أثارت ظاهرة ازدياد عدد المعمرين في بلغاريا اهتمام إيليا ميتشنيكوف الحائز جائزة نوبل في مجال الفسيولوجيا والطب في بداية القرن العشرين، وحاول ربطها بتناول الزبادي.
ودرس العالم البلغاري ستامين غريغوروف تركيب اللبن الرائب، وخلال التجارب المخبرية تمكن من فصل نوعين من بكتريا الحليب المخمر: العصيات البلغارية والمكورات العقدية المحبة للحرارة (Lactobacillus bulgaricus وStreptococcus thermophilus).
وكان هذا الاكتشاف، بداية لدراسات علمية مكرسة لدراسة اللبن الزبادي، ولا تزال مستمرة حتى الآن.
ويشير خبير التغذية كارلوس غوميز-جاليغو في مجلة Oxford Academy Science Journal Nutrition Reviews، إلى أن الزبادي هو أحد أكثر الأطعمة أهمية من الناحية البيولوجية.
وبين أنه يعد مصدر ممتاز للبروتينات والدهون والفيتامينات والمعادن والكربوهيدرات سهلة الهضم.
ويحتوي 100 غرام من الزبادي على 10% من حاجة الجسم للبروتينات و4% من الدهون، و4% من الكربوهيدرات/ وعلى 106 كيلوسعرة حرارية.
وينصح خبراء التغذية الرياضيين الذين يعانون من الوزن الزائد والنساء الحوامل بتناوله.
وتكمن ميزة الزبادي الرائعة، في احتوائه على بكتيريا حية- البروبيوتيك الذي يحسن ميكروبيوم الأمعاء.
وتعد الخاصية السابقة ذات أهمية كبيرة في الوقت الحاضر، حيث يستهلك الإنسان كمية كبيرة من الدهون والمواد الغذائية المكررة والمعالجة كيميائيا، والزبادي في هذه الظروف يعتبر أفضل مادة غذائية لاستعادة وتحسين ميكروبيوم الأمعاء.
ويحتوي الزبادي على فيتامينات قابلة للذوبان في الدهون- A، وبيتا كاروتين، وE وK، وكذلك فيتامينات قابلة للذوبان في الماء - B1، B2، B3 (PP)، B4، B5، B6، B9 وB12. ويشمل على معادن الكالسيوم والمغنيسيوم والصوديوم والبوتاسيوم والزنك والمنغنيز والسيلينيوم ونسبة عالية من الفوسفور.
وهذا يعني أن تناول الزبادي صباح كل يوم يحمي من هشاشة العظام وذلك بفضل احتوائه على مزيج متناغم من الكالسيوم وفيتامين D، الذي يدعم امتصاص الكالسيوم.
ويحتوي الزبادي على نسبة عالية من البوتاسيوم والمغنيسيوم يقوي تطبيع مستوى ضغط الدم، وفيتامين А ومجموعة فيتامينات В تؤثر إيجابيا في عملية التمثيل الغذائي، للحصول على الطاقة اللازمة وتحسين نشاط الدماغ.
وتقوم البكتيريا الحية الموجودة في الزبادي بالتخلص من مشكلات الجهاز الهضمي، حيث يمكّن تناوله يوميا من التخلص من الإمساك والإسهال والغازات والانتفاخ، ومتلازمة نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة بسبب اضطراب عمل الجهاز الهضمي.
ويؤثر تحسن عمل الأمعاء بصورة إيجابية مباشرة في حالة الجلد والبشرة ومنظومة المناعة والمزاج ومقاومة الإجهاد.