الساعة 00:00 م
الخميس 02 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

أوجاعٌ لا تُطاق.. إسراء جعابيص تعود إلى الواجهة فهل من مغيث؟

حجم الخط
241447794_1466519683709726_6953257009243466118_n.jpg
غزة-أحلام عبدالله-وكالة سند للأنباء

"أختي إسراء عظمها مكشوف وبتتنفس من فمها فقط، وبيتساقط الطعام من فمها حين تأكل، "هكذا وصفت منى حالة شقيقتها الأسيرة إسراء جعابيص، التي تعاني من إهمال طبي في ظل احتراق 60% من جسدها.

تستيقظ الأسيرات في سجن "الدامون" ليلا على صوت أنين بالغرفة، حيث تكون إسراء جعابيص تئن ألماً، لتأتي على الفور بوعاء ماء وتسكبه على جسدها لعدة مرات لتخفف آلامها ولو قليلًا. تقول منى لـ" وكالة سند للأنباء".

"إسراء بحاجة أيضا إلى عمليات تصحيح للجلد في محيط عينها اليمنى وفي الأنف الذي أصبح غائرا، وذات الأمر بالنسبة للشفاه".

ما تعاني منه الأسيرة جعابيص من حروق يجعل جلدها وبعد مرور 6 سنوات على الحادثة دائم السخونة المصاحبة لآلام شديدة، مما يجعلها لا تقوى على وضع جميع أنواع الأقمشة أو الأغطية على جسدها.

إسراء (32 عاما) من قرية جبل المكبر جنوب القدس، حكم عليها بالسجن لمدة 10 أعوام بتهمة ألصقت وهي محاولة قتل شرطي، وذلك بعد أن انفجرت اسطوانة غاز كانت تقلها بسيارتها على بعد خمسمئة متر من حاجز عسكري.

تسع عمليات

ومع الانفجار تلاشت أصابع إسراء بفعل حروق التهمت 60% من جسدها في، 11 أكتوبر/تشرين الأول 2015، عندما كانت في طريقها إلى مدينة القدس قادمة من مدينة أريحا.

واليوم هي بحاجة ماسة إلى 9 عمليات جراحية لتستطيع العودة إلى ممارسة ولو كان جزءا من حياتها بشكل شبه طبيعي.

تتابع منى بحرقة "إسراء تحتاج لعملية لفصل ما تبقى من أصابع يديها الذائبة والملتصقة ببعضها البعض، فقد ذابت عقد الأصابع ولم تبق إلا عقدة واحدة في كل من أصابعها الثلاثة المتبقية، وعملية أخرى لزراعة جلد ليغطي العظام المكشوفة".

"أما الأذنان فالتصقتا بعد أن ذابتا بفعل الحروق في الرأس، في حين لم تعد تقوى على رفع يديها إلى الأعلى بشكل كامل نتيجة التصاق الإبطين أيضا، كما أتت النيران على وجهها لدرجة أن طفلها الوحيد لم يستطع التعرف عليها في زيارته الأولى بعد عام ونصف من اعتقالها".

وتتابع: "تواجه إسراء صعوبة في تحريك يديها، عندما تريد القيام بأي عمل يتطلب جهدا ولو بسيطا، وتواجه صعوبة في النوم، وتشعر بقلق دائم.

وأردفت أن إسراء طلبت من زميلاتها في الأسر، قص شعرها رغبة منها في التخفيف عنهن من أعباء مساعدتها.

تكتفي إدارة السجن بتوفير مرهم لتبريد الحروق لا تزيد سعته على عشرين ملم يصرف لها كل ثلاثة أيام، وهي كمية غير كافية لتغطية كافة حروق الأسيرة إسراء، فتجد في ما يتاح لها من مسكنات في صباح ليلة موجعة، سبيلا للتغلب على الألم.

حاولت عائلة إسراء وعن طريق مؤسسات إنسانية دولية أن تحصل على موافقة لإدخال طبيب لمعالجة ابنتها على نفقتها الخاصة، لكن مصلحة السجون الإسرائيلية رفضت طلب العائلة.

لم يكتف الاحتلال بحرق جلد إسراء، بل يحرق كل يوم قلبها على طفلها الذي أرغمت على تركه، أما معتصم، فهو وإن صدم بهول ما رآه، يرى في وجه أمه الجمال الذي لا يمكن للحروق ولا الاحتلال أن يخفياه.

حملة إلكترونية

ومؤخرًا، أطلق نشطاء وأسرى محررون حملة إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي تحت "هاشتاغ" "#أنقذوا إسراء جعابيص"، للمطالبة بالإفراج عنها، خاصة أنها بحاجة لتدخل طبي، وتحتاج ل9 عمليات جراحية لتستطيع العودة إلى ممارسة حياتها بشكل شبه طبيعي.

وعن ذلك تقول منى: آمل أن تكون الحملة كبيرة، وتستمر بنفس المستوى حتى الإفراج عن شقيقتي، كما جرى مع الأسيرة المحررة أنهار الديك

وأكدت أنها أطلقت حملة في العام 2017 من أجل علاج شقيقتها، وتم بالفعل إجراء عمليتين لعينها والتصاق جلدها بإبطها الأيمن، وتلاها حملة للاستمرار بالعلاج، لكن لم تعط أي نتيجة، وغيرها من الحملات.

 فيما طالبت الحملة الإلكترونية على منصات التواصل الاجتماعي في فلسطين “أنقذوا إسراء جعابيص” سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالإفراج عن الأسيرة المريضة.

واتهم المغردون سلطات الاحتلال الإسرائيلي بتعمد إهمال إسراء طبيا منذ 6 سنوات داخل سجون الاحتلال، وطالبوا المنظمات الحقوقية بالضغط على السلطات الإسرائيلية للإفراج عنها والسماح لها بتلقي العلاج.

واعتبرت نادية الكيلاني قصة الأسيرة إسراء من أكثر القصص المأساوية إذ كتبت "من أكثر القصص المأساوية والمنسية الأسيرة الفلسطينية الجريحة "إسراء"، التي أهملها العالم أجمع. ورغم جرحها الكبير، فلم يشفع لها الاحتلال ولا المجتمع الدولي بالإفراج عنها. ومن حق إسراء علينا أن نوصل صوتها للعالم أجمع، كونوا أنتم الإعلام البديل وأوصلوا قصتها للعالم".

وأكد جابر المري أن قصة إسراء تعد إحدى جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين حيث قال: "أنقذوا إسراء جعابيص؛ قصة جريمة من جرائم الاحتلال الصهيوني".

مساعٍ لإطلاق سراحها

من جانبه، قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين اللواء قدري أبو بكر، إن حروق الأسيرة جعابيص من الدرجة الثالثة، وهي بحاجة للعلاج بالليزر والعمليات الجراحية، مؤكدًا أنه ما زال هناك وقت للمساعدة في علاجها بأي وقت.

 وأوضح خلال حديث لـ "وكالة سند للأنباء" أن اعتقال "جعابيص" وهي بحاجة لإجراء العديد من العمليات الدقيقة سواء التجميلية أو العلاجية، ومماطلة الاحتلال في إجرائها ورفض إطلاق سراحها هو مخالف للقانون الدولي وللقانون الدولي الانساني وقضايا حقوق الانسان.

وجدد مطالبته بضرورة الإفراج عن الأسيرة جعابيص، وتحسين ظروفها النفسية والجسدية بإجراء العمليات المطلوبة لها، داعيًا لمزيد من هذه الحملات والتحرك على المستوى الدولي لتعرية سلطات الاحتلال والضغط عليها من قبل المجتمع الدولي والرأي العام العالمي لإطلاق سراحها.