الساعة 00:00 م
السبت 20 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.31 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.01 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"شهد".. الشهيدة والمولودة اليتيمة!

بالصور الاحتلال و"كورونا" يجتمعان على موسم قطف الزيتون في تل ارميدة

حجم الخط
IMG-20201013-WA0066.jpg
يوسف فقيه - وكالة سند للأنباء

يستعيد الستيني إسحاق الصالحي، ذكريات طفولته ويستلهم مشهد قوة شبابه وتغادره الأوجاع في لحظات تواجده في أرضه لقطف ثمار الزيتون في منطقة تل ارميدة، بمدينة الخليل، والتي تتعرض لانتهاكات مستمرة من قبل المستوطنين وجيش الاحتلال.

"تل ارميدة" تعد من أقدم المواقع الأثرية في مدينة الخليل، وتطل على حارات الخليل القديمة، ومطمع للمستوطنين منذ سنوات طويلة، ويقطن فيها قرابة 1100 فلسطيني يتحدون المستوطنين ببقائهم على الأرض.

يتوجه المواطن الصالحي مع عدد من أفراد أسرته في الصباح الباكر، لقطف ثمار الزيتون بعد سماح الاحتلال له بالوصول للمنطقة بتصريح مقيد لعدة أيام، خلال هذه الموسم كحال بقية أصحاب أشجار الزيتون.

شريان الحياة

ويشير الصالحي في حديث لـ "وكالة سند للأنباء" إلى أنه يمتلك 10 أشجار زيتون قديمة يتجاوز أعمارها مئات السنين، وسبق للمستوطنين أن أحرقوا 3 منها إحداها قبل عدة أسابيع، عدا عن الاعتداءات اليومية.

ورغم معاناة الصالحي والأمراض التي باتت تثقل كاهله بعد تجاوزه الـ 64 من العمر، إلا أنه يصر كل عام في هذه الأيام على القدوم باكراً لأرضه لقطف ثمار الزيتون يرافقه أبنائه وأحفاده.

وذكر المُسن الصالحي أنه كان قديماً يرافق والده للحفاظ على هذه الأرض التي تمثل له شريان الحياة.

ويضيف أن ارتباطه في هذه الأشجار والأرض لا يمكن لأحد تصوره.

وأكد أن "السعادة التي تغمره حين يحضر هنا، ويجلس تحت شجرة الزيتون المطلة على حارات الخليل القديمة لتناول الغداء، وكأس الشاي بيده تفوق سعادة الملوك في قصورهم، وفرحه يتجاوز طفلاً عاد للتو لحضن أمه بعد غياب".

رمز المحبة

وجدان زيادة، التي تعرف في منطقة تل ارميدة بـ "الحاجة أم تامر"، تنشط هذه الأيام هي الأخرى لقطف ثمار الزيتون التي تمتلكها، وتسابق الوقت من أجل إنهاء قطف الثمار قبل انتهاء الموعد المحدد من الاحتلال.

وتُشير "أم تامر" إلى أن الاحتلال يُقيد وصولهم إلى الأرض وقصف ثمار الزيتون منها.

وكبقية أصحاب أشجار الزيتون في تل ارميدة، لا يمكن قطف الثمار بدون سماح الاحتلال للحاجة أم تامر وعائلتها، بل وتواجد عناصر من شرطة وجيش الاحتلال، بسبب تحركات المستوطنين وقربهم من المكان.

وتشير أم تامر في حديث لـ "وكالة سند" إلى معاناتها مع جيش الاحتلال والمستوطنين في المنطقة، والتي لم تتوقف عند سرقة ثمار الزيتون قبل أيام، وتواجد جيش الاحتلال في المنطقة بدعوى منع الاحتكاك.

شجرة الزيتون التي تعتبر عن رمز السلام والمحبة تفتقد ذلك هذه الأيام في تل ارميدة بسبب اعتداءات المستوطنين المتكررة وجيش الاحتلال.

وتتساءل أم تامر حول "كيفية التقاء شجرة السلام والمحبة مع سلاح الجندي الإسرائيلي، الذي يقف فوق رؤوس قاطفي الزيتون؟!".

 وتتوجه المواطنة زيادة، والتي تمتلك 30 شجرة زيتون، مع عدد من أبنائها صباحاً للمسارعة في قطف ثمار الزيتون، قبل انتهاء الموعد المحدد من قبل الاحتلال.

وتخشى من اعتداءات المستوطنين المتكررة عليها بسبب قرب أرضها من إحدى البؤر الاستيطانية ومحاولتهم المتكررة لسرقة ثمار الشجر تحت مسمع ومرأى جنود الاحتلال المتواجدين في المنطقة باستمرار.

معاناة تل ارميدة

وتغيب في منطقة تل ارميدة بالخليل الأجواء التي تعيشها العائلات الفلسطينية خلال قطف ثمار الزيتون من التمام جميع أفراد العائلة، وإعداد الطعام على النار والتواجد طوال أيام الأسبوع.

ويمنع المواطنين في تلك المنطقة من الوصول يومي الجمعة والسبت وحدد لهم 5 أيام خلال هذا الأسبوع والأسبوع القادم لاستكمال الموسم.

ولم يتواجد هذا العام المتضامنين والنشطاء الأجانب في منطقة تل ارميدة بجانب المزارعين وأصحاب الأراضي بسبب جائحة كورونا.

حيث جرت العادة كل عام أن يساعدوهم في قطف ثمار الزيتون، ما يثير مخاوفهم من اعتداءات المستوطنين، ومطالبتهم بمساندة من قبل نشطاء وجهات محلية ورسمية لمساعدتهم وتوفير الحماية لهم وتعزيز صمودهم.

مخاوف وقلق

الناشط في تجمع "شباب ضد الاستيطان" عيسى عمرو يشير إلى مخاوف وقلق لدى المزارعين في تل ارميدة وشعورهم أنهم تُركوا لوحدهم في ظل عدم تواجد المتضامنين الأجانب.

وأوضح عمر في حديث لـ "وكالة سند"، أن المتضامنين شكلوا مساندة خلال مواسم قطف الزيتون "والسماح من قبل الاحتلال لأيام محدودة غير كافية للمزارعين بالوصول لأراضيهم".

وتطرق إلى معاناة المزارعين في تل ارميدة من اعتداءات المستوطنين وإحراق الأشجار، وإغلاق المنطقة من قبل الاحتلال، وحرمانهم من الوصول طوال العام لحراثة وتقليم الأشجار.

ووفقاً لعمرو فإن قرابة 30 دونمًا مزروعة منذ مئات السنين بأشجار الزيتون المعمرة في تل ارميدة، حيث أن أصغر هذه الأشجار لا يقل عمره عن 800 عام، ويفرض الاحتلال إغلاقاً على المنطقة وسكانها بـ 6 حواجز تعطل حركة المزارعين.

ويلتقي موقف عمرو مع موقفي المواطنين زيادة والصالحي حول التقصير بالدعم الرسمي، ومساندة المزارعين في تل ارميدة ، من أجل دعم وتعزيز صمودهم وعدم تركهم في مواجهة الاحتلال لوحدهم.

IMG-20201013-WA0075.jpg
IMG-20201013-WA0073.jpg
IMG-20201013-WA0072.jpg
IMG-20201013-WA0071.jpg
IMG-20201013-WA0070.jpg
IMG-20201013-WA0068.jpg
IMG-20201013-WA0067.jpg
IMG-20201013-WA0066.jpg
IMG-20201013-WA0064.jpg
IMG-20201013-WA0063.jpg
IMG-20201013-WA0060.jpg
IMG-20201013-WA0059.jpg
IMG-20201013-WA0058.jpg
IMG-20201013-WA0057.jpg
IMG-20201013-WA0056.jpg
IMG-20201013-WA0055.jpg