تجسيداً للواقع والمعاناة التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون، والحصار، والكثافة السكانيّة العالية في قطاع غزة يبدع الفنان الفلسطيني محمد جحلش في تحويل علب السردين إلى إشكال ومجسمات فنية.

وعبر 200 علبة سردين تناول "جحلش" في كل علبة قضية لعائلة فلسطينية، سواء على المستوى الصحي أو الثقافي أو الاجتماعي.

وقال جحلش في حديثه لـ"وكالة سند للأنباء"، إن حجم التقلصات والحصار الخانق على أهل القطاع، ومعاناة اللاجئين جميعها أسباب دفعته لاختيار علب السردين كونها تشبه الواقع الفلسطيني المغلق من جميع النواحي.

 

وعلبة السردين لها قصص طويلة مع الفلسطينيين، ارتبطت برحلتهم مع اللجوء منذ عام ١٩٤٨م، فمُعظمهم تناولها ضمن المساعدات الغذائية التي تمنحها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.

وأشار جحلش، إلى حاجات السكان الصحية والاقتصادية والمعيشية والتعليمية، والتي تخضع لمعاناة كبيرة للحصول عليها، فتناول دواء أو إجراء عملية أو تلقي تحويلة طبية، يمر بكثير من الإجراءات التي قد يفقد الساعي إليها حياته قبل أن يحصل عليها.

 

موهبة منذ الصغر

وظهرت موهبة الرسم لدى جلحش منذ نعومة أظافره، وكان يرسم على كل شيء يجده أمامه، وحاول تطوير موهبته في مختلف مراحل عمره، حتى التحق بكلية الفنون الجميلة بجامعة الأقصى، وبعد تخرجه من الجامعة عمل مُدرساً في مجال دراسته، ولم يكتف عند هذا الحد، بل إنه يسعى إلى تطوير موهبته الفنية، وتعلم أساليب جديدة ومبتكرة للرسم.

وأضاف جحلش، وجدت دعما كبيرا من الأهل والأصدقاء وكذلك من المواطنين الذين أشادوا بهذا النوع من الرسم الذي يستغرق مجهودا كبيرا، فقد يستغرق الرسم الواحد أكثر من نصف يوم لإنجازه.

وأشار مدرس التربية الفنية، إلى أنه في كثير من الرسومات يعتمد على الطين في بعض القضايا عبر تجسيدها بأشكال معينة يسهل على المشاهد فهمها وقد ركز على الأطفال ومعاناتهم في هذا النوع من الرسومات.

 

معيقات

وأوضح جحلش أن أبرز المعيقات تتمثل في عدم توفر مكان خاص لممارسة الرسم، واستغلال جزء من منزله لرسوماته والتي تحتاج بعضها لمساحة كبيرة كونه لجأ إلى تصنيع علب سردين ذات حجم كبير.

وبين أنه يضطر كذلك لشراء علب السردين على حسابه الخاص، والمواد المستخدمة في الرسم، دون دعم من الجهات المانحة.

 

طموحات

ويطمح الفنان جحلش، بأن يصل هذا الفن إلى العالم ويشارك في معارض دولية، ما قد يساعد في إنهاء الحصار المفروض على القطاع منذ نحو أربعة عشر عاما، ولفت أنظار العالم للاجئين الفلسطينيين وعدالة قضيتهم.

وتمنى جحلش بأن يمتلك معرضاً خاص على المستوى المحلي لنشر أعماله وتسليط الضوء عليها.