح من (10 لـ 13 شكيل).

ويبلغ عدد أشجار النخيل المثمرة في القطاع 150 ألف نخلة، ويُتوقع أن تنتج 9 آلاف طن، 500 طن منها سيتم تسويقها في الضفة الغربية، فيما يُقدر أن يتم تصنيع 1500 طن من العجوة، بحسب أرقام وزارة الزراعة.

والنوع "الحيّاني" من أشجار النخيل في غزة هو الأكثر شهرة، ويزرع فيها بنسبة 97%، ويتقاسم بقية النسبة نوعي "البرحي" و"بنت العيش".