الساعة 00:00 م
الجمعة 29 مارس 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.62 جنيه إسترليني
5.17 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.95 يورو
3.66 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"أي وصف لن يعبر عمّا عشناه".. شهادة مروّعة على إبادة غزة ترويها نور حميد

بالصور تجارةُ رمضان.. بين ركودٍ وازدهار

حجم الخط
رمضان.jpg
فاتن عياد الحميدي - وكالة سند للأنباء

تتدلى خيوطٌ تلمع من بين أزقة الطريق، تتراقص على أنغام الناس فرحاً وعلى أصوات الباعة والمتجولين، ابتهاجاً بجمال هذا الشهر المُنتَظر، على أملِ أن تكون تجارةً رابحة، وزينةً لامعة، وقلوباً تتزين حُباً رغم ضيق الحال، فرزقُ الخير مهما قَل، تجارةً لن تبور.

مع انتصاف الشهر المبارك ذَهَبَتْ "سند" في رحلةٍ بين أزقة الأسواق الشعبية، لترى بهجة بعض التجارة الموسمية، ما بين حلويات شامية، وزينةٍ رمضانية، ومقبِّلات شهية، اختلفت تجارتهم، زادت عند أحدهم، وتراجعت عند آخر، واتفقوا أنَّ العملَ ذاتَه رِزق، والرزقُ خير، قلَّ أو كَثُر.

قطايف.jpg


عمل مسخَّر

في حديثنا عن حلويات موسم رمضان، يقول صاحب سلسلة مطاعم كنعان أبو ضياء الرزي لـِ "وكالة سند للأنباء" إن القطايف حلويات شامية، تشتهر بها المناطق الشعبية وهي موسمية تأتي شهوتها في شهر رمضان فقطـ، لوجود حلويات بديلة أخرى.

يقول "الرزي" لِسند: نمتلك 4 مطاعم للفول والفلافل، وجميعها تُعطَّل في شهر رمضان وتُسخَّر فقط للعمل في القطايف، إضافةً أن تصنيعها يأخذ مجهوداً كبيراً من أفران وغاز، وتزيد حدتها في هذا الشهر.

في ظل "كورونا"

اجتاح الخوف والرهبة بيوت المواطنين، فالتزمت العائلات منازلها، وأصبحت ربات البيوت تصنع القطايف البيتية من دوافع المصلحة والحفاظ على السلامة العامة.

ويشير ضيفنا إلى أنَّ جائحة كورونا كان لها تأثيرٌ سلبيٌ على المجتمع، وهُم جزءٌ من المجتمع تأثروا بها بشكل ملحوظ، من الجانب التجاري، والاستهلاكي، ونفسية المشترين في التعامل، وأخذ البضائع.

ويؤكد وجود فرق شاسع في إنتاجية القطايف موازنةً بالعام الماضي، ما يقارب أقل من النصف.

وكان للإغلاقات الاحترازية من جائحة كورونا بالغ الأثر، فَقِلةُ الناس في الأسواق، ومنع تنقل السيارات دفع إلى ركود الحركة التجارية والاقتصادية والاستهلاكية، والمشترون الآن بصدد استبدال الكماليات والامتناع عنها، لتوفير الحاجيات الأساسية، والحفاظ على السلامة.

يضيف "الرزي" أن سلامة الناس وحرصها فوق أي اعتبار تجاري، مهما حُجِبوا عن الأسواق والازدحام فيها، إلا أنَّ كُل شخص وبائع مُسيَّر لرزقه الذي كُتِب له.

تجارة.jpg
 

مقبِّلات رمضان

يقول أبو أنس الحلو أحد بائعي المخللات في سوق الزاوية لـِ "وكالة سند للأنباء" إن التراجع الملحوظ الذي يشهده بيع المخللات، جاء لتردي الأوضاع الاقتصادية.

ويضيف "كورونا" ليست العائق أمام هذا البيع، فهي موجودة في كل أنحاء العالم، وحِدّة البيع هذا العام تزداد سوءاً عن الأعوام السابقة.

ويشير ضيفنا إلى طبيعة العمل هذا العام في مهنة بيع المخللات، فعلى حسب قوله " في السابق كنا نبيع ونشتري، ونجلب بضائع من قبل رمضان بأشهر كثيرة للتحضير والتجهيز، ولكن على النقيض في هذه الأيام، فقد ضَعُف السوق بنسبة 70% الضِعف".

استهلاكٌ بـ ِ"الأرقام"

ويضيف "أبو أنس" لـِ "سند"، يستغرق الوقت لتحضير المخللات قبل رمضان من شهرين إلى 3 أشهر، لكن هذه الأيام " أول بأول، والرزق على الله".

ويفيد أن الأسواق في حالة ضعف، مشيراً أن الزبون الواحد يأخذ من كل صنف ما يقارب 1 كيلو و2 كيلو، والآن لا يتعدى كَون الزبون يأخذ بـ 1 شيكل، أي ما يقارب 100 غم و200 غم من الصنف الواحد.

وتبلغ الكمية المستهلَكة بالمجمل من الكمية الكلية، ما يُقارب 20% لِما قبل 10 سنوات، فعندما كانت تصل كمية البيع إلى10 طُن، وصلت هذه السنة 2 طن لجميع الأصناف.

ويعرب ضيفنا عن أمله بتحسُّن الحال، واجتياز مرحلة الركود التجاري، وتجاوز جائحة كورونا بسلامةٍ وعافية.

زينة رمضان.jpg
 

"كورونا" نقطةٌ مُربِحة!

وعلى صعيدٍ آخر، يقول بائعُ الزينة في سوق الزاوية إيهاب الحلو لـِ "وكالة سند للأنباء"، يختص السوق في هذه الأيام والوَقْفات بالزينة والأجواء المبهجة.

"كورونا" كانت نقطةً رابحة لهذا الرجُل، فكما ذكَرَ لنا، أن الجيدَ في هذه الجائحة بالنسبة لعملِه كَبائع هو الحجر المنزلي، ومكوث الناس في بيوتهم يستعدي إضفاء الجمال والبهجة عليها.

وفي شهر رمضان كان حريٌّ بهم الإقدام على شراء أحبال الزينة، وفوانيس رمضان، والإضاءات المختلفة، والشراشف البرَّاقة.

ويشير ضيفنا أنَّ البيع بالنسبةِ له جيدٌ جداً، فهناك إقبالٌ كبير، وسحبٌ مختلف على الأنواع كافة، وخص بالذكر ما يُعرَف بـ "الستارة المضيئة"، مضيفاً أنَّ هذه الطلبات موجودةٌ دائماً ولا تقتصر فقط على هذا الشهر الفضيل.

"الناس بدها تفرح"

كما يؤكد "الحلو" لـِ "وكالة سند للأنباء" على ازدياد البيع في ظل الجائحة خاصةً بعد إغلاق صالات الأفراح، ما ألجَأ أصحاب المناسبات لعملها في المنزل، مضطرين لشراء زينةٍ للحفلات، وأعياد الميلاد.

ويعرب ضيفنا عن ابتهاجه بهذا الموسم وهذه الأجواء في السوق قائلاً: "الناس بدها تفرح"، مشيراً لمتعة البيع في شهر رمضان المبارك، رغم أي ضائقة، فرمضان شهرٌ يأتي بخيرٍ وفير ورِضاً كثير.

إضاءة.jpg