الساعة 00:00 م
الأربعاء 24 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

"الخطيب" تخترع جهازا قد ينهي معاناة 400 مليون إنسان

حجم الخط
213613153_183067700448164_814974788954910337_n.jpg
أحلام عبدالله-وكالة سند للأنباء

 إنه الإيمان بالناس، وليس الإيمان بالتكنولوجيا، هذا ما تؤمن به مهندسة الذكاء الاصطناعي ناديا الخطيب، التي قررت أن تقدم للناس عطاءً من نوع مختلف.

 يتبلور الاختراع  في نظارة ذكية تساعد الأشخاص الذين يعانون من الإعاقة السمعية، من رؤية الكلام المنطوق من خلال ترجمة الكلام المتدفق بشكله الطبيعي للغة مكتوبة ترسم على عدسات النظارة، وبوجه آخر للاستخدام يتحول الكلام للغة الإشارة.

شغف منذ البداية

وتحدثت الخطيب، وهي خريجة كلية تكنولوجيا المعلومات بالجامعة الإسلامية، لـ"وكالة سند للأنباء"، عن مشروعها، قائلة: "بدأت تجربتي عندما كنت أفكر بفكرة لمشروع التخرج، وقد قررت مسبقاً أن مشروع تخرجي لا يمكن أن يكون مجرد مشروع، بل يجب أن يكون مشروعاً ملموساً، وبذرة لمشروع هدفه كبير، يخدم المجتمع وكنت مصرة على استخدام الذكاء الاصطناعي فيه، لأجمع ما بين شغفي ورسالتي".

تقول المهندسة، أنا شغوفة بمجال الذكاء الاصطناعي، حاولت الجمع بين الشغف والرسالة، من خلال تقديم خدمة لهذه الفئة لمساعدتهم أكثر في الاندماج مع واقعهم وفهم ما يدور حولهم.

211360224_203435538452675_484839155414347631_n.jpg
 

بكلفة خمسين دولار

المهندسة الخطيب، استخدمت الذكاء الاصطناعي لإنتاج نظارة ذكية خاصة بذوي الإعاقة السمعية، ستمكنهم من فهم اللغة المحكية التي يتحدثها المحيطون بهم، وبالتالي إنهاء معاناة عدم فهم اللغة التي تكون في محيطهم بكل سهولة ويسر، وبكلفة قد لا تتجاوز الخمسين دولارا.

 وأضافت أن فكرة النظارة تدور في رأسها منذ سنوات، ولاسيما مع إدراك معاناة ذوي الإعاقة السمعية الذين هم بأمس الحاجة للاختراعات، التي تبسط عملهم وتيسر حياتهم اليومية وتخفف عنهم صعوبة الحياة الناجمة عما فقدوه من حاسة مهمة جدا".

 وبينت أنها درست الهندسة وتخصصت بالذكاء الاصطناعي وكانت ترغب بشدة باستخدامه في اختراعها الجديد الذي بدأت تخطط له منذ وقت طويل.

تخطي الصعوبات

 ولم تمنعها قلة الموارد وصعوبة الحصول على الأجهزة، وظروف القطاع المحاصر من الوصول إلى هدفها الذي طال انتظار تحقيقه.

وأكدت أن لديها اهتماما كبيرا بذوي الاحتياجات الخاصة بشكل عام وليس تحديدا فئة معينة.

 وقادها التفكير الطويل إلى تحديد الفئة التي ستقدم لهم الاختراع، فقررت أن تكون أول رسالة تقوم بالعمل عليها مقدمة لذوي الاحتياجات السمعية.

212803392_1173302666482483_4149263792451737278_n.jpg
 

ولفتت إلى أن من أسباب اختيارها لهذه الفئة هي قلة الاختراعات المساعدة لهم، حيث توصلت إلى فكرة عمل نظارات ذكية تكون بمثابة أداة ووسيلة تساعدهم بمواجهة صعوبات الاتصال والتواصل بشكل فعال مع من حولهم وتساعدهم على فهم الآخرين من خلال ترجمة أصوات من يتحدث معهم إلى لغة مكتوبة.

وعن الآلية التي يقوم عليها عمل النظارة قالت الخطيب، " إن نظارات أذن السلام Peace Ear Glasses" عبارة عن نظارة مرفقة بملحق بجهاز صغير بحجم الجيب، تقوم بترجمة أصوات الأشخاص وحديثهم من خلال المايكرفون المرفق بالنظارة، إلى لغة مكتوبة تعرض وتنعكس على عدسات النظارة لتتم قراءتها وفهمها.

وبينت أن النظارة صممت بملحق مناسب كي لا تعيق الرؤية ولا تؤثر على العينن ومناسبة لتسهيل التواصل مع من لا يستطيعون السمع، وهي غير مكلفة.

وأوضحت أنه نظراً لمحدودية الموارد التي كانت عائقاً كبيراً، تم انجاز نموذج أولي من المشروع.

 وأفادت الخطيب أن المشروع يحتاج للكثير من التجهيز والتطوير والإضافات، لتصبح منتجاً نهائياً يخدم 466 مليون شخص من ذوي الاحتياجات السمعية.

وقالت الخطيب أن الغاية المنشودة من المشروع، قد تسهل حياة ملايين الناس حول العالم .

 وبررت استهدافها فئة الإعاقة السمعية على وجه الخصوص، بسبب قلة الأدوات التي يمكن أن تسّهل عليهم سبل الحياة الطبيعية.

210893030_1198984897216697_2829455673692641104_n.jpg
 

دور الجامعة

بدوره، قال الأستاذ المساعد في كلية تكنولوجيا المعلومات بالجامعة الإسلامية في قطاع غزة الدكتور معتز سعد، إن الشركات الكبرى أنتجت نظارات ذكية ولكن لم تكن موجهة إلى فئة من ذوي الاحتياجات الخاصة، وجاء إنتاج المهندسة لفئة هي بحاجة ماسة لمثل هذا الاختراع.

وأشار خلال حديثه "لوكالة سند للأنباء" إلى أن الفئة التي تعاني تحتاج إلى مثل هذه الوسيلة لتحويل الصوت إلى نص وانعكاسه داخل النظارة وفهمه من قبل صاحب الإعاقة السمعية.

ولفت سعد إلى أن المهندسة تغلبت بصعوبة على عدد من المشكلات التي واجهتها، من بينها عدم توفر طابعة ثلاثية الأبعاد وجهاز الرصد.

وأشار إلى إبداء مركز الاختراعات القطرية باحتضان المشروع، مؤكدا أن تكاليف المشروع قليلة.

وعن دور الجامعة أشار إلى توجيه الطلبة لمشروع قابل للتطبيق وتخدم فئات كبيرة، مشيرا إلى أن الجامعة وفرت الأجهزة اللازمة لنجاح المشروع.

 وأوضح أن الجامعة تشجع الأفكار المميزة، عن طريق تنظيم مسابقات سنوية يتم تكريم الطلاب أصحاب المشاريع الريادية والتي تخدم المجتمع.

وحسب الأرقام التقديرية الرسمية الفلسطينية فإن 19 ألفا و811 شخصا يعانون من إعاقات سمعية في فلسطين، بينهم 9 آلاف و821 فلسطينيا في قطاع غزة.

وتتوقع منظمة الصحة العالمية وبحسب تقرير لها على موقعها الرسمي بحلول 2050، أن يعاني نحو اثنين ونصف مليار شخص من درجة ما من فقدان السمع.

 وأن يحتاج ما لا يقل عن 700 مليون شخص إلى خدمات التأهيل الخاصة بالسمع، كما أن أكثر من مليار شاب معرض لمخاطر فقدان السمع الدائم .

ويبلغ الاستثمار السنوي الإضافي اللازم للتوسع في خدمات العناية بالأذن والسمع على الصعيد العالمي، أقل من دولار وأربعين سنتا للشخص الواحد.

وتشير المنظمة إلى حاجة أكثر من خمسة بالمئة، من سكان العالم أي 430 مليون شخص إلى التأهيل لمعالجة فقدان السمع