الساعة 00:00 م
السبت 27 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.79 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

موجات الحر تحول خيام النازحين لأفران مشتعلة 

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

بـ "عرائس متُحركة".. " بانياس" تُعلّم الأطفال "الإنجليزية" وتصنع فرحتهم

حجم الخط
131324608_3532614373519851_5027004104513991847_n.jpg
غزة - وكالة سند للأنباء

بينما يفتقد نظام "التعلُّم عن بُعد" لمرتكزاتٍ أساسية تضمن تحقيق أهدافه المرجوة، في ظّل صعوبة العودة إلى التعليم الوجاهي؛ احترازًا من تفشي فيروس كورونا في المجتمعات، حققت بعض تجارب المعلمين نجاحًا باهرًا، بمختلف المجالات؛ معتمدين على مقولة "من يُريد يصل".

واحدة من القصص الناجحة في هذا المجال، كانت لمعلّمة لغة إنجليزية، استثمرت مهاراتها وسخّرت إمكانياتها، حتى أصبحت شخصية ممتعة ومشوقة في نظر طُلابها الأطفال.

بانياس أبو حرب (27 عامًا)، معلّمة لغة إنجليزية من مدينة غزة، تتفنن في رسم البهجة على ملامح طُلابها، وجذب تركيزهم في حصص "التعلّم عن بعد" مستعينةً بأساليب التعليم التفاعلي من خلال اللعب، واستخدام الدُمي، ورواية القصّة بأصواتٍ وحركاتٍ متناغمة.

تستهل "بانياس" حديثها مع "وكالة سند للأنباء"، "أُحبّ اللغة الإنجليزية، ولدي شغف لنقلها بسلاسة إلى طُلابي، وكسر حاجز الخوف من تعلّمها، وبعد التخرج تعبت على نفسي كثيرًا حتى أتقنتها ثم انتقلت إلى مجال العمل".

تقول، إنها عملت لسنوات في مجال تدريس اللغة الإنجليزية وجاهيًا، بمركز "التعليم المستمر" التابع للجامعة الإسلامية في غزة، حيث كانت تُعلّم الكبار والصغار عبر دورات تدريبية مستمرة.

وفي يناير/ كانون ثاني من العام الجاري، دفعتها ظروف جائحة كورونا المنتشرة بمخلتف دول العالم، إلى التفكير بأسلوب جديد وجذاب لـ "لتعلّم عن بُعد" في حال توقف التعليم وجاهيًا، لكنّ التسويق لفكرة تعليم الـ "أون لاين" لم يلقى قبولًا في غزة، آنذاك، فما هي خيارات "بانياس"؟

تُحدثنا: "بدأت بالتسويق للفكرة خارج قطاع غزة، واعتمدت بذلك على خبرتي الجيدة في التعامل مع الأطفال، وإتقاني اللغة الإنجليزية، فضلًا تطويري المستمر لذاتي، وبالفعل نجحت في كسب ثقة فئة من الناس خارج مجتمعنا".

وتستهدف "بانياس" في مشروعها الفئة العمرية من 6 لـ 10 سنوات، واعتمدت على أسلوب الشرح على السبورة والطلاب يشاهدونها خلف الشاشات، من تركيا والسعودية والأردن وغزة.

تُخبرنا أنها "لمست في البدايات جمودًا يعتري التواصل عن بُعد، إضافة للملل الذي يشتكي منه الطالب؛ فهو يجلس لساعة أمام الشاشة يستمع دون تفاعل"، ومن هنا، بدأت في البحث عن أساليب جديدة ومُبتكرة.

تُردف بروحٍ إيجابية: "بدأت بنفسي، عبر الالتحاق بدورات تدريبية في أدوات التعلّم عن البعد وأوراق العمل التفاعلية، شعرت بعدها بتحسن بسيط في تفاعل الطلاب، لكن بصراحة لم أكن راضية عن أدائي في ظل وجود ملل ولو بسيط".

وفي سؤالنا، ما الحل الذي اتجهت إليه؟ ترد: "ذهبت نحو القصة باستخدام الدُمى كطريقة لعرض المهارات التعليمية وتوصيل المعلومات للطلاب، وهذا الأمر حقق نجاحًا كبيرًا".

تُسهب في الشرح: "لدي خبرة سابقة في رواية القصص للأطفال باللغتين العربية والإنجليزية، ودمجت معها استخدام عرائس الماريونيت (تُلبس في اليّد)، مع إصدار أصوات وحركات متناغمة مع شخصيات الحكاية".

وعرائس الماريونيت، هي دُمَى متحركة مصنوعة من مجسمات اصطناعية، تمثّل شخصيّة أو حيوان أو نبات؛ ويتحكم في حركاتها شخص، إما بيده أو بخيوط أو عصي.

والدمى التي تستخدمها "بانياس" في دورسها عبر الـ "أون لاين" كانا والديها يستخدمانها في تعليمها وأشقائها، ولأثرها الإيجابي في شخصياتهم قررت إدخالها ضمن أساليبها التفاعلية في التعليم.

تصف حصّة الـ "أون لاين": "هنا تمكنّت بجذب انتباه الطلاب وإمتاعهم وإيصال المعلومات والمهارات بسلاسة إلى عقولهم، ما دفعهم فيما بعد لانتظار موعد الدرس على أحر من الجمر، فكان هذا التفاعل مدهشًا لي وللأهالي".

اللافت في استخدام الأساليب التفاعلية بعملية "التعلّم عن بُعد" هو تمكّن المعلّم من الوصول إلى أقصى درجة في جذب الأطفال وتركيزهم ورفع مستواهم، إضافة لقدرته على التأثير إيجابيًا في سلوكيات حياتهم اليومية، وفق تجربة "بانياس".

وتحاول "بانياس" استثمار مواقع التواصل الاجتماعي في دعم مشروعها التعليمي وأهدافه؛ المرتكزة على خلق أسلوب تعليمي يدمج الطفل مع معلّمه دون ملل، آملةً أن تطلق منصة إلكترونية خاصة بها، لتعليم اللغة الإنجليزية.