تفاجأ المزارع خالد قديح، من سكان خانيونس جنوب قطاع غزة، بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي على القطاع، بحجم الضرر الذي أصاب أرضه الزراعية وبئر المياه الخاص به، فقد جفّت المحاصيل التي كان ينتظرها لأشهر، وتدمر بئر المياه بشكل بالغ.

يقول قديح إن عدم تمكن المزارعين من الوصول للأراضي الحدودية خلال العدوان، إلى جانب انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة خلال العدوان، أدى لتلف الأراضي والمحاصيل المزروعة، لاسيما أنه لم يتم ريها خلال 11 يوما.

ويبين أن أرضه التي تبعد مسافة 450 مترا عن الحدود الشرقية في خزاعة جنوب قطاع غزة، والتي لطالما تعرضت للاعتداءات الإسرائيلية خلال السنوات الماضية، تعتبر مصدر رزق له ولأفراد عائلته الـ13.

ويوضح أن البئر الذي قام بحفره وترخيصه لري أرضه وبيع المياه للأراضي المزارعين المجاورة له، قد تعرض لضرر بالغ، بفعل الصواريخ الارتجاجية التي كان الاحتلال يطلقها خلال العدوان.

ويبين قديح أنه سيضطر للانتظار لمدة شهرين في أقل تقدير، ليستطيع استصلاح أرضه وجني محاصيلها وبيعها في السوق، ما يعني أن عائلته ستعاني من آزمة مالية خانقة خلال الأشهر القادمة.

ويستذكر الأضرار التي لحقت بأرضه خلال السنوات الماضية :" تضررنا في عام 2000 إبان الانتفاضة بعد تجريف آليات الاحتلال للأرض، ثم تعرضت أرضي لرش المبيدات الحشرية من قبل طائرات الاحتلال ما تسبب بإتلاف المحاصيل فيها".

ويشير إلى أنه أصبح ملاحقا من الشرطة والجهات المختصة لتراكم الديون عليه وعدم تمكنه من سدادها خلال السنوات الماضية، مطالبا المانحين ووزارة الزراعة، بدعم صمود المزارعين لتثبيتهم في أرضهم.

كما يضيف قديح أن المزارعين في المناطق الشرقية لم يتمكنوا من الوصول إلى أراضيهم الحدودية، والتي كانت مهيأة للحصاد، ما ضاعف خسارتهم، وأدى لتلف المحاصيل.

وبالرغم من تكرار الأضرار التي لحقت بأرض قديح، إلا أنه يصر دوما على إعادة استصلاح أرضه وزراعتها، معتبرا ذلك تحديا لاحتلال يرى أن استهداف المزارعين أسلوبا لتهجيرهم من أراضيهم الحدودية.

أما المهندس إياد العطار، صاحب مشروع الاستزراع السمكي، شمال قطاع غزة، فبعد أن وصل حجم خسائره في العام  2004 ، إلى ما يقارب ال100 ألف دولار، جراء استهداف أرضه الزراعية المزروعة بالحمضيات والفواكه، عاود الاحتلال قصف مشروعه الذي يبعد  4 كيلو متر عن المناطق الحدودية، خلال العدوان الأخير على القطاع.

يقول العطار إن هذا المشروع شكل مصدر دخل له ولأسر أبناءه الخمسة المتزوجين، لاسيما أن وضع كل ما يملك من مال، لإنجاح هذا المشروع.

ويشير إلى أن الست أطنان من السمك المستزرع كانت جاهزة للتسويق، لكنها أتلفت بشكل كامل بعد استهدافها من قبل طائرات الاحتلال.

ويضيف "شقاء عمري وضعته في هذا المشروع فبعد 15 عاما من الخدمة في القطاع الحكومي، أردت استثمار مستحقاتي ومدخراتي لإنشاء مشروع يأمن مستقبل أبنائي وعائلاتهم".

دمر المشروع بالكامل، وبقي أبو فادي العطار وأبناؤه الخمسة عاطلين عن العمل، في انتظار تعويض ولو جزئي، يمكنهم من الوقوف على أرجلهم من جديد، وإعالة أبنائهم، وتسديد ديونهم المتراكمة، من هذا المشروع.

بدوره قال المتحدث باسم وزارة الزراعة، أدهم البسيوني، لـ"وكالة سند للأنباء" إن الأضرار الإجمالية للقطاع الزراعي بشكل كامل خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وصلت إلى 204 مليون دولار.

وبين أن من بينها 127 مليون دولار خسائر مباشرة، فيما وصلت الخسائر غير المباشرة إلى 78 مليون دولار.

وأكد أن الأضرار المباشرة تمثلت في استهدف الأراضي الزراعية والبنية التحتية الزراعية للمزارعين والمنشآت ومزارع الأبقار والأغنام والسمك ونفوق آلاف الطيور، وعدم إدخال الأعلاف لها.

وأشار إلى أن الأضرار غير المباشرة تمثلت في عدم قدرة المزارعين على الوصول إلى أراضيهم، وتعطل عشرات العمال في القطاع الزراعي عن العمل، بالإضافة إلى عجز المزارع على تسويق محصوله، وانهيار الأسعار نتيجة تكدسها فترة العدوان.

وأوضح البسيوني أن الأراضي المتضررة تحتاج إلى فترة كبيرة لإعادة تأهيلها تقدر بخمس سنوات، ما يضاعف حجم الخسائر غير المباشرة التي خلفها العدوان على غزة.

ونوه إلى أن الجهود  في وزارة الزراعة متضافرة ومتحدة مع المؤسسات الدولية والحكومية والقطاع الخاص؛ من أجل أن تتداعى لسرعة التمويل  وتعويض المزارعين، وتعزيز قدرات المزارع على إعادة خط الإنتاج كما كان.