من رحلة لجوء وتهجير ومعاناة، تمكنت اللاجئة السورية ريم صيّاح من تحويل المحنة إلى منحة، فنجحت بأناملها الذهبية أن تُعيل عائلتها وتبعث الروح في التراث الفلسطيني في المهجر.
ريم صيّاح لاجئة سورية هُجرت من دير الزور إلى تركيا حاصلة على دبلوم الزراعة، وتُعيل خمسة من الأبناء.
ويعيش 3.627.481 لاجئاً سورياً في تركيا لجأوا إليها منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011م.
ميلاد فكرة
"عندما لجأت إلى تركيا عام 2013م، عملتُ لدى جمعية نور القدس الفلسطينية في إنتاج الكروشيه وتدريب الفتيات على إنتاجه، ومن هنا وُلدت فكرة مشروع مشغل النادي العربي"، كما تقول السورية ريم صيّاح لـ "وكالة سند للأنباء".
وتبيّن صيّاح أنه وبعد ثلاثة أشهر من عملها بالجمعية تولت مسؤولية إدارة المشغل الخاص بالجمعية، وكانت من خلاله تقدم العديد من الدورات للنساء ليتمكن من توفير فرصة عمل من داخل بيوتهن.
وتوضح أن عملها مع جميعة نور القدس، جعلها محاطة ببيئة فلسطينية، الأمر الذي شكّل حافزاً لتحقيق مشروعها، لما قدمه المحيط الفلسطيني لها من تشجيع ودعم معنوي.
وتشير في حديثها لـ "وكالة سند للأنباء"، إلى أنها كانت تشارك في جميع المعارض والمؤتمرات التي تخص فلسطين، وأن هدايا المؤتمرات كانت من تنفيذ مشغلها.
شغف التطريز
وتؤكد أن المشروع كان في بدايته فرصة عمل إلا أنه دفعها لعشق التراث الفلسطيني، بل أصبح جزءا من حياتها، وكذلك جميع العاملات في المشغل عملنَ فيه عن حب وشغف للتطريز الفلسطيني على الرغم من أنهن متعددات الجنسيات.
يوماً بعد الآخر، أحببت العمل في التراث أكثر، وبدأت ابتكار أفكار جديدة غير تلك المعروفة والمنشرة، وتجد هذه الأفكار قبولا كبيراً" كما تقول صيّاح لـ "وكالة سند للأنباء".
وتنبه إلى أن أكثر ما يعجبها ويلفت انتباها هو حب الفلسطيني وتعلقه الكبير في تراث الشعبي.
وتشير إلى أنها تشعر بذلك عندما يكون هناك مؤتمرات تجد إقبالا كبيرا من الفلسطيني على المشغولات اليدوية والقطع التراثية الخاصة فيهم، وكذلك إقبال من كل شعوب العالم المحبة والمناصرة للقضية الفلسطينية.
وتوضح أنها تعلّمت العمل اليدوي بشكل عام على يد والدتها في سوريا منذ صغرها، لكنها لم تتوقع أن تأتي ثمار هذا التعليم في هذه الأوقات.
القضية الفلسطينية
وتبين صيّاح أن فريقها العامل يتكون من سيدات من جميع الجنسيات، من مصر وسوريا ولبنان وليبيا وفلسطين، وحتى تركيا.
وتوضح أن مشغل النادي العربي، ينتج كل ما يرمز للقضية الفلسطينية، من قطع مطرزة وأعلام واللفحات الفلسطينية.
وتضيف أن المشغل يجهز القطع التراثية من خياطة وكروشيه وطباعة وتطريز، ويعمل على توفير أي طلبات للجمعيات داخل تركيا وخارجها.
منافسة دولية
وفي مسيرتها في إنتاج قطع التراث الفلسطيني تبيّن ريم صياح لـ "وكالة سند للأنباء"، أنها شاركت في مسابقة الأعمال اليدوية في إسطنبول وحصلت على المرتبة الثانية.
وتنوه إلى أن الإمكانيات المالية تمثل أبرز العقبات التي تواجهها، خاصة في جانبي التسويق والتدريب، فهي تقدم الدورات التدريبية بدون رسوم أو برسوم رمزية في بعض الأحيان.
وتشير إلى أنها تعتمد على الأرباح القليلة في تغطية أجور الأيدي العاملة معها في المشغل.
وعبرت عن أملها أن يتطور مشروعها ليتمكن من توفير 100 فرصة عمل لمئة سيدة في تركيا.
وعن رسالتها للسيدات المغتربات واللاجئات، تقول ريم صيّاح، إن الظروف الصعبة التي تمر بها النساء في الغربة من الممكن أن تتخطى من خلال الإصرار والعزيمة على الوصول للهدف.
وتضيف أن كل امرأة عربية في المهجر لديها موهبة ما وعليها أن تعمل على تطويرها لتحقيق أهدافها وآمالها.