الزائر لجبل جرزيم حيث تقيم الطائفة السامرية (أصغر طائفة دينية في العالم)، تحط ناظريه على قمة الجبل المطل على ضواحي وأطراف نابلس الجنوبية والشرقية، وهناك تتموضع على أحد القمم مستوطنة "براخا"، ليكتشف أن هناك تمدد لا تُظهره سوى أعمدة الانارة في ساعات الليل.
تمدد دائري
يقول حمدان معمر لـ "وكالة سند للأنباء"، والذي يزور جبل جرزيم في بعض الأحيان، إن زيارته أمس الأول للمنطقة بعد غياب أربع سنوات، أثارت لديه الانتباه أن المستوطنة قد شهدت "تسمينا" بالعمران، وأن هناك بنايات من عدة طبقات، إضافة الى زيادة المساحة المزروعة حولها.
ويمكن ملاحظة أن التوسع الجديد في المستوطنة اتخذ شكلا دائريا، حيث أن هناك تمدد جنوبا باتجاه بلدة عراق بورين، وآخر شرقا باتجاه بلدة كفر قليل، ناهيك عن تمدد غربا وهو الملاحظ من داخل مرتفعات مدينة نابلس.
ونوه أحد سكان جبل الطور محمد الدواية، أن أعمدة الانارة المحيطة بالمستوطنة، كشفت ما جرى فيها من توسع وتمدد، مقارنة بأشهر سابقة، حيث اختلاف شكلها ليلا، عن شكلها السابق.
وأشار مدير مكتب مركز أبحاث الأراضي المهندس محمود الصيفي، أن "براخا" أقيمت في عام 1983م، إلى الجنوب من مدينة نابلس؛ وتتبع هذه المستوطنة لحركة “غوش أمونيم”.
وقد أقيمت هذه المستوطنة في البداية كنقطة عسكرية "ناحال" عام 1982؛ وبعد ذلك تحولت إلى مستوطنة دائمة عام 1983.
وأضاف الصيفي لـ "وكالة سند للأنباء" أن المستوطنة أُقيمت على أجزاء من جبل جرزيم، على أراضي قرى كفر قليل وبورين، وعراق بورين.
معتقدات دينية
واستمدت هذه المستوطنة تسميتها من جبل جرزيم، ذي الاعتبارات الدينية التوراتية عند اليهود، حيث يزعمون أن البركة على جبل جرزيم، واللعنة على جبل عيبال؛ فتم إقامة مستوطنة “براخا” على جبل جرزيم طلباً للبركة.
ووفقا لمعطيات متطابقة لمؤسسات حقوقية ترصد انتهاكات الاستيطان، أن معظم الأراضي المصادرة في هذه المستوطنة، مسجلة في دائرة مالية نابلس؛ وتعود ملكيتها إلى العائلات الفلسطينية؛ ولدى أصحابها الأوراق الثبوتية التي تثبت ملكيتهم لها، وليست أراضي متروكة، كما تدعي الجهات الاستيطانية الإسرائيلية.
وأقيمت مستوطنة جديدة داخل مستوطنة “براخا”، على بعد كيلومتر واحد منها، تحت اسم “براخا”ب” من جهة الجنوب؛ بحيث سيطرت المستوطنة بشكل عام على جبال جنوب مدينة نابلس، وعلى مرتفعات جبل جرزيم الاستراتيجي المطل مباشرة على مدينة نابلس؛ وهذه الإطلالة أصبحت تحت قبضة الاحتلال.